«وإن عدتم عدنا».. هجوم جديد فاشل في الجنوب
بعد سلسلة الخسائر المتتالية في الجنوب السوري عمدت الفصائل المسلحة إلى إطلاق معركة كنوع من حفظ ماء الوجه، قبل أن تتلقى هزيمة جديدة، مع دور لافت هذه المرة لـ «جبهة ثوار سوريا» التي كانت رأس حربة في الهجمات الأخيرة.
فبعد إعلان «الجيش الحر» بدء معركة «وإن عدتم عدنا» بهدف السيطرة على نقاط حيوية في مثلث الموت (ريف درعا الشمالي- ريف القنيطرة- ريف دمشق الغربي) وفك الحصار عن الغوطة الغربية، سرعان ما انتشرت الأنباء عن تراجع الهجوم وانسحاب الفصائل، وسط سلسلة اتهامات من أوساط المعارضة لـ «جبهة ثوار سوريا»، أحد أبرز القائمين على هذه المعركة، بالقيام باستعراض إعلامي لا أكثر.
وهكذا تحركت «ألوية الجيش الحر» و «ثوار سوريا» من دون «جبهة النصرة» من الحارة والريف الغربي، وكذلك من جهة الجولان المحتل باتجاه تل قرين وتل المال وكفر شمس، حيث دارت مواجهات مع الجيش السوري الذي تمكن، بدعم من سلاح الطيران، من إبعاد المسلحين وإفشال المعركة بعد بضع ساعات من بدايتها، فيما ردت الفصائل بقصف تل الكروم وجبا ومدينة البعث في محافظة القنيطرة. وعلى الرغم من إعلان قيادات «الحر» أنها قد حققت أهدافها، إلا أنها تكتمت عن مضمون هذه الأهداف لأسباب أمنية بحسب قولهم .
وتشير مصادر ميدانية إلى أن الكلام عن تخطيط مسبق وإعداد طويل الأمد للمعركة لم يكن أكثر من محاولة تسويق للمواجهة التي انتهت سريعاً، لا سيما أن موجة من الاتهامات قد طالت «جبهة ثوار سوريا» أول المنسحبين، بحسب مصادر المعارضة، التي تشكك بدوره، خاصة أن رفاقهم في الشمال أصبحوا ضمن «قوات سوريا الديموقراطية» ويقاتلون جنباً إلى جنب مع «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي لا يروق اسمها لكثير من المجموعات المسلحة.
ويعود أصل «ثوار سوريا» في الجنوب إلى فصائل من «الجيش الحر» و «ألوية أحفاد الرسول»، قبل أن تبايع جمال معروف في شتاء سنة 2014، وهم أول المجموعات التي تسلمت صواريخ «تاو» الأميركية المضادة الدبابات.
وفي جديد التطورات الميدانية بالغوطة الشرقية، اقر «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» بالاندماج مع «جيش الإسلام» وتسليم كل المقار والسلاح.
واعتبر بيان، حمل توقيع «جيش الإسلام» و»فيلق الرحمن»، أن «الاندماج خطوة على صعيد توحيد الصفوف»، لكن معطيات الغوطة تشير إلى أن البيان لم يأت إلا لحفظ ماء الوجه، بعد أن بات قائد «الأجناد» أبو محمد الفاتح في وضع لا يحسد عليه، خاصة أن «جيش الإسلام» بزعامة أبو همام البويضاني تمكن بالفعل من السيطرة على المقار في دوما، وفرض نفوذه في كل من كفربطنا وحمورية وعين ترما، من دون أن يكترث لما قيل عن إرغام عناصر «الأجناد» على تصوير بيانات انضمامهم إلى «جيش الإسلام» تحت تهديد السلاح، بالإضافة إلى فشل كل وساطات التسوية التي قادها «الفيلق».
ولعل «الفيلق» هو الحلقة الأضعف في الفترة المقبلة. فعلى الرغم من ابتعاد قيادات الفصيل عن أي خلافات مع «جيش الإسلام» وتفضيل المواجهات الميدانية ضمن جبهات منفردة، إلا انه الخصم الأكثر ترجيحاً للمعركة المقبلة، إن قرر أتباع الراحل زهران علوش مواصلة سياسات قائدهم ومسؤولهم «الشرعي» عبد الرحمن كعكة بهدف إخضاع الغوطة بالكامل لسيطرتهم.
طارق العبد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد