أميركا تبيع العراق أسلحة بـ11 مليار دولار ومؤتمر المصالحة في ك2
في وقت بدا المشهد السياسي العراقي متجهاً نحو التهدئة مع الإعلان عن تحديد موعد لمؤتمر المصالحة الوطني في منتصف الشهر المقبل، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الإدارة الأميركية تتجه لإتمام برنامج أسلحة وتدريب للشرطة العراقية بقيمة 11 مليار دولار، وسط ما وصفته بتصاعد المخاوف من استغلال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي البرنامج من أجل الاستحواذ على السلطة.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن المساعدة العسكرية تتضمن «طائرات مقاتلة «أف ـ 16» ودبابات حربية، تنوي أميركا تسليمها للحكومة العراقية بغية مساعدتها في حماية حدودها وإعادة بناء الجيش، الذي كان يعتبر قبل حرب الخليج واحداً من أكبر الجيوش في العالم.
وأعلنت الصحيفة أن «صفقات بيع الأسلحة، التي تمّ تنفيذ البعض منها بالفعل، تمضي قدماً برغم المخاوف المثارة عن مساعي
المالكي «الشيعي» للاستحواذ على السلطة، والذي ضرب عرض الحائط بالائتلاف الحكومي الذي تدعمه واشنطن»، موضحة أن «الولايات المتحدة تهتم بتدعيم الجيش العراقي للاحتياط ضد النفوذ الإيراني، بما يمنعها من الالتفات إلى مخاوف المسؤولين، العراقيين والأميركيين، من أن تأتي الخطوة بنتائج عكسية، إذا اقتربت حكومة بغداد فى نهاية المطاف من رجال الدين في إيران أكثر من واشنطن».
وأعرب عدد من الدبلوماسيين الأميركيين، ومن بينهم السفير جيمس جيفري، عن قلقهم من المساعدات العسكرية للعراق، فيما قال البعض «سيكون للبرنامج انعكاسات سياسية ما لم تستطع إدارة أوباما إدارته إدارة صحيحة، كما أن هناك قلقاً متنامياً أيضاً من جهود المالكي لتهميش السنّة والتي يمكن أن تؤدي إلى حرب طائفية».
وقالت الصحيفة إن «عملية التسليح ستديرها السفارة الأميركية في بغداد، التي ستلعب عبر مكتبها الأمني دور الوسيط بين الحكومة العراقية وشركات مقاولات التسليح مثل «لوكهيد مارتن» و «رايثيون»».
من جهة أخرى، كشفت صحيفة «الصباح» العراقية، نقلاً عن مصادر سياسية مطلعة، أنه تمّ تعيين منتصف الشهر المقبل موعداً أولياً لانعقاد المؤتمر الوطني الموسع برعاية رئيس الجمهورية جلال الطالباني، على أن تبدأ الاستعدادات له عقب عطلة رأس السنة.
وأكدت المصادر أن «التحضيرات لهذا المؤتمر سوف تبدأ في الأسبوع الأول من العام الجديد، وقد تم تشكيل لجان المؤتمر في مسعى جاد لحل الخلافات بين الكتل السياسية المختلفة وتجنيب البلاد الأزمات والتوجه نحو تحقيق خدمة الوطن والمواطن».
وفي السياق، قال نائب رئيس الحكومة صالح المطلك، في تصريح لراديو «سوا» الأميركي، إن أعمال التحضير للمؤتمر ستبدأ بعد عطلة رأس السنة، مشيرا إلى أن قادة الكتل السياسية استلموا الدعوة لهذا المؤتمر.
واعتبر المطلك الذي زار بيروت لفترة وجيزة أن «المؤتمر حاجة ماسة لضرورة حصول تغيير في الحكومة العراقية أو في سياساتها، إما عن طريق إقالة الحكومة أو بقائها بشروط»، مهدداً بـ«الخروج من العملية السياسية برمتها والمطالبة بانتخابات مبكرة في حال رفض مطالب القائمة العراقية». كما دعا القادة السياسيين العراقيين والمسؤولين الأميركيين إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه العراق وشعبه وانتشاله من الأزمة الراهنة.
من جهته، أكد مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي أن المصالحة الوطنية تستثني «القاعدة» و«حزب البعث» اللذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب العراقي.
وقال الخزاعي، في كلمته أمام المهرجان السنوي الأول للمصالحة الوطنية الذي عقد أمس، إن «المصالحة الوطنية تستمر حيث تمتد أرض الوطن وحيث يعيش الإنسان العراقي باستثناء «القاعدة» وحزب البعث، فالقاعدة تكفر ولا تفهم لغة المصالحة، أما حزب البعث فقد حظره الدستور العراقي في المادة السابعة».
وكان بيان للمكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية قد ذكر أن الطالباني وصف خلال المكالمة الهاتفية مع المالكي نتائج اجتماعه مع رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي بالمثمرة والمشجعة لتمهيد الأرضية المناسبة لانعقاد المؤتمر الوطني العام لجمع القوى السياسية والاتفاق على مشروع وطني لتوحيد الجهود وتقارب الرؤى.
إلى ذلك، نفى رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أن تكون مفاوضاته، التي أجراها مؤخرا في السليمانية مع الطالباني، قد تناولت مسألة سحب الثقة من حكومة المالكي وتشكيل لجنة لإجراء مفاوضات مع الأكراد لبحث الأزمة السياسية وتطوراتها.
وقال النجيفي، في بيان، إن المفاوضات التي أجريت في السليمانية مع الطالباني لم تتطرق لمسألة سحب الثقة من حكومة المالكي، مؤكدا أنه لم يتم أيضا تشكيل لجنة خماسية تضم أبرز مكونات القائمة العراقية بهدف إجراء مفاوضات مع الأكراد في السليمانية لبحث الأزمة السياسية وتطوراتها.
وفي سياق مساعيه للخروج بالعراق من الازمة السياسية، وجه الزعيم الأعلى لشيعة العراق آية الله السيستاني دعوة لرئيس مؤسسة الشؤون الدينية التركية محمد جومز لزيارة العراق والاشتراك بفعاليات أربعينية في كربلاء بهدف تخفيف حدة التوتر المتصاعد بين السنة والشيعة.
ووصفت صحيفة «صباح» التركية الدعوة التي تلقتها أنقرة بأنها «دعوة تاريخية من النجف»، مؤكــدة ان جــومز رحّب بالدعـوة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد