من منبج إلى جنيف: خريف السلطان!
هي أشهر حاسمة من عمر الحرب السورية بلا شك. التسارع المطّرد للأحداث بلغ في خلال الأسبوعين الأخيرين ذروة لم يشهدها الملف منذ سنوات.
هي أشهر حاسمة من عمر الحرب السورية بلا شك. التسارع المطّرد للأحداث بلغ في خلال الأسبوعين الأخيرين ذروة لم يشهدها الملف منذ سنوات.
أنجز الجيش السوري، في اليوم الثالث للتفاهم مع «قسد»، إحدى أهم خطوات الانتشار على الحدود، من خلال السيطرة على منطقتَي منبج وعين العرب في ريف حلب الشمالي، على الحدود السورية - التركية، في خطوة عسكرية مُهمة تسمح له بمتابعة الانتشار على شريط حدودي طويل، يمتدّ من عين العرب ليصل إلى المالكية في أقصى الشمال الشرقي.
مع بداية العملية العسكرية في شرقي الفرات، كان أمام تركيا ثلاثة تحديات: الأول، عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قرار الانسحاب؛ الثاني، مقاومة «قوات الحماية الكردية» للجيش التركي؛ والثالث، تفاهم الأكراد مع الدولة السورية على مقاومة التدخل التركي. وفي ظلّ توصل الأكراد إلى اتفاق مع دمشق، يكون هذا هو التحدي الأكبر الذي ستواجهه تركيا.
وسط ترحيب شعبي عارم، دخل الجيش العربي السوري، أمس، إلى مدينتي منبج والطبقة وبلدات المنصورة والمحمودلي وعين عيسى بريف الرقة وتل تمر بريف الحسكة وعدد من القرى بريف منبج، في وقت واصلت وحدات أخرى منه التحرك باتجاه شمال شرق الفرات، لبسط سيطرتها عليها والتصدي إلى العدوان التركي، وذلك بموجب الاتفاق الذي تم بين الحكومة السورية و«قوات سورية الديمقراطية– قسد».
كل ما يُرصد شرقي الفرات يشي بقرب الانسحاب الكامل لقوات «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، لكن دونالد ترامب لا يكتفي بذلك، بل يريد إعلان الأمر بنفسه وعلى طريقته، إذ قال الرئيس الأميركي في تغريدة على «تويتر»، مساء أمس، إنه «بعد إلحاق الهزيمة بنسبة 100% بالخلافة التي أقامها داعش، سحبتُ قواتنا إلى حد كبير من سوريا»، مضيفاً: «لندع سوريا و(الرئيس السوري بشار) الأسد يوفّران الحماية للأكراد ويواجهان ت
الكاتب: بلال بالوش - ترجمة: لينا جبور
لا شكّ في أن البعد الوطني من العملية العسكرية التركية في شرقي الفرات أتاح إجماعاً حولها. الجميع ضد وجود كوريدور «إرهابي» على حدود تركيا الجنوبية. وكلّ ما يستطيعه زعيم المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو، هو أن يدعو الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إلى استكمال العملية بفتح باب اللقاء مع الرئيس السوري، بشار الأسد. في ما يخصّ العملية نفسها، تتباين آراء المحلّلين.
في خامس أيام العدوان التركي على شمال شرق سوريا، بدأ دونالد ترامب تنفيذ ما وعد به قبل انتخابه، وأعلنه قبل عام (مع وقف التنفيذ): سحب القوات الأميركية من شمال سوريا. الإجراء الأميركي الذي سينهي حين إتمامه (جزئياً) احتلالاً مدمّراً بحجّة القضاء على «داعش»، نسف عمود «قوات سوريا الديموقراطية» الرئيس، ودفعها إلى دفن حلم «الإدارة الذاتية» بكفنٍ نُسجت خيوطه بين واشنطن وثلاثي «أستانا».
أُزيل، أمس، العائق الأخير أمام التوغّل التركي في الشمال السوري، بإعلان «البنتاغون» إخلاء هذه المنطقة من الوجود العسكري الأميركي، عبر سحب نحو ألف جندي منها بتوجيه من دونالد ترامب.