البيت الأبيض يكذب تقريراً للخارجية الأميركية حول استخدام سورية للسلاح الكيماوي
كذبت الإدارة الأميركية ما جاء في تقرير لوزارة الخارجية الأميركية تم تسريب مضمونه مؤخراً ويؤكد أن السلطات سورية استخدمت أسلحة كيميائية خلال الأحداث الجارية في البلاد، في موقف يشير بوضوح إلى مراجعة واشنطن لرؤيتها لمجريات الأحداث التي تمر بها سورية منذ 22 شهراً.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض تومي فيتور في بيان «التقرير الذي شاهدناه من مصادر إعلامية فيما يتعلق بحوادث مزعومة (لاستخدام) أسلحة كيماوية في سورية لا ينسجم مع ما نعتقد أنه حقيقي بشأن برنامج الأسلحة الكيماوية السوري».
وذكرت مجلة فورين بوليسي الإلكترونية أول من أمس أنها اطلعت على مضمون برقية لوزارة الخارجية موقعة من دبلوماسيين أميركيين في تركيا، تجعل فرضية أن تكون القوات السورية استخدمت غازات سامة إمكانية «مقنعة» جداً.
وأوضحت المجلة أن واضعي التقرير استندوا إلى مقابلات أجريت مع ناشطين وأطباء وفارين، معتبرة أن هذه الوثيقة تشكل حتى الآن أكبر جهد يبذله الأميركيون للتحقيق في اتهامات المعارضة السورية للسلطات بهذا الصدد.
وأوضح فيتور في بيانه أنه ليس هناك أي دليل بأن سورية قامت بخطوات جديدة على طريق استخدام أسلحة كيميائية.
وكرر فيتور أسطوانة إدارته المشروخة بتهديد السلطات السورية بأنها ستحاسب إذا استخدمت أسلحة كيماوية أو أخفقت في بتأمينها.
وزعم مسؤولون أميركيون في كانون الأول الماضي أن دمشق تقوم بتجميع المكونات الكيميائية الضرورية لتجهيز ونشر أسلحة كيميائية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشهر الماضي إن الحكومة السورية قامت بتجميع ترسانتها الكيماوية في مستودعين وذلك في مسعى لجعلها أكثر أماناً. وقلل لافروف أيضاً من شأن احتمالات أن تستخدم تلك الأسلحة ضد المجموعات المسلحة.
وتناقلت مصادر في المعارضة السورية والمجموعات المسلحة ومواقع إنترنت في أكثر من مناسبة، مشاهد زعمت أنها تكشف هجمات للقوات السورية بمادة الفوسفور الحارق على أكثر من قرية ومدينة سورية ونفت دمشق استخدام أسلحة كيميائية أو أي استعداد لاستخدمها.
وردت وزارة الخارجية والمغتربين على هذه المزاعم بالتأكيد أن القوات السورية «لن تستخدم السلاح الكيميائي، إن وجد لديها، تحت أي ظرف كان، لأنها تدافع عن شعبها ضد الإرهاب المدعوم من دول معروفة، تأتي الولايات المتحدة الأميركية في مقدمتها».
وميليشيا الجيش الحر هي أول من حذر من أن السلطات السورية في حزيران الماضي، قامت بنقل أسلحة كيماوية إلى مطارات على الحدود.
ويؤكد التصريح الأميركي الجديد لفيتور صدقية الموقف الرسمي السوري الذي نفى نفياً مطلقاً استعداد دمشق للهجوم بأسلحة غير تقليدية.
ويقول مراقبون: إن هذا الموقف الأميركي قد يكون مقدمة لجملة من المواقف الأخرى في سياق مراجعة واشنطن لرؤيتها للصراع السوري واحتمالات اتجاهاته وأثر ذلك على سورية والمنطقة.
ويرجح محللون أن تكون الإدارة الأميركية قد يئست نهائياً من فرضية أن يسيطر «العقلاء» على قيادة المعارضة السورية، وأنها تأكدت بشكل لا لبس فيه من أن القوى المتشددة قد أحكمت قبضتها على هذه المعارضة مع ما يشكله ذلك من أخطار حقيقية على مصالحها في المنطقة سواء بقي أو تغير النظام في سورية.
ويضيف هؤلاء إنه وفي الوقت الذي يتجه فيه النزاع ليتوسع إلى محيطه الإقليمي، بعد أن انتقلت تداعياته إلى الساحة العراقية، فإن من المنتظر أن تخفف واشنطن أكثر فأكثر من حدة لهجتها تجاه السلطات السورية، بما قد يعينها على مواجهة تنامي نفوذ القوى المتشددة في الساحة السورية.
ووفقاً لهذا التقدير، يرى هؤلاء المحللون أن هذا التصريح الأميركي الجديد قد تعقبه مواقف إيجابية أخرى من السلطات السورية ريثما تتضح اتجاهات الأوضاع في سورية وفي العراق. وفي إطار التهويل الذي يمارسه الكيان الصهيوني تجاه سورية حذر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور من حصول حزب اللـه على الترسانة الكيميائية التي تملكها سورية.
المصدر: رويترز+ أ ف ب
إضافة تعليق جديد