«نقّاد» يصوّبون الدراما... إلكترونياً
صدر أخيراً العدد الثاني من مجلّة «نقّاد... دراما» الإلكترونية، بعد أقل من شهر على صدور أوّل أعدادها منتصف تشرين الثاني (نوفمبر). مشروع إعلامي جديد، أطلقه الناقد ماهر منصور، يروي فيه عطشه، وعطش فنانين وكتابٍ صحافيين سوريين كثر للنقد الدرامي، الذي يواكب الدراما السورية الغارقة في أزمتها، بينما يغيب صوت النقد، إلا من بعض الصحف العربية الرصينة، وبأصوات خجولة تشير إلى تراجع اهتمام السوق بدراما ملأت الدنيا وشغلت الناس على مدى ثلاثة عقود، قبل أن يعلو صوت الحرب فوق كل الأصوات. المشروع انطلق بجهود تطوعيّة من صحافيين ونقاد شباب ومخضرمين، لبّوا بـ«محبّة» دعوة ماهر دون أن يلقوا بالاً لأي اعتباراتٍ ماديّة. كذلك تجاوب مع دعوته فنّانون معروفون لينقلوا تجربتهم، أو يشاركوا القرّاء آراءهم، تحت عنوان «الأوائل».
في حديثه إلى «الأخبار»، يقول ماهر منصور: «ما ننشده أن تكون «نقاد... دراما» منبراً لصانعي الدراما أيضاً، وتعيد حالة الجدل الفكري والمعرفي التي شهدتها ساحة الدراما السورية في الثمانينيات مع ظهور تيار «السينما المتلفزة» على يد المخرج هيثم حقي القادم من السينما، ولم يكن قد نجح بعد في إقناع زملاء دراسته الأكاديميين بجدوى «مسايرة» الفن السابع النبيل للفن التلفزيوني الدخيل.
كما لم يكن قد نجح في محاججة الأصوات المؤيدة للشكل الإذاعي للدراما التلفزيونية الذي كان سائداً آنذاك. في ذلك الوقت، تسلل هذا الجدل إلى صفحات الصحف والمجلات، وهذا ما نأمل بإعادة إحيائه. باختصار، نريد لهذه المجلة أن تكون ساحة حوار بين صانعي الدراما أنفسهم، وبين صانعيها ونقادها».
واعتبر منصور «نقّاد.. دراما» مشروع عمره، يسعى عبره «إلى تكريس عملية نقدية للإنتاج الدرامي التلفزيوني تقوم على أسس ومرجعيات واضحة، ووعي بدور الدراما وتأثيراتها». ورغم أنّ الهدف الأبرز للمشروع، بحسب منصور، «إيجاد تيار نقدي مواز لصناعة الدراما السورية»، إلا أنّه أكد رغبته في أن تكون المجلة «منطلقاً لفضاء أرحب، وأشبه بمساحة مفتوحة للقراءات النقدية والمقترحات الجمالية التي تتعلق بالدراما التلفزيونية (العربية والغربية أيضاً) وقضاياها واستحقاقاتها وإشكالياتها وصناعتها، ومنها بطبيعة الحال علاقتها مع المسرح والسينما، بل نتجاوز التلفزيونية لنتناول تجارب مسرحية وسينمائية بوصفها محطات ملهمة، من شأن الاطلاع عليها والإفادة من دروسها في تطوير الدراما التلفزيونية أو فهمها».
هل سيكون صوت النقد في المجلة عالياً، باعتبار أن أكثر ما يؤخذ على من يكتب عن النتاج الدرامي السوري أخيراً هو المواربة، ومراعاة العلاقات بالفنّانين وشركات الإنتاج؟ يجيب: «مشكلة نقد الدراما التلفزيونية أن الكثير من كتابه أسيرون، لإمكانياتهم وثقافتهم وضبابية فهمهم لأغراضها وطبيعتها. الكثير من هؤلاء الكتاب/ النقاد هم محررون في الأقسام الفنية والثقافية في الصحف والمجلات، ويمارسون الكتابة النقدية بطريقة موسمية مرتبطة بمواسم العرض الرمضانية، ما كرس نموذجاً عاماً للكتابات النقدية التلفزيونية يغلب عليه الاستسهال والآراء الانطباعية المرتجلة. ببساطة، النقد هو عملية تشريح تعيد تفكيك العمل بهدف إعادة بنائه. لا يوجد نقد درامي إيجابي وآخر سلبي، لا يوجد نقد بنبرة عالية ونبرة منخفضة. يوجد نقد مسؤول يقول كلمته الموضوعية مبررة ومقنعة ومدروسة، وهذا ما سنسعى لنجعله معيارنا الضابط الوحيد للنشر في المجلة».
افتتح منصور عدد كانون الأوّل (ديسمبر) من المجلة بالحديث عن «نجوم الأمر الواقع»، وشارك فيه أيضاً: النجم جمال سليمان، السيناريست والروائية المصرية نشوى زايد، السيناريست بلال شحادات، المخرجان الشابان عمرو حاتم علي ومجيد الخطيب، الناقد بشّار إبراهيم، أحمد خليل، خلدون عليا، علاء الدين العالم، أنور محمد، محمد سيجري، الزميل علي وجيه، ومديرة تحرير المجلّة رزان توماني. وتولى هيثم الشيخ علي العمليات الفنية للعدد، والمهندس محمد منصور العمليات التقنية على الموقع.
محمد الأزن
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد