الولايات المتحدة: تعزيز الوجود العسكري في أستراليا وتنشيط الاقتصاد
تسعى الولايات المتحدة الأميركية لتعزيز تحالفاتها في منطقة المحيط الهادئ مع تفاقم الازمة الاقتصادية التي ترمي بثقلها على حلفاء واشنطن الأوروبيين. وأشارت تصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية أمس، إلى أن هذه الجهود ستقوم على تعزيز التواجد العسكري وتحديدا في استراليا، إضافة إلى مزيد من الانفتاح الاقتصادي مع دول المحيط الهادئ.
وأفادت صحف استرالية بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيعلن الأسبوع المقبل عن تعزيز الانتشار العسكري في استراليا. وذكرت صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد»، أن أوباما الذي يصل الأربعاء المقبل إلى كانبيرا سيتوجه إلى مدينة داروين، حيث سيعلن عن إقامة قاعدة أميركية بالقرب منها.
ورفض المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل، التعليق على هذه المعلومات. واكتفى بالقول إن «استراليا صديقة وحليفة أميركا وسنواصل العمل معا لتعزيز علاقاتنا العسكرية». كما امتنع مسؤولو الحكومة الاسترالية عن الإدلاء بأي تعليق. وقال خبير الشؤون الخارجية بجامعة سيدني آلن دوبونت، «يتعلق الأمر بشكل عام بصعود الصين وتحديث جيش التحرير الشعبي (الصيني)، وبشكل خاص بشأن زيادة قابلية تعرض القوات الأميركية في اليابان وغوام لتهديدات من قبل الصين».
وعلى الرغم من أن الموقع الذي اختير يقع في منطقة داروين، فإن الجنود الأميركيين سينتشرون في قاعدة «روبرتسون باراكس» بالقرب منها، حيث ينتشر حاليا 4500 جندي استرالي.
من جهة أخرى، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أن القرن الحادي والعشرين سيكون «قرن أميركا للمحيط الهادئ»، في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة تحديات متعددة من جانب الصين. وفي حين أكدت كلينتون أن إدارة أوباما ستسعى إلى تحسين العلاقات مع الصين، فإنها استغلت إلقاءها كلمة قبل قمة لدول آسيا والمحيط الهادئ لإثناء بكين وغيرها، عن التفكير في أن الولايات المتحدة تتخلى عن دورها التقليدي في المحيط الهادئ.
وقالت كلينتون «هناك تحديات تواجه منطقة آسيا والمحيط الهادئ في الوقت الحالي، تتطلب قيادة أميركا بدءا بضمان حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، ومواجهة استفزازات كوريا الشمالية وانتهاء بتشجيع نمو اقتصادي شامل ومتوازن». وأضافت كلينتون، أن واشنطن تسعى لأن تقيم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ خلال هذا القرن شبكة مماثلة لشبكة المؤسسات والعلاقات التي بنتها الولايات المتحدة وأوروبا عبر المحيط الأطلسي في القرن العشرين.
ومن جهته، يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما، من خلال اجتماع يعقده هذا الأسبوع لربط الاقتصاد الأميركي بالاقتصاديات المتنامية في آسيا، والتي يأمل أن تغذي الانتعاش الذي يحتاجه لإعادة انتخابه. خاصة بعد فشل برامج الإنقاذ الاقتصادي لإدارته، ومع العاصفة الاقتصادية التي ضربت منطقة اليورو مؤخرا.
وسيستضيف أوباما زعماء آسيا ومنهم الرئيس الصيني هو جينتاو ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا في هونولولو، مطلع الأسبوع المقبل، للعمل على تحسين العلاقات التجارية عبر المحيط الهادئ.
وسيحضر مسؤولون تنفيذيون من شركات مثل «بوينغ» و«كاتربيلر» و«جنرال الكتريك» و«تايم وارنر كيبل» قمة منظمة «أبيك»، لمساندة أوباما في عرض وجهة نظره بأن تقارب العلاقات مع آسيا سيساعد في خلق فرص عمل للأميركيين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد