مستقبل أوربا: قارة عجوز فقيرة وقلقة
بعد عشرين عاماً، ستصبح أوروبا قارة عجوزاً، فقيرة نسبياً وأكثر قلقاً على أمنها في مواجهة تهديدات متنامية من قبل الإرهاب والوضع غير المستقر إقليمياً . هذا ما خلص إليه تقرير صادر عن خبراء في الدفاع، وصدقه، أمس، وزراء الدفاع في الاتحاد الأوروبي.
ويوضح التقرير أن انخفاض معدلات السكان في أوروبا سيؤدي إلى عجز في الطاقة البشرية الخاصة بالقوات المسلّحة، الأمر الذي سيدفع بالدول الأوروبية إلى تقليص أحجام جيوشها، وتطوير أسلحة ذاتية التشغيل أو الاعتماد على مصادر خارجية في مهماتها العسكرية.
من جهته، استبعد المسؤول الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أن يؤثر تحوّل أوروبا إلى قارة هرمة على القطاع العسكري بشكل كبير، فيما أشار وزير الدفاع الفنلندي سيبو كارياينين إلى أن بلاده باشرت بتخفيض عدد قواتها العسكرية، منذ عشر سنوات .
ويرسم التقرير صورة غير زاهية لأوروبا في العام ,2025 مصوّراً إياها قارة آيلة إلى الشيخوخة، تصارع من أجل المحافظة على الإنفاق العسكري في مواجهة نفقات التقاعد، حتى ولو كانت التهديدات من جهة الإرهاب وتنامي عدم الاستقرار في المناطق المحيطة بها، بدءاً بأفريقيا ومروراً بالشرق الأوسط ووصولاً إلى روسيا، تتضاعف .
ويحذّر التقرير من احتمال عدم قدرة الأوروبيين على الاعتماد على حليفهم التقليدي في الضفة الاخرى للأطلسي، ولا سيما أن انتباه الولايات المتحدة سيتجه على نحو مضطرد نحو آسيا ، حيث تسير الصين والهند نحو التحوّل إلى قوتين عالميتين جديدتين، وبالتالي ستجد أوروبا نفسها وحيدة في مجابهة مشكلات جيرانها .
في المقابل، استبعدت وكالة الدفاع الأوروبي احتمال أن تخوض الدول الأوروبية حروباً تقليدية ضد غيرها من الدول، مشيرةً إلى أن الرأي العام الشعبي والإعلامي قد يصبح أكثر كرهاً للنزاعات والخسائر، ما سيدفع بالقوات العسكرية إلى تجنّب المفهوم التقليدي للانتصار على عدوّ ما، والتركيز على تعزيز الاستقرار والأمن.
ووفقاً للتقرير، فإن متوسط أعمار الأوروبيين سيصبح 45 عاماً في العام ,2025 وبالتالي فإن الرهان على الشريحة العمرية التي تتراوح بين 16 و30 عاماً كقوة متاحة للخدمة العسكرية ستتراجع بنسبة 15 في المئة. وخلال هذه المدة ذاتها، يرجّح أن يزداد النمو السكاني بشكل كبير في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث تتعثر الأوضاع الاقتصادية، مخلّفة شرائح شبابية ساخطة. وكذلك الأمر بالنسبة لروسيا وغيرها من دول الاتحاد السوفياتي السابق، التي يرجّح أن تواجه شكوكاً اقتصادية وسياسية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد