مع استمرار التقارير الإخبارية والوقائع الميدانية التي تكشف عدم جدية الولايات المتحدة الأمريكية بحملتها في القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي بدأ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محاولات التنصل من وعود القضاء على هذا التنظيم داعيا العراقيين إلى التصدي للتنظيم من أجل استعادة أراضيهم رغم الغارات الجوية التي تشنها بلاده وحلفاؤها والتي اعترف “بمحدوديتها وعدم فاعليتها”.
أكد مسؤول العلاقات العربية في حزب اللـه الشيخ حسن عز الدين أمس، أن المخططات والأهداف الحقيقية للإدارة الأميركية من التحالف الدولي ضد داعش هو استنزاف القوى والمنطقة بمقدراتها وثرواتها والعمل على المزيد من الانقسام والتحريض لخلق الفتن.
الحرب على «داعش» تراوح مكانها، شكلياً، لكنها في الواقع لا تحول دون انتشار خطر عصابات التكفير ما بين سوريا والعراق، وربما أبعد من ذلك بكثير.
كشف وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل عن رغبة الولايات المتحدة باستخدام قاعدة انجرليك الجوية جنوب تركيا لتمركز طائراتها المقاتلة والاتفاق مع حكومة حزب العدالة والتنمية على تدريب و تسليح الإرهابيين الذين تصر واشنطن حتى الآن على إطلاق مسمى المعارضة المعتدلة عليهم.
مَرّ شهران على بدء الضربات الأميركية في العراق وأسبوعان على توسيعها نحو سوريا، لكن «داعش» لا يزال فاعلاً في العراق كما في سوريا. «داعش» يتقدم نحو بغداد ويحتلّ مناطق سورية حدودية مهمة مقابل تنفيذ «التحالف» ضربات جوية «تشتدّ» أحياناً من دون أن تعيق هذا التقدّم الجغرافي المحدد والظاهر على الرادارات وآلات الرصد كلّها.
نشر معهد «بروكينغز» دراسة مطوّلة للخبير في شؤون الشرق الأوسط كينيث بولاك، بعنوان «بناء جيش سوري أفضل للمعارضة - كيف ولماذا؟».
واقترح بولاك في الدراسة تشكيل «جيش سوري جديد» بمواصفات وعقيدة أميركية ليؤدي دوراً أساسياً، بعد تشكيله، في إسقاط النظام السوري ومحاربة الإرهابيين وتسلم مقاليد الحكم في البلاد.
منطقة عازلة في الشمال السوري، وخلاف تركي ـ أميركي، وتحالفي حول ما بعد عين العرب (كوباني)، التي يسلّم الأميركيون بقرب سقوطها، فيما ينتظر الأتراك بفارغ الصبر سقوطها وسحق زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» أبو بكر البغدادي للمقاومة الكردية في أحيائها، بعد أن سقطت أريافها بأكملها بيد «داعش».
أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس، أن عشرة في المئة فقط من الغارات الجوية، التي تستهدف منذ آب الماضي مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» تشنها طائرات دول أوروبية وعربية، ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال كلمة أمام اللاجئين السوريين في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا أن العمليات البرية ضرورية للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال أردوغان، موجها حديثه للغرب، الثلاثاء 7 أكتوبر/ تشرين الأول: "لا يمكنكم القضاء على هذا الإرهاب عن طريق القصف الجوي فقط، لا يمكن إنهاء هذا العمل بعمليات جوية دون التعاون مع من يقوم بعمليات برية على الأرض".
حذر وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا من “أن الحرب ضد تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي ستكون صعبة وقد تستغرق عقودا” ملقيا اللوم في ذلك على قرارات الرئيس الأمريكي باراك أوباما.