أول ظهور لصالح الجريح: تمهيد للعودة كشريك في الحل

08-07-2011

أول ظهور لصالح الجريح: تمهيد للعودة كشريك في الحل

عادت الأزمة اليمنية الى نقطة الصفر مع ظهور الرئيس علي عبد الله صالح مساء أمس عبر التلفزيون اليمني بعد اكثر من شهر على غيابه، اثر اصابته في انفجار استهدف مسجد القصر الرئاسي في صنعاء، وذلك في كلمة مسجلة ألمح فيها الى انه عائد، بعدما طالب القوى السياسية بالاحتكام الى الدستور والحوار للوصول الى حلّ على ان يكون شريكاً في صناعة هذا الحلّ. خطاب الرئيس اليمني بعد محاولة اغتياله لم يختلف عمّا قبله، في مؤشر على عودة الأزمة في اليمن الى المربع الاول بموازاة تشبّث الاطراف الاخرى، المعارضة البرلمانية و«شباب الثورة»، بمطالبها الخاصة وعلى رأسها تنحي الرئيس. صالح متحدثا من الرياض في كلمة مسجلة بثها التلفزيون اليمني امس (ا ب)
وأطلّ صالح على اليمنيين وهو متعبٌ ومصاب بحروق في وجهه وآثار كسور على يده غطتها الضمادات، كما لوحظ تغيّرٌ في صوته. وقال «اجريت 8 عمليات جراحية نتيحة الحروق التي أصبت بها خلال الهجوم، وأكثر من 87 من كبار المسؤولين اليمنيين تلقوا العلاج في المستشفيات السعودية»، مشيرا الى أن منهم من «استشهد ومنهم من جرح». ولم يحرّك صالح خلال كلمته إلا رقبته، في حين ظل جسمه في وضع ثابت، وقد اعتمر غطاء الرأس العربي التقليدي، بحيث لم يظهر منه غير وجهه، كما كان الثوب الذي يرتديه مرتفعاً في منطقة الصدر، ما قد يرجح وجود ضمادات تغطي الجزء الأعلى من جسمه.
ودعا صالح إلى الحوار للوصول إلى برنامج يجمع عليه اليمنيون للوصول إلى حلول مرضية، مرحبا بالشراكة في اطار القانون والدستور القائم على التعددية الحزبية وحرية الرأي والرأي الآخر. وقال إن «الشعب اليمني صامد وسيظل صامدا مواجها التحديات التي تستهدف أمنه وتسعى إلى النيل من حريته واستقراره»، مضيفا «لقد فهم الكثير الديموقراطية فهما غير سليم من خلال الممارسات الخاطئة مثل قطع طرق البترول والغاز وفرض حالة من غياب الأمن في البلاد».
ورحب صالح بالشراكة في الحوار في إطار القانون والدستور. وتساءل لماذا لا يقف الشعب مع الحوار وقال «نحن لسنا ضد مشاركة كل القوى السياسية سواء كانت معارضة أو حاكمة في الحوار ولكن على ضوء برنامج يتفق الجميع عليه ويكون القاسم المشترك للشعب اليمني». وشدد صالح على أهمية أن «تقف جميع الجهات مع الحوار من أجل حل الأزمة الجارية في البلاد والوصول إلى حلول مرضية للجميع»، مشيرا إلى أنه «لا حاجة لقيام البعض بلي الذراع أو فرض الرأي».
وتوجه الرئيس اليمني في ختام كلمته بالشكر إلى الملك السعودي عبد الله على الرعاية والاستضافة التي حظي بها وبقية المسؤولين الذين أصيبوا في الحادث «الغادر». كما توجه صالح بالشكر إلى المؤسسة العسكرية والأمنية في اليمن بالشكر «لوقوفها إلى جانب الشرعية الوطنية».
وما إن بدأ صالح بإلقاء كلمته حتى تحولت صنعاء والمدن اليمنية إلى كتلة من لهب عندما أطلق مناصرون الرصاص الحي من الأسلحة الخفيفة والثقيلة احتفاء بظهور الرئيس بعدما كانت تقارير أكدت وفاته، ما أدى الى مقتل محتج وإصابة 20 آخرين.
ومن المقرر ان تنظم الجماهير اليمنية المؤيدة لصالح تظاهرات مليونية اليوم تحت شعار «الحمد والشكر لله على سلامة الرئيس»، على ان تُقام الصلاة في جامع الصالح في صنعاء وفي الساحات العامة في مختلف عواصم المحافظات والمديريات، تليها مهرجانات خطابية ومسيرات تعبيرا عن فرحتهم بقرب عودة صالح الى اليمن.
وكان صالح تحدث للمرة الأخيرة يوم الهجوم في الثاني من حزيران الماضي، ولكنه لم يظهر على الشاشة، بل عمد إلى بث كلمة مسجلة أكد فيها أنه بخير، وأشاد فيها بـ«أبناء الشعب وأبطال القوات المسلحة والأمن». وقد عززت تلك الرسالة الاعتقاد الأولي بأن جراح صالح كانت طفيفة، لكن التقارير اللاحقة أكدت العكس.
في هذه الاثناء، رفض قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الاحمر مقترحاً جديداً من شأنه أن يسمح لصالح بالبقاء في السلطة حتى الاتفاق على رئيس جديد، ودعا إلى تطبيق المبادرة الخليجية والضغط على الرئيس اليمني للتنحي. وقال محسن الذي انضم إلى المعارضة اليمنية المطالبة برحيل صالح في آذار الماضي، في حديث الى الـ«سي ان ان» ان «عامة الشعب في اليمن يطالب بنقل السلطة إلى نائب الرئيس»، عبد ربه منصور هادي، موضحا أن الشعب اليمني يريد التنفيذ الكامل لمبادرة «دول مجلس التعاون الخليجي». وتتضمن المبادرة قيام المعارضة اليمنية بتشكيل حكومة وحدة وطنية واستقالة صالح من منصبه بعد شهر على الأكثر من توقيعها مقابل تمتعه بحصانة له ولأقاربه تحول دون ملاحقته قضائيا على أن تتم انتخابات رئاسية بعد 60 يوما.
وكان مصدر في المعارضة قال في وقت سابق ان نائب الرئيس قدم خطة جديدة لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد ستبقي صالح في السلطة لفترة أطول مما اقترحته مبادرات سابقة. وأضاف الزعيم المعارض بعد الاجتماع مع هادي «جوهر هذه الأفكار هو بدء الفترة الانتقالية بتشكيل حكومة انتقالية بقيادة المعارضة وتغيير مواعيد انتخابات الرئاسة من 60 يوما لفترة أطول من دون نقل السلطة بشكل كامل لنائب الرئيس». والخطة الجديدة خطوة للوراء بالنسبة للمعارضة التي تطلعت إلى أن عهد صالح قد ولى عندما غادر اليمن لتلقي العلاج.

المصدر: السفير+ وكالات

التعليقات

نشكر الله على السلامة والله انئهرنا عليك .. فورة ها الثورات الوحشية غطت على كل اعمال السلطات .. بالسلامة يارب والرحمة لكل الشهداء والله يحمي اليمن ارضا وشعبا ..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...