أولمبياد لندن: الافتتاح اليوم
أنهت لندن كل استعداداتها التنظيمية على الأصعدة كافة، لافتتاح دورة "الألعاب الأولمبية الـ25"، مساء اليوم، وهي تأمل بأن تكون استضافتها الثالثة للألعاب بعد 1912 و1948 الأفضل لتثبت جدارتها كأول مدينة في تاريخ الـ"أولمبياد"، تستضيف الألعاب الصيفية ثلاث مرات.
وبعد أن كان الحديث هنا في الأيام السابقة، وتحديداً في المركز الإعلامي الرئيسي، يتمحور حول ما ستقدمه لندن في حفل الافتتاح، وهل ستتفوق على ما قدمته بكين قبل أربع سنوات، تحول الاهتمام أمس حول من سيتوج بطلاً لهذه الدورة، وهل ستنجح الصين بتكريس زعامتها التي فرضتها على أرضها العام 2008، أم ستتمكن الولايات المتحدة من استعادة الزعامة، مع استبعاد وجود دولة ثالثة تنافسهما بالتربع على القمة.
فمنذ انفراط عقد الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينيات الذي ترافق مع توحيد ألمانيا، شارك الرياضيون السوفيات في "أولمبياد برشلونة 1992"، تحت العلم الأولمبي ونجحوا بانتزاع المركز الأول بـ45 ذهبية بفارق 8 ميداليات عن الولايات المتحدة، و10عن ألمانيا الموحدة، بعدما سبق للاتحاد السوفياتي فرض سيطرته على "أولمبياد سيوول 1988"، بـ55 ذهبية، متقدماً على ألمانيا الشرقية بـ12 ذهبية، بينما حلت الولايات المتحدة ثالثة بـ36 ذهبية.
في تلك الأيام، لم يكن احد يحسب حساباً للصين التي كانت منغلقة على نفسها، فحلت بالمركز الـ11 في "اولمبياد سيوول 1988" محرزة 28 ميدالية بينها خمس ذهبيات فقط.
ومع انفتاح الصين في السنوات التالية وتركيزها على الرياضة، الذي ترافق مع ثورتها الصناعية والتجارية، اختلفت المعادلة العالمية في "الألعاب الأولمبية" على صعيد المنافسة، حيث حققت الصين تقدماً كبيراً وقفزت من المركز الـ11 إلى المركز الرابع بـ54 ميدالية بينها 16 ذهبية في "أولمبياد برشلونة 1992"، ما قلب الأوضاع رأساً على عقب، وجعل الدول صاحبة السيطرة التاريخية على الألعاب تعيد حساباتها لمواجهة"التنين الصيني"، الذي بات يهدد بابتلاع الجميع بلا استثناء.
وجاء "أولمبياد أتلانتا 1996"، ليؤكد على بقاء الصين داخل المعادلة فاحتلت أيضاً المركز الرابع وأحرزت 16 ذهبية كما فعلت في برشلونة.
ومع تقدم الصين لاستضافة الألعاب في العام 2008، كثاني دولة آسيوية في التاريخ بعد كوريا الجنوبية، ومن ثم نجاحها بذلك، كشرت الصين عن أنيابها وذهبت إلى "سيدني 2000" حيث حققت تقدماً لافتاً فارتفعت الى المركز الثالث بعد الولايات المتحدة وروسيا بـ58 ميدالية بينها 28 ذهبية.
بعدها، أرادت الصين من "اولمبياد أثينا 2004"، بروفة لاستضافتها "أولمبياد 2008"، ورفعت من وتيرة استعداداتها لتصل الى المركز الثاني للمرة الأولى في تاريخها بـ93 ميدالية بينها 32 ذهبية.
وجاء "اولمبياد بكين 2008"، لتحقق الصين الهدف المنشود، وتنفرد بالزعامة بـ100 ميدالية، بينها 51 ذهبية، بفارق 15 ذهبية عن الولايات المتحدة. وهنا سجل تقدم ملحوظ لبريطانيا التي ارتفعت من المركز العاشر الى الرابع، جامعة 73 ميدالية بينها 19 ذهبية، قبل أربع سنوات من استضافتها "اولمبياد 2012".
صراع مفتوح في لندن
قبل بدء توزيع الميداليات في "اولمبياد لندن"، يبدو أن صراعاً كبيراً سيدور بين الصين والولايات المتحدة، حيث أعدت كل منهما العدة للتربع على الصدارة. وبرغم خسارة الاثنين بعض أفضل رياضييهما بسبب التقدم في السن و الاعتزال، وترافق ذلك مع الحديث عن مفاجآت مختلفة في العاب متنوعة اعدتها الصين بعيداً عن الإعلام، وهي ستخترق عبرها رياضات لم تكن متفوقة فيها، ستضيفها الى الرياضات التي سيطرت عليها في "بكين 2008"، أبرزها كرة الطاولة والجمباز ورفع الأثقال والغطس والرماية والبادمنتون.
ومن جديد الصين المتوقع، إحراز ذهبيات بألعاب القوى والسباحة، في وقت قد تخسر الولايات المتحدة بعض ذهبياتها بألعاب القوى والسباحة.
فيلبس ولين دان
وبعيداً عن المنافسة على الصدارة، ستشهد لندن منافسة على الصعيد الفردي، حيث يتطلع السباح الأميركي مايكل فيلبس لتكريس نفسه كأبرز بطل في تاريخ "الألعاب الأولمبية" من حيث إحراز أكبر عدد من الميداليات.
ومن المتوقع أن ينجح بذلك، ليتجاوز رصيد ميداليات لاعبة الجمباز السوفياتية السابقة لاريسا لاتينينا البالغ 18 ميدالية أحرزتها بين خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
ويحتاج فيلبس الى ميداليتين لمعادلة هذا الرقم، والى ثلاث لتجاوزه، علماً بانه مرشح لإحراز 5 ميداليات على الأقل.
في المقابل، يسعى بطل الـ"بادمنتون" الصيني لين دان لتعزيز مكانته كافضل رياضي في بلاده، وهو الذي يعتبر بطلاً قومياً لها. عبر احرازه خمس ميداليات كما فعل في "بكين 2008".
بريطانيا وروسيا
في ظل عدم منح بريطانيا وروسيا أي ترشيحات لاختراق الثنائي "الصيني ـ الأميركي"، تبدو الفرصة متاحة أمام بريطانيا للجلوس على كرسي المركز الثالث بالمنافسة مع روسيا.
وتشير الأوساط الاعلامية البريطانية عن امكانية احراز ما بين 40 و45 ذهبية، بعد الذهبيات الـ19 التي تم احرازها في "بكين 2008"، ومما لا شك فيه، أن بريطانيا أعدت العدة لذلك، وستسفيد كثيراً من عاملي الأرض والجمهور.
أما روسيا التي احتلت المركز الثالث في "2004 و2008"، فستحاول ان تبقى مكانها رغم وجود منافسة كبيرة مع بريطانيا.
يوسف برجاوي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد