الخرطوم تغلق حدودها مع الجنوب والبشير يؤكد «الاستعداد للحرب»
اتهم الرئيس السوداني عمر البشير، أمس، دولة جنوب السودان ببدء الحرب ضد بلاده و «نحن مستعدون للحرب إذا فُرضت علينا». وتوقعت الخرطوم انهيار حكومة الجنوب وعودة البلدين وطناً واحداً كما كان، وقررت قفل حدودها مع جارتها الجديدة، ومنع مواطنيها من دخول السودان إلا بتأشيرة دخول بعد شهر، وطرد بعض رعاياها الذين تعتبرهم غير مرغوب في بقائهم بالشمال.
وقال البشير الذي يزور الدوحة حالياً في حديث مع قناة «الجزيرة» إن حكومته لم تبادر بالحرب مع الجنوب وإنما العكس وإنها مستعدة للحرب إذا فرضت عليها. وحمل في شدة على المحكمة الجنائية الدولية، وقال إنها مسيسة وعديمة الصدقية، وإن مذكرات الاعتقال التي تصدرها «وسام شرف». وكانت المحكمة قد أصدرت مذكرة توقيف بحق وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين بدعوى مشاركته بصورة غير مباشرة في جرائم ضد الإنسانية ارتكبت بحق المدنيين في دارفور في عام 2003.
إلى ذلك، كشف نائب الرئيس السوداني الحاج آدم يوسف عن أوامر رئاسية صدرت بإحكام قفل الحدود مع دولة جنوب السودان «حتى لا تُسرّب السلع إلى أعدائنا الذين يحملون السلاح لقتالنا»، وتوقع انهيار حكومة جوبا و «تلاقي شعبي السودان مجدداً»، مؤكداً أن شعب الجنوب لن يقبل بالروح العدائية لحكومته ضد السودان.
وأعلن آدم في لقاء في أم درمان وضع الحكومة يدها على مخطط بدأ من ولاية جنوب كردفان المضطربة يقوده «السكارى والحيارى»، بحسب وصفه، بقيادة المسؤول العسكري في تحالف «الجبهة الثورية السودانية» عبدالعزيز الحلو للزحف على الخرطوم من ثلاثة محاور بدءاً من تلودي وكادوقلي، ثم هجليج، ومنها إلى الأبيض - عاصمة ولاية شمال كردفان - وبعد ذلك إلى الخرطوم. على أن يتزامن هذا الزحف مع زحف مماثل يقوده رئيس التحالف حاكم ولاية النيل الأزرق المقال مالك عقار من ولايته عبر ولاية الجزيرة إلى الخرطوم. وقال إن المخطط كان يستهدف الوصول إلى العاصمة خلال ساعات لاطاحة نظام الحكم.
وأشار إلى أوامر صدرت بقفل الحدود مع جنوب السودان بإحكام، مؤكداً انقطاع حبال الود مع «الحركة الشعبية» الحاكمة في جنوب السودان بسبب إيوائها الحركات المسلحة المناهضة للحكم.
واتهم نائب الرئيس السوداني حكومة الجنوب بمحاولة تدمير الاقتصاد السوداني، وقال إن الجنوب كان يتوقع انهيار دولة السودان بوقف ضخ النفط عبر الشمال وإشعال «الطابور الخامس» في الشمال ثورة شعبية لإطاحة نظام الحكم. وأكد أن الجنوبيين لن يتمكنوا من النزول في مطار الخرطوم بعد التاسع من نيسان (أبريل) المقبل من دون اتباع الإجراءات الرسمية والحصول على تأشيرة دخول مسبقة. لكنه قال: «إننا لن نطرد الجنوبيين... سوى غير المرغوب في وجودهم»، ودعاهم إلى العودة إلى الجنوب لأن الشمال لن يتردد في طردهم.
وسخر الحاج آدم من القوى السياسية المعارضة وثقلها الجماهيري، ووصفها بأنها «أنصاف أحزاب»، وليست قادرة على الخروج إلى الشارع في تظاهرات ضد حكومته. وتابع: «من يريد الخروج إلى الشارع فيطلع... لن يستطيع أحد الخروج».
إلى ذلك، اتهم البرلمان السوداني الولايات المتحدة بالسعي إلى إسقاط النظام الحاكم في الخرطوم استناداً على ادعاءات بانتهاكات حقوق الإنسان في ولاية جنوب كردفان.
من جهة أخرى، خطفت مجموعة مسلحة مسؤول الإمداد التابع إلى برنامج الغذاء العالمي، وهو أميركي الجنسية، من وسط مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب كردفان، قبل أن تفرج عن سائقه السوداني محمد المعز. وأفيد أن الأميركي المخطوف والذي قيل إن اسمه «بارك» نُقل إلى كهوف جبلية في منطقة كاس غرب نيالا.
النور أحمد النور
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد