الأردن: مقتل متظاهرين والحكومة ترفض التراجع عن قرار رفع الأسعار والإخونجيون يستغلون الوضع

16-11-2012

الأردن: مقتل متظاهرين والحكومة ترفض التراجع عن قرار رفع الأسعار والإخونجيون يستغلون الوضع

تواصلت الاحتجاجات غير المسبوقة في الأردن لليوم الثالث على التوالي عقب قرار الحكومة رفع أسعار المشتقات النفطية، وتطور الوضع الميداني بشكل متسارع عقب الإعلان عن مقتل أحد المتظاهرين في مدينة إربد (شمال) على أيدي قوات الأمن، ليكون أول متظاهر يسقط منذ اندلاع الاحتجاجات.جانب من المواجهات ليل الأربعاء في منطقة جبل الحسين في عمان

وفيما رفضت السلطات المختصة توصيات عسكرية وأمنية بضرورة التراجع عن قرار رفع الأسعار أعلن «الاخوان المسلمون» انحيازهم الى «الشارع الغاضب»، ووصف رئيس الوزراء ومدير الإستخبارات السابق أحمد عبيدات الاحتجاجات بأنها «انتفاضة شعبية مباركة». وعمت تظاهرات صباحية ومسائية مناطق مختلفة في الأردن، بدءاً من العاصمة ومدن معان والكرك والطفيلة (جنوب) وإربد والمفرق وعجلون وجرش (شمال) تعاملت معها قوات مكافحة الشغب. واعتصم مساء أمس مئات المحتجين أمام الديوان الملكي في منطقة رغدان بوسط العاصمة الأردنية رافعين شعارات منددة بقرار رفع الأسعار وأخرى مطالبة بـ»إسقاط النظام»، كما شهد دوار الداخلية في وسط عمان أيضاً تظاهرات مسائية فرقتها قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع واعتقلت بعض المتظاهرين. وأطلقت عناصر الشرطة الغاز المسيل للدموع على مراسلي الصحف ووكالات الأنباء الأجنبية ومنعتهم من تصوير الاعتقالات التي جرت. وتخللت الاحتجاجات بعض أعمال شغب كما في بلدة ذيبان التابعة لمحافظة مادبا (وسط) حيث حاول محتجون اقتحام المركز الأمني وسط توتر شهدته البلدة، وإحراق صور شخصيات سيادية في البلاد.

وقال مدير الأمن العام الأردني الفريق أول الركن حسين المجالي إن «السلطات لا تغير من أسلوب التعامل مع الحراك السلمي ضمن القانون، لكن إذا تغير في طريقته السلمية سنتعامل بالتغيير». وحذر خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أمس من ان السلطات «ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه الإضرار بأمن المواطنين وممتلكاتهم». وأوضح «عندما تبدأ التظاهرات بمخالفة القانون وتسعى إلى تقويض الدستور فنحن حماة الدستور والوطن ولن نسمح لأي شخص أن يتعدى على دستور البلاد ورمزية المملكة وتاريخها وشرفها» في إشارة إلى الهتافات التي أطلقها متظاهرون وطاولت القصر الملكي.

واتهم المجالي جهات داخلية (لم يسمها) بأنها «مرتبطة بالخارج وتسعى لنقل سيناريوهات، لكنها لن تحصل أبدا».

وكشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى لـ»الحياة» عن قرار رسمي يقضي بمنع الاحتجاجات عند دوار الداخلية في عمان تحت أي ظرف، بعد صدور تقارير أمنية تحذر من تحول الدوار الشهير إلى ميدان شبيه بميدان التحرير في القاهرة.

وقالت مصادر أن توصيات أمنية قدمت إلى مطبخ القرار من المؤسستين العسكرية والأمنية تدعو إلى التراجع عن رفع الأسعار فوراً، لكن هذه التوصيات اصطدمت بإصرار الفريق الاقتصادي في الحكومة وجهات سيادية أخرى على تنفيذ القرار، معتبرة أن إلغاءه سيلحق خسائر فادحة بالموازنة العامة.

وأثار إعلان وفاة قيس العمري (27 سنة)، الذي يتحدر من عشيرة العمرية التي تعتبر إحدى أهم القبائل الأردنية في شمال المملكة، والحديث عن موت سريري لمتظاهر آخر من القبيلة نفسها، المزيد من التوتر في مناطق مختلفة من الأردن، خصوصاً بعدما أعلنت عائلة العمري أنها ترفض دفن قتيلها إلى حين إعلان السلطات مسؤوليتها عن مقتله.

ويرى مراقبون وسياسيون أن المشهد في الأردن بات مفتوحاً على احتمالات خطيرة بعدما تحدث نشطاء عن انفلات أمني في مناطق تشهد اضطرابات منذ الثلثاء، ويخشى الكثيرون أن تتسع وسط دعوات للتظاهر اليوم الجمعة في كل أرجاء المملكة على وقع احتقان شعبي غير مسبوق وسيكون اليوم إختباراً اساسياً.

تامر الصمادي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...