«البنك الدولي» يتوقع نقصاً غذائياً بسبب ارتفاع حرارة الأرض
حذر «البنك الدولي» من احتمال ارتفاع حرارة الأرض درجتين مئويتين بحلول العام 2040، ما سيتسبب بـ«نقص غذائي» في أفريقيا، وفيضانات في آسيا، كما سيضر جهود مكافحة الفقر.
ولخص رئيس «البنك الدولي» جيم يونغ كيم، في مقدمة تقرير نشر أمس للمؤسسة المالية الوضع، قائلاً «إذا ارتفعت حرارة العالم درجتين مئويتين - وهذا ما قد يحصل في السنوات العشرين إلى الثلاثين المقبلة فإنّ ذلك سيترجم بحالات نقص غذائي واسعة، وموجات حرارة غير مسبوقة، وأعاصير أكثر عنفاً».
ومن خلال هذا التقرير، يؤكد «البنك الدولي»، الذي سبق أن دقّ ناقوس الخطر بالنسبة إلى المناخ في تشرين الثاني الماضي، تشكيكه في قدرة المجتمع الدولي على احتواء ارتفاع حرارة الكوكب بدرجتين مئويتين قياساً إلى مستوياتها ما قبل الحقبة الصناعية.
وحذّر التقرير الجديد من أن «درجات الحرارة القصوى قد تؤثر على محاصيل الأرز والقمح والذرة وزراعات أخرى مهمة، وتهدّد بالتالي الأمن الغذائي» في البلدان الفقيرة.
ولفت رئيس «البنك الدولي» إلى أن دول أفريقيا وجنوب شرق آسيا قد تكون أولى الضحايا، حتى وإن لم يكن سكانها «المتسبّبين بارتفاع حرارة الكوكب».
وبحسب هذا السيناريو، فإن أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ستسجل تراجعاً بنسبة عشرة في المئة في إنتاجها الزراعي الإجمالي، كما أن 40 في المئة من أراضيها المخصصة لزراعة الذرة ستصبح «غير صالحة للاستخدام» في ثلاثينات الألفية الثانية.
إلى ذلك، فإن معدل السكان، الذين يعانون من سؤ التغذية، قد يزيد «من 25 في المئة إلى 90 في المئة» تبعاً للبلدان.
وبحسب التقرير، فإن مناطق جنوب وجنوب شرق آسيا ستكون تحت تهديد «أزمات كبيرة»، حيث أن الفيضانات الكثيفة، التي طاولت أكثر من 20 مليون شخص في باكستان في العام 2010، قد تصبح «عملة رائجة».
وقد تضرب حالات جفاف شديدة أيضاً الهند، في حين قد يترجم ارتفاع منسوب المياه في جنوب شرق آسيا، المترافق مع أعاصير، بفيضان «قسم كبير» من بانكوك في ثلاثينات الألفية الثانية.
ويشدد «البنك الدولي» في تقريره على «ضرورة إعطاء زخم جديد» في الوقت الحالي، خصوصاً أنّ التعبئة السياسية حول المناخ تراوح مكانها.
يذكر أن عملية المفاوضات التي انطلقت في العام 1995 بين أكثر من 190 دولة لم تتمخض عنها سوى نتائج ضئيلة، ولن تستأنف قبل عقد مؤتمر في باريس في العام 2015.
وفي حالة الجمود السياسي، يؤكد «البنك الدولي» مجدداً أن الحرارة سترتفع أربع درجات مئوية بحلول العام 2080.
كذلك، قد يتأثر سلباً الهدف الذي حدده «البنك الدولي» مؤخراً لاستئصال ظاهرة الفقر المدقع بحلول العام 2030، إذ «أن التغيّر المناخي يشكل تهديداً أساسياً للتنمية الاقتصادية ومكافحة الفقر»، بحسب ما حذر رئيس «البنك الدولي».
وأقر «البنك الدولي»، الذي ضاعف خلال العام الماضي استثماراته المخصصة لتمويل عمليات تكيّف البلدان مع التغيرات المناخية (4,6 مليارات دولار في العام 2012) بأن عليه أيضاً أن يقوم بـ«تغيير جذري» بوقف تمويل مشاريع تنموية تتسبّب بإنبعاثات غازات ثاني أكسيد الكربون.
ورداً على التقرير، اعتبرت منظمة «غرينبيس» غير الحكومية الناشطة في مجال الدفاع عن البيئة، أن «على البنك الدولي أن يفتح الطريق من خلال التوقف عن تمويل مشاريع في مجال الطاقة الأحفورية، ومن خلال إعادة توجيه أمواله نحو الطاقات المتجددة».
إلا أن الطريق يبقى ضيقاً أمام المؤسسة المالية، التي حددت على خط مواز هدفاً لوصل 1,2 مليار شخص ما زالوا محرومين من التيار الكهربائي بشبكة الكهرباء بحلول العام 2030.
وأقرت نائبة رئيس البنك الدولي للتنمية المستدامة راشيل كيت أمس الأول، بأن مؤسستها قد تواصل تمويل مشاريع مصانع للفحم «في ظروف نادرة جداً»، وفي بلدان ليس أمامها خيارات بديلة .
(أ ف ب)
إضافة تعليق جديد