ليبيا: انتشار المدارس الدينية
يجلس عشرات التلاميذ الصغار ليحفظوا الآيات القرآنية بالطريقة التقليدية ذاتها التي اتبعها أقرانهم منذ قرون، في أحد المساجد في العاصمة الليبية طرابلس.
ويتخذ الصغار مكاناً لهم على الأرض أمام شيخهم الذي يتلو آيات الذكر الحكيم، فيكتبونها بأقلام البسط على ألواح خشبية ثم يرددونها مرات عدة حتى يحفظوها عن ظهر قلب.
ويقول المحفظون إن الطريقة التقليدية هي الأفضل لحفظ آيات القرآن، وأن الحرية الدينية التي أعقبت سقوط نظام الحكم السابق في ليبيا ساهمت في انتشار حلقات حفظ القرآن في المساجد.
وقال الشيخ أنور تاورجي بينما كان تلاميذه الصغار يرددون آيات القرآن: «النظام السابق في ليبيا دعا إلى إغلاق المعاهد والمدارس الدينية، لكن هذا الإجراء أدى إلى زيادة النشاط لدى الليبيين ودفعهم إلى تعلم القرآن، وغالبية هؤلاء من الشباب والنساء والأطفال».
وأوضح الشيخ أبو محمد عمارة، الذي يبلغ من العمر 82 عاماً، وهو من بين أحد معلمي القرآن الأقدم في العاصمة طرابلس، أن «الكثيرين حفظوا القرآن من خلال استخدام اللوح الخشبي. الكراسة (الدفتر) ليست جيدة إذ قد تتـلف وتقطع. أما اللوح فيعتبر أفضل، حيث يكتب التلميذ عليه، وعندما يحفظ الآية القرآنية، يمحو ما كتبه على اللوح لأن الآية القرآنية ترسخت في ذهنه».
وكان نظام العقيد الليبي معمر القذافي يمنع فتح المساجد ليلاً لحفظ القرآن ضمن إجراءات أمنية مشددة، كانت تعتبر اجتماع أكثر من خمسة أشخاص مخالفة تعرض المجتمعين للاعتقال.
وأغلقت حكومة النظام الليبي السابق عدداً من المعاهد الدينية في أعوام الثمانينيات، باعتبار أن وجودها يساعد في انتشار الفكر المتطرف.
وقال أحد الشيوخ في العاصمة طرابلس، ويدعى بدر أحمد، «صار هناك مضايقات عدة خلال عهد النظام السابق، إذ منع الليبيون من فتح المساجد، ومنع علينا ارتيادها».
ويطالب محفظو القرآن في ليبيا بعد الثورة، بإنشاء معاهد دينية تابعة للأزهر الشريف.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد