تنسيق أميركي ـ إسرائيلي بشأن سوريا ومناورة عسكرية جوية مشتركة الأسبوع المقبل

19-07-2013

تنسيق أميركي ـ إسرائيلي بشأن سوريا ومناورة عسكرية جوية مشتركة الأسبوع المقبل

بدأ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال أفيف كوخافي زيارة إلى العاصمة الأميركية في مهمة وصفت بأنها «لتنسيق المواقف» مع الإدارة الأميركية بشأن تطورات صفقة صواريخ «إس 300» الروسية لسوريا. وتأتي هذه الزيارة في ظل احتدام التسريبات الأميركية عن غارات إسرائيلية على سوريا وامتعاض إسرائيل من ذلك. ولكن هذه الخلافات، كما يبدو، لا تغير من تحالف أميركا الجوهري مع إسرائيل، حيث وصلت دفعة أولى من طائرات حربية أميركية إلى قاعدة عسكرية في النقب في إطار الاستعداد لمناورة جوية كبرى مشتركة.
وينتظر الجنرالَ كوخافي في واشنطن جدولُ أعمال مكثف مع قادة الجيش والاستخبارات الأميركية لبحث قضايا مختلفة تتعلق بالشرق الأوسط والعلاقات الأمنية الثنائية. ومن الجلي أن أبرز المواضيع ذات الاهتمام المشترك هو ما يجري في سوريا عموماً، وعلى الحدود الشمالية خصوصاً، فضلاً عما تعتبره إسرائيل خطراً مركزياً عليها، وهو الخطر النووي الإيراني والوضع في مصر.جندي إسرائيلي في هضبة الجولان المحتل خلال تدريبات عسكرية أمس (أ ف ب)
وفي هذا السياق، تحتل مسألة صفقة الصواريخ الروسية من طراز «إس 300» مكاناً مركزياً في المداولات. ومعروف أن إسرائيل والولايات المتحدة حاولتا مراراً ثني الروس عن تزويد سوريا بهذه الصواريخ أرض - جو البعيدة المدى والمتطورة، ولكن عبثاً. فقد أعلنت روسيا أنها ستفي بالعقود العسكرية، التي أبرمتها مع سوريا بغض النظر عن موقف أميركا وإسرائيل، خصوصاً أنها لا تشمل سوى أسلحة دفاعية. وكانت موسكو قد أبلغت إسرائيل والولايات المتحدة رسمياً أنها ستفي بالتزاماتها العسكرية تجاه سوريا حتى آخر البنود، وبينها تسليم سوريا أكثر الصواريخ المضادة للطائرات تطوراً والمسماة «بي إم يو 2» (PMU2). وتؤمن إسرائيل أن استيعاب سوريا لهذه المنظومة وتفعيلها سيلحق الضرر بتفوق إسرائيل الجوي في الشرق الأوسط عموماً.
ومعلوم أن التطورات الأخيرة في العلاقات بين روسيا وأميركا، قادت إلى تشدد الروس في مواقفهم المؤيدة للنظام السوري. وهذا قاد أيضاً إلى تعميق التعاون والتشاور بين إسرائيل والإدارة الأميركية في كل ما يتعلق بسوريا، التي تدور فيها حرب أهلية بآثار دولية. وحاولت إسرائيل والولايات المتحدة اعتبار صفقة صواريخ «إس 300» الروسية موجهة ليس ضد أحدهما، وإنما ضد الاثنين معاً، لأنها تحد أيضاً من قدرات الأسطول الأميركي في البحر المتوسط.
وأقر مسؤولون إسرائيليون بفشل مساعيهم لمنع روسيا من تزويد سوريا بهذه المنظومة، ولكنهم قالوا إن الجهود لم تتوقف وأنهم ينتظرون جهداً أميركياً حاسماً قد يوقف العملية. ومعروف أنه بالإضافة إلى مساعي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بذل الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أيضاً مساعيه في أيار الماضي، ولكن من دون جدوى. وفضلاً عن ذلك مارست إسرائيل سياسة الابتزاز تجاه روسيا، وأخلت بصفقة بمئات الملايين من الدولارات لتزويد روسيا بطائرات من دون طيار، رداً على تسليم الأخيرة لسوريا صواريخ أرض ـ بحر متطورة من طراز «ياخونت».
وقد أثارت صواريخ «ياخونت» هذه مؤخراً خلافات بين إسرائيل والإدارة الأميركية بعد قيام أميركيين بتسريب أنباء عن وقوف إسرائيل خلف تفجيرات مخازن لهذه الصواريخ قرب ميناء اللاذقية السوري. وقد أضافت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية المعادية لإدارة أوباما مؤخراً أن الغارات الإسرائيلية على سوريا في العام الحالي لم تقتصر على ثلاث غارات، وإنما أربع، ما قد يوحي بتسريب أميركي جديد.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن هبوط طائرات حربية وطائرات نقل أميركية في اليومين الأخيرين في قاعدة جوية في النقب تمهيداً للمشاركة في مناورة جوية مشتركة كبيرة. وشدد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على أن المناورة تدريبية ومتفق عليها منذ وقت طويل ولا صلة لها بالتطورات الأخيرة في الشرق الأوسط. وأشارت الأنباء إلى أن المناورة تشمل تدريبات على معارك جوية وعلى مهمات جوية أخرى مختلفة، وأنها تشير إلى العلاقة الوثيقة بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي والتعاون بينهما.
وأكد المتحدث أن «مناورة جونيفر ستاليون 131 هي مناورة مشتركة بين الجيشين الإسرائيلي والأميركي تتضمن تدريبات جوية لطائرات إف 15 أميركية وأخرى إف 15 وإف 16 إسرائيلية، بهدف تحسين قدرات التعاون بين الجيشين. والمناورة جزء من خطة التدريبات السنوية وستبدأ مطلع الأسبوع المقبل».
تجدر الإشارة إلى أن قائد القيادة الأوروبية في الجيش الأميركي (EUCOM) الجنرال فيليب بريدلوف وصل إلى إسرائيل مطلع الأسبوع الحالي بهدف إجراء مشاورات مع القادة الإسرائيليين وبينهم قائد سلاح الجو الجنرال أمير إيشل. وأشار موقع «والا» الإخباري الإسرائيلي إلى أن مسؤولين أميركيين كبارا أوضحوا مؤخراً أنهم يفكرون في فرض حظر جوي على سوريا إذا استخدم النظام أسلحة كيميائية، وأن مهمة تنفيذ هذا الحظر تقع على القيادة الأميركية في أوروبا التي يقودها الجنرال بريدلوف.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...