بوتين: تجاهل دور ايران في أي مؤتمر يتعلق بحل الأزمة في سورية غير مجد
جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوته إلى حضور إيران أي مؤتمر يتعلق بالأزمة في سورية مؤكدا أن تجاهل الدور الإيراني أمر غير مجد.
ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن بوتين قوله بعد مباحثات أجراها مع الملك الأردني عبد الله الثاني في عمان أمس "إن كل بلد من جيران سورية يؤثر بشكل أو بآخر على قوى معينة في البلاد وأنه لا يجب تجاهل هذه الإمكانيات مضيفا انه كلما زاد عدد جيران سورية المشاركين في عملية التسوية كان أفضل".
وأشار بوتين إلى أن موسكو تتعاون مع طهران في تسوية الوضع في أفغانستان وفي غيرها من القضايا.
وأضاف بوتين انه من الافضل ان يتمكن السوريون من التوصل إلى اتفاقات بينهم بينما تقدم دول الجوار ضمانات لهذه الاتفاقات. وبشأن الملف النووي الايراني أكد بوتين انه يمكن حل هذه القضية بالطرق السلمية مشددا على ان لايران الحق في استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية "في حال تقديمها ضمانات قوية" تؤكد أن تنفيذ برنامجها النووي لن يؤدي إلى حصولها على أسلحة نووية ولن يساعد على انتشار أسلحة الدمار الشامل في العالم.
وقال الرئيس الروسي إن القضية الايرانية معقدة إلا أنه من الممكن حلها بل يجب حلها بالطرق السلمية من خلال المفاوضات وعلى أساس احترام حق الشعب الايراني في استخدام الطاقة الذرية للاغراض السلمية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن إيران يجب أن تشارك في المؤتمر الدولي حول سورية المقرر في الثلاثين من الشهر الجاري.
ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن لافروف قوله في تصريحات صحفية في عمان: "إن غياب إيران سيعني أن دائرة الحضور ستكون غير مكتملة ولن يشارك فيها جميع من يحظى بنفوذ حقيقي على كل الأطراف السورية" موضحاً أنه في حال غياب إيران فسيتم الحديث فقط عن كيفية جمع الأطراف اللازمة للاستفادة من فرصة عقد المؤتمر الأمر الذي يتطلب جمع كل الجهات ذات التأثير ومن بينها إيران.
وأكد الوزير الروسي ضرورة أن يهدف مضمون محادثات المؤتمر إلى المساعدة على بدء الحوار في سورية مع ضرورة اقتصار دور "اللاعبين الخارجيين على المساعدة في جمع الأطراف".
وأضاف لافروف أن "القضية سياسية ولا بد من مناقشتها على المستوى الوزاري على الأقل من أجل محاولة إحراز اتفاق حول تغيير التوجهات الحالية وتحويلها إلى المجرى السياسي .. إلى مجرى الحوار بين السوريين أنفسهم وهم الوحيدون الذين يمتلكون حق تقرير مصير بلادهم".
بدوره أعلن فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيشارك في الموءتمر الدولي حول سورية المزمع عقده في جنيف في الثلاثين من حزيران الجاري.
وقال تشوركين في تصريح له في نيويورك أمس إن لافروف قبل رسميا الدعوة للمشاركة في مؤتمر جنيف مضيفا"إننا نضفي اهمية كبيرة على هذا اللقاء".
وفي سياق متصل أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية كوفي عنان يجب أن يبقى الوسيط الوحيد المفوض من قبل مجلس الأمن الدولي لتسوية الأزمة في سورية.
وذكر موقع (روسيا اليوم) الالكتروني أن بوغدانوف حذر في حديث لمجلة (في آي بي بريمير) من خطر انتشار عدم الاستقرار خارج حدود سورية إلى دول المنطقة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي.. إن الطريق الرشيد الوحيد لقطع دابر هذا التوجه الخطر يتمثل في وقف العنف في سورية بشكل فوري وتحقيق الاستقرار فيها.
من جهة أخرى قالت الخارجية الروسية أن حادث إسقاط الطائرة التركية لا يجب النظر إليه كاستفزاز أو عمل متعمد.
ودعت الخارجية الروسية في بيان لها أمس أنقرة ودمشق إلى ضبط النفس والتعامل البناء بغية استيضاح كافة ملابسات الحادث مع الطائرةالتركية.
وأعربت روسيا عن قلقها لتطور الأحداث حول حادثة الطائرة داعية إلى ضرورة الا تؤدي هذه الحادثة الى زعزعة الوضع.
وقال ألكسندر لوكاشيفتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية :"نرى أنه من الهام عدم النظر إلى هذه الحادثة كاستفزاز او عمل متعمد وألا تؤدي إلى زعزعة الوضع".
واضاف لوكاشيفتش ان التصعيد السياسي الدبلوماسي بما في ذلك على المستوى الدولي يتصف بخطورة وخاصة في الظروف التي تبذل فيها جهود لتعبئة جميع اللاعبين الخارجيين الأساسيين من اجل نقل تطور الوضع في سورية إلى مجرى سياسي على أساس تنفيذ جميع الأطراف لخطة المبعوث الدولي إلى سورية كوفي انان التي أقرها مجلس الأمن.
وقال :"ندعو جميع الأطراف من جديد سواء في المنطقة ام خارجها للعمل حصرا لمصلحة برنامج الاعمال هذا وعدم القيام بخطوات تتجاوز أطره".
واضاف لوكاشيفتش "نعتبر أن خط السلوك الأمثل في الوضع الناشئ يتمثل بضبط النفس وقيام الجانبين السوري والتركي بعمل مشترك بناء لاستيضاح جميع ملابسات الحادثة والحيلولة دون تكرار مثل هذه الاحداث المأساوية مستقبلا".
من جانب اخر أعرب فلاديمير جيرينوفسكي نائب رئيس مجلس الدوما ورئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي عن إدانته وشجبه لقيام طائرة حربية تركية بانتهاك حرمة الأجواء السورية معتبرا أن هذا يشكل عملا استفزازيا مبيتا.
وقال جيرينوفسكي في حديث لمراسل سانا في موسكو إن قوى معينة في أوروبا والولايات المتحدة وحلف الناتو بشكل عام تسعى خلال الأشهر الأخيرة لزيادة احتدام الوضع في سورية من أجل القيام بتدخل عسكري فيها.
وأشار جيرينوفسكي إلى أن تركيا تجد نفسها متورطة في هذه الاستفزازات الدولية حيث أرسلت بصورة متعمدة طائرتها الحربية لتنتهك حرمة الأجواء السورية ولكن قوى الدفاع الجوي السورية تصرفت بصورة صحيحة بإسقاطها لهذه الطائرة التي توغلت في أجواء سورية ويجب القول ان قوى الدفاع الجوي السورية تتمتع بكفاءة وقدرات كبيرة وتستطيع إسقاط أي اهداف جوية داعيا الأتراك للكف عن هذه الاستفزازات.
وأضاف جيرينوفسكي أنه إذا نجحت المخططات الغربية في سورية فإنهم سيعمدون بعد ذلك إلى ضرب إيران وتغيير شكل المنطقة وهذا ما سيلحق الضرر بتركيا نفسها أي أن الغرب سيربح بينما تخسر دول المنطقة والعالم الإسلامي عموما فلماذا إذن ينبغي على الأتراك أن يلعبوا دور حصان طروادة في العالم الإسلامي وفي الشرق الأوسط.
وأكد جيرينوفسكي أن تطور الوضع على هذا النحو يمس روسيا أيضا لأن تصعيد الموقف يمكن أن يؤدي إلى حرب كبيرة وخاصة إذا عمدت إسرائيل والولايات المتحدة وحلف الناتو إلى قصف إيران وعندها فإن ملايين اللاجئين سيتجهون نحو الشمال باتجاه أرمينيا وأذربيجان وجورجيا وهذا ما سيخلق توترا عند حدود روسيا الجنوبية.
ودعا جيرينوفسكي الأتراك للكف عن استفزازاتهم ضد سورية والكف عن تسليح المعارضة السورية الموهومة.
من جهته جدد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين تأكيده بأن "روسيا كدولة لن تسمح باي تدخل في سورية".
وأكد زاسبيكين خلال لقائه وفدا من حركة أمل على "استمرار المساعي الروسية لعقد مؤتمر دولي حول سورية من دون شروط مسبقة بهدف دعم الجهود لوقف العنف ودعم الحوار الوطني لفتح الطريق أمام السوريين للاتفاق على مستقبل بلادهم".
من جهة ثانية أكد السفير الروسي حرص بلاده على دعم استقرار لبنان منوها بالحوار الوطني "كسبيل لاحتواء اي تعقيد".
وكالات
إضافة تعليق جديد