«واوا» هيفاء ودومنيك: «الجنازة حامية والميت...»!!
خلاف هيفاء وهبي ودومنيك حوراني حول «واوا», يصح فيه المثل المعروف: «الجنازة حامية والميت..» فهذه المسخرة التي اطلق عليها زوراً صفة «اغنية», تعدت الغناء الهابط بأشواط, وبلغت حد أذية مشاعر الأطفال الذين كفلت لهم القوانين العربية والعالمية والدولية حق الحماية.
لقد سمعت الكثير من الأمهات يستنكرن هذا الفجور الذي يرتكب باسم الفن الغنائي, وعلمت من بعضهن كيف انهن نقلن شكواهن الى المشرفات الاجتماعيات على اولادهن وبناتهن في المدارس, طلباً للمساعدة, وكيف ان المشرفات بدورهن كن يشتكين ايضاً من تدهور الاوضاع, وانهن يبحثن عن حلول لوقف تأثير هذه السموم التي بدأت تنخر اخلاقيات واسماع وابصار اطفال جيل بكامله, وكيف ان الأمر اوشك ان يتحول الى «وباء» قد يستحيل السيطرة عليه ان لم تسارع الجهات المعنية مجتمعة, أهلاً ومدرسة ومؤسسة اجتماعية وتربوية ودينية ورسمية, الى التوحد سعياً لحلول فعّالة وجذرية.
إحدى الامهات روت كيف «ضبطت» ابنتها €13 سنة€ وكانت تقلّد «ماريا» امام المرآة, وكيف عاقبتها بمنعها من مشاهدة التلفزيون, وهددتها باللجوء الى المدرسة ان هي كررت فعلتها, وكيف ان الابنة ردت بأن ما أقدمت عليه امام المرآة تمارسه يومياً مع زميلات لها في المدرسة؟؟ وعندما طرحت هذه الأم الأمر على ادارة المدرسة, دهشت من رد المشرفة الاجتماعية الذي أكد قول الابنة. وبحسب ما اكدت المشرفة, فإن حصص اللعب تحولت الى برامج منوعات مشابهة لـ«ستار اكاديمي» وغيره, وان الملاعب صارت اشبه بمسارح لتقليد هيفاء ودومنيك وروبي وماريا ومروى ودانا وغيرهن الكثيرات من اللواتي يوظفن الجسد والحركة والزي من اجل تحقيق شهرة تؤمن لهن الكسب المادي الكبير والسريع, من خلال وسائل واساليب بعضها معلن, مثل المشاركات التلفزيونية او في الحفلات المحلية العامة, وبعضها غير معلن ويتمثل بالحفلات «السبسيال» €والتعبير هنا ما زال للمشرفة الاجتماعية€ ولدرجة ان طموح الطالبات ما عاد في نيل الشهادات العليا واكتساب العلم, بقدر ما اصبح الدخول الى جنان الفنون التي تضمن تدفق الاموال والشهرة؟؟!
في الاسبوع المنصرم, تناقلت الصحف المصرية نبأ خلاف كبير في الوسط الفني, طرفاه فئة تؤيد القرار الجديد الذي اصدره نقيب المهن التمثيلية, أشرف زكي المنتخب حديثاً, وفئة ترفضه. هذا القرار, قضى بالغاء آخر كان معمولا به, وكان يسمح لأي فنان €او فنانة€ غير مصري بالعمل في مصر, بمجرد الحصول على إذن موقت من النقابة, وذلك بعد دفع نسبة مئوية من الاجر لصالح صندوقها. اما القرار الجديد فهو بمفعول رجعي, ويمنع اي فنان غير مصري من العمل في مصر إلا اذا كان منتمياً الى نقابة الممثلين في بلده الأم, ومزوداً بكتاب رسمي منها, يحدد نوع العمل, وموافقة النقابة عليه, اضافة بالطبع الى الاذن الخاص من النقابة المصرية ودفع النسبة المئوية لصندوقها.
المعارضون للقرار الجديد وجدوا فيه تقوقعاً والغاء لدور مصر في احتضان المواهب الفنية العربية, واستشهدوا بأسماء فنية عربية غير مصرية اسهمت في بناء نهضة مصر السينمائية والمسرحية والغنائية على الرغم من عدم انتساب بعضها الى نقابات فنية, بينما المؤيديون «ظهّروا» الهجمة التي تشهدها الساحة الفنية في مصر منذ السنين الـ€10€ الأخيرة, من قبل مجموعات, ربما يتمتع بعضها بالشهرة, لكنها لا تمتلك اياً من العناصر الابداعية, تمثيلاً او غناءً, وان هؤلاء يتم استحضارهن لاداء ادوار سبق للممثلات المصريات ان رفضنها لما فيها من مشاهد اباحية, وكذلك لأن الوافدات يرضين بأجور اقل, خصوصاً ان الغاية عندهن تبرر الوسيلة, والغاية هنا, «جنة الثراء» السريع؟!
من جهتنا, نقرّ بصوابية القرار الجديد للنقيب الجديد.. فالمواهب المغرّدة خارج إطار النقابات «حالة» يمكن التعامل معها بشفافية تكفل عدم ظلمها. لكن يبقى الأهم من وجهة نظرنا, السؤال الذي نوجهه للنقابات الفنية اللبنانية: إلى متى يستمر دور هذه النقابات مقتصراً على جمع الاشتراكات ومنح العضوية لكل من هبّ ودبّ؟
ومتى نشهد لها موقفاً يعيد الامور الى نصابها, مثل إعادة النظر في انتساب ما, او شطب اسم لواحدة من سيئات السمعة, المحصنة بـ«كارنيه» النقابة؟
ويبقى اخيراً, ان القرار الجديد لنقابة الممثلين المصريين, اعطى النقابات الفنية اللبنانية €وغير اللبنانية ايضاً€ حق الرفض او الموافقة, على مشاركة كائن من كان في اي عمل فني, وكذلك اعطاها حق رفض مستوى الدور التمثيلي, وبذلك, يسقط ادعاء البعض بأن السينما المصرية €والمسرح المصري€ يتعمد اختيار اسماء بعينها للعب ادوار معينة, تسيء الى سمعة الفنان اللبناني, ما يسمح لنقاباتنا الفنية, التحكم «بقواعد اللعبة» ان كانت هي فعلاً حريصة على سمعة الفن والفنان في لبنان!؟
عبد الرحمن سلام
الكفاح العربي
إضافة تعليق جديد