سوري

في ظل الأنباء المتزايدة عن اقتراب عقد اجتماعات بين الحكومة السورية ونظيرتها التركية، شنت “الإدارة الذاتية” الكردية هجوماً على الحكومة السورية عبر بيانات رسمية وتصريحات إعلامية.

يخشى الأكراد أن تكون نتيجة هذه المصالحة المحتملة إنهاء تجربتهم في شمال شرقي سورية.

هذه المخاوف ازدادت بعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى العراق، حيث حصل على موافقة بغداد لإدراج “حزب العمال الكردستاني” في قائمة الإرهاب العراقية، وأبدى انفتاحه على مبادرة عراقية للتوسط في مصالحة مع دمشق.

مصادر في سوريا أكدت أن هجومًا جويًا غير معروف استهدف حاجز مفرق الهول – الشدادي الذي يتبع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف الحسكة الشرقي.

وأفادت هذه المصادر أن قسد قامت بقطع الطريق ومنعت آليات المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية من التحرك باتجاه مخيم الهول.

ووفقًا للتقارير، فإن المنطقة غنية بالنفط وتضم حقلين نفطيين هما تشرين والعودة، وما زالت هوية الجهة التي نفذت القصف غير معروفة.

مخيم الهول شهد خلال الأشهر الأخيرة تراجعًا في عدد سكانه، بعد إخلاء عدد من الأسر السورية والعراقية من داخل المخيم، إضافة إلى ترحيل عائلات من أعضاء “داعش” من جنسيات مختلفة.

ثلاثة ملفات أساسية تتصدر أولويات استئناف العلاقات بين دمشق وأنقرة التي انقطعت منذ عام 2012.

الملف الأول يتعلق بمكافحة الإرهاب، حيث يحتاج البلدان إلى تحديد مفهوم الإرهاب وتوحيد منظورهما فيما يتعلق بهذا الأمر، ما قد يتطلب مفاوضات دقيقة وحساسة.

فما يعتبره دمشق تهديداً إرهابياً قد لا يراه أنقرة بنفس الطريقة، نظراً لسياساتها المتبعة في الأزمة السورية.

من جهتها، تعتبر أنقرة التدخلات السورية عبر الحدود تهديداً كبيراً لأمنها، وتسعى دمشق لمعالجة هذا الأمر بإطار سياسي.

قال قائد قوات الحدود في العراق محمد سكر السعيدي، إن بغداد شكّلت 13 فوجًا لتعزيز الأمن على الحدود مع سوريا، إلى جانب اتخاذ 7 إجراءات لتأمينها.

وكشف السعيدي عن مشروع جسر يربط ضفة الفرات مع الصفر الحدودي، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء العراقية "واع".

وأوضح أن "الحدود العراقية السورية تمتد لأكثر من 600 كيلومتر، وتنقسم إلى جزئين: شمال وجنوب الفرات، وتم وضع تحصينات كبيرة تتضمن جدارًا كونكريتيًا بطول 170 كيلومتراً".

أعربت “الهيئة العامة الثورية لمدينة حلب” (المعارضة) عن استيائها من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي قال فيها إن تركيا “لم ولن تسمح أبداً بإنشاء كيان إرهابي سوري في منطقتنا”.

في بيان صادر عنها، أكدت الهيئة أن للشعب السوري الحق في تقرير مصيره دون تدخلات خارجية، مشددة على أن تركيا أو أي دولة أخرى لا تمتلك الحق في فرض وصايتها على الشعب السوري لتحقيق مصالح سياسية.

وجاء في البيان : “نحن في الهيئة العامة الثورية لمدينة حلب نرفض التصريحات التركية تماماً”.

أفاد أوزغور أوزال، زعيم “حزب الشعب الجمهوري” التركي المعارض، بأنه أجرى اتصالات مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأعلن عن نيته للقاءه قريباً في دمشق.

خلال مقابلة تلفزيونية، قال أوزال : “تواصلنا مع الأسد وسنقوم بزيارة إلى دمشق مع وفد في وقت قريب جداً. أخطط للذهاب عبر لبنان في شهر يوليو الجاري”، وفقاً لما نقلته صحيفة “جمهوريت” التركية.

وأضاف : “سنجلس على الطاولة مع الأسد لمناقشة وحل قضية اللاجئين.
في أوروبا، سأبذل جهداً كبيراً للحصول على التمويل اللازم.

سنطلق حملة كبيرة لمعالجة هذه المسألة طالما كانت هناك إرادة للتصدي لقضية اللاجئين”.

قام الرئيس بشار الأسد بإجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث قدم له التهنئة بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو، التي شهدت انتصار الشعب المصري على قوى التطرف.

وأعرب الرئيس الأسد عن تقديره لهذه الثورة، مشيراً إلى أنها أعادت لمصر مكانتها الطبيعية، معبراً بذلك عن ثقافة وقيم ومفاهيم الشعب المصري.

وأكد الأسد أن وقوع المنطقة في شرك التطرف والتشدد كان سيجعل من الصعب عليها النهوض مجددًا، مشدداً على أن تعاون الشعبين السوري والمصري في مواجهة التطرف كان له دور كبير في حماية دول المنطقة وشعوبها.

في تصريح غير مفاجئ، أدلى الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الجمعة الماضية، بتصريحات تؤكد استمرار اهتمام تركيا بالعلاقات مع سوريا.

جاءت هذه التصريحات بالتزامن مع تصريحات مشابهة لوزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، وتكثيف وسائل الإعلام التركية الحديث عن انفتاح محتمل على دمشق، بدعم من روسيا والعراق، ومساندة من إيران والخليج.

في خضم الحديث عن احتمالية مصالحة بين تركيا وسوريا، تعود الذاكرة إلى مرحلة تاريخية حاسمة حينما نجح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في الحصول على التزام من رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، إسحاق رابين، بالانسحاب من الجولان مقابل معاهدة سلام.

هذه الوثيقة، المعروفة بـ”وديعة رابين”، سلمت للولايات المتحدة التي كانت وسيطاً في المحادثات.

اليوم، يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد يطالب بوثيقة مشابهة من نظيره التركي رجب طيب إردوغان، كشرط أساسي قبل أي خطوة نحو المصالحة.

سادت حالة من القلق في أوساط السوريين المقيمين على الأراضي المصرية، بعد انتهاء المهلة التي منحتها الحكومة للأجانب المقيمين على أراضيها لتصحيح أوضاعهم.

وتعقدت الأمور أكثر بعد رفض السلطات تجديد الإقامة السياحية للسوريين، وبدأت المخاوف تزداد من إمكانية الترحيل وإيقاف هذا النوع من الإقامات بشكل دائم، في ظل عدم وجود أية قرارات رسمية.

ومساء الخميس، ظهر المحامي المصري، عصام حامد، في بث مباشر طمأن فيه السوريين، وأجاب عن الكثير من الأسئلة المتعلقة بالإقامات وشروط الترحيل ومستقبل الجالية السورية في مصر.