الجيش السوداني يتقدم لاسترداد هجليج
تقدم الجيش السوداني أمس إلى منطقة هجليج لاستردادها من قوات دولة جنوب السودان، التي احتلتها الثلاثاء الماضي، وذلك بعد ساعات من اشتراط جوبا لسحب قوات جنوب السودان من المنطقة النفطية أن تنشر الأمم المتحدة قوات محايدة في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد، في بيان، «القوات المسلحة تتقدم نحو هجليج». وأضاف إن «الموقف في هجليج سيحسم خلال ساعات»، مشيرا إلى أنها أصبحت على مشارف هجليج، معتبرا أن «خطط جنوب السودان الرامية للسيطرة على كل ولاية جنوب كردفان قد فشلت».
ويعد استيلاء قوات جنوب السودان على هجليج نكسة اقتصادية للخرطوم، نظراً لأنها تحتوي على نحو نصف إنتاجها من النفط الخام. كما تعدّ هزيمة جيش الخرطوم في مواجهة جيش جنوب السودان صفعة قوية لكرامة الجيش السوداني.
وقال المتحدث باسم قوات جنوب السودان فيليب اغوير «اذا كانوا يتقدمون، فإن قواتنا مستعدة للدفاع عن نفسها وأراضيها»، مضيفا «لقد طردناه (الجيش السوداني) من المنطقة التي كان يحتلها بالقوة، وإذا أراد العودة بالقوة، يمكنه ان يحاول».
وكان وزير الإعلام في ولاية الوحدة التابعة لجنوب السودان غيديون غاتبان أعلن قبلا أن حدة المعارك انخفضت بين البلدين، بعد ثلاثة أيام من المواجهات العنيفة حول منطقة هجليج الحدودية.
وبرغم الدعوات العالمية، إلا أن جوبا رفضت الانسحاب من هجليج إلا بعد تلبية شروطها. وأعلنت رئاسة جنوب السودان، في بيان، أنها قد تسحب قواتها من هجليج إذا نشرت الأمم المتحدة قوات محايدة في المنطقة. وقالت «يمكن أن يحدث مثل هذا الانسحاب إذا التزمت الأمم المتحدة بنشر قوات محايدة في هجليج، يمكنها أن تظلّ في المنطقة إلى حين التوصل إلى تسوية بين الطرفين».
وقال مجلس الأمن، في بيان، «يطالب مجلس الأمن بالإنهاء الكامل والفوري وغير المشروط لأشكال القتال كافة وانسحاب (جيش جنوب السودان) من هجليج وإنهاء القصف الجوي (من جانب الجيـش السوداني)،
ووقف أعمال العنف المتكررة عبر الحدود بين السودان وجنوب السودان وإنهاء دعم كل جانب للحرب بالوكالة في أراضي الدولة الأخرى».
ويشارك الاتحاد الإفريقي في محادثات وساطة بين السودان وجنوب السودان حول المدفوعات النفطية وقضايا خلافية اخرى لكن الخرطوم انسحبت من المحادثات الأربعاء الماضي بعد ان احتلت جوبا هجليج. وقال مفوض مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي رمضان العمامرة «المجلس مستاء من احتلال القوات المسلحة لجنوب السودان غير القانوني وغير المقبول لهجليج الواقعة إلى الشمال من خط الحدود الذي اتفق عليه في الأول من كانون الثاني العام 1956».
وأعرب وزراء خارجية مجموعة الثماني عن قلقهم بشأن الاشتباكات بين البلدين ودعوهما إلى ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس» وحماية المدنيين.
ودعا الوزراء، في بيان بعد اجتماعهم في واشنطن، إلى «الوقف الفوري لقصف المناطق المدنية والتوقف عن تقديم الدعم لجماعات المعارضة المسلحة». وأضاف البيان إن الوزراء «يشعرون بالقلق البالغ من الاشتباكات العسكرية» مؤكدين ضرورة مضاعفة البلدين لجهودهما من اجل التوصل إلى حل يشتمل مواضيع النفط والمواطنة والحدود والوضع النهائي لمنطقة آبيي المتنازع عليها. كما اعربوا عن القلق بشأن تدهور الوضع الإنساني في الولايات الحدودية السودانية «مجددين الضرورة الملحة لتقديم المساعدات الإنسانية بما ينسجم مع القانون الدولي والمبادئ التي تحكم المساعدات الإنسانية الطارئة».
وفي بروكسل، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون ان «القرار الذي اتخذته القوات المسلحة لجنوب السودان باحتلال هجليج غير مقبول اطلاقا». وعبرت عن اسفها لقصف طائرات الخرطوم لأراض في الجنوب، مؤكدة انها «تشعر بقلق عميق من تصاعد النزاع المسلح على الحدود» بين السودانيين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد