مستقبل خطر ينتظر القوات الدولية في الشرق الأوسط
يعرب عدد من المحللين الغربيين عن خشيتهم من ان تتحول مهام القوات الغربية في افغانستان والعراق ولبنان الى افخاخ لها، وان يؤدي اي فشل لواشنطن ولندن وباريس في هذه البلدان الى تعزيز قوى التطرف الديني في العالم الاسلامي.
ويبدو اصرار واشنطن ولندن على الحصول على تعزيزات في الجنوب الافغاني في مواجهة عناصر طالبان الذين استعادوا قواهم، ومخاوف باريس في ما يتعلق باعادة اندلاع الصراع بين لبنان واسرائيل في الاشهر المقبلة، اضافة الى الشعور العام بان الوضع في العراق وصل الى حائط مسدود، بمثابة علامات مثيرة للقلق في الاوساط الغربية.
ويشير المدير المساعد لمعهد العلاقات الدولية في باريس (ايريس) جان بيار مولني ان هناك خطرا كبيرا بان يتحول الامر الى فخ، ونتيجة العمليات الثلاث غير مضمونة . وفي حال الفشل يمكن ان نأمل الا يؤدي الامر الى قيام موجة معادية للغربيين في العالم الاسلامي، بيد ان ذلك ليس مضمونا سلفا. من مصلحة الاوروبيين ان يميزوا بين هذه الملفات الثلاثة، لئلا تختلط الامور .
ويقول مولني ان التواجد الغربي في العراق ياخذ طابعا انغلوسكسونيا حصرا اكثر فاكثر ، علما ان اي حل لقضية هذا البلد حيث يتواجه السنة والشيعة، والعرب والاكراد لا يلوح في الافق.
وفي افغانستان، تتعاون مهمتان بقيادة الولايات المتحدة (منذ العام 2001) وحلف الاطلسي (منذ العام 2003). وفي لبنان، تم تعزيز قوة الامم المتحدة العاملة فيه (اليونيفيل) تحت غطاء الامم المتحدة.
ويقول تيم ويليامز من رويال يونايتد سيرفيس انستيتيوت في لندن ان الطموحات، في ما يتعلق بالعراق، باتت اكثر تواضعا طالما لم يتم السيطرة على التمرد .
بيد ان نظرة مولني اكثر تشاؤما في العراق، بدأت الكارثة بالظهور. سوف تنسحب القوات الاميركية والبريطانية مخلفة وراءها حربا اهلية . ومن المرجح بحسب مولني ان يبدأ الانسحاب الغربي في مهلة قريبة، بدءا بالقوات البريطانية اعتبارا من العام ,2007 على ان يكلف الجيش العراقي بضمان الامن والنظام. ويشير مولني كل ذلك سيكون مموها بالطبع .
وفي افغانستان حيث بدا عناصر طالبان يستعيدون قواهم، حطمت تجارة الهيرويين كل الارقام القياسية باعتراف الامم المتحدة ذاتها. ويستشري الفساد في البلاد، في حين لا تزال شعبية القوات الاجنبية تتدهور.
واشار مدير معهد الامن وحسن الادارة العالمية في المعهد الملكي للعلاقات الدولية في بروكسل ريك كولسات ان العراق بات في ورطة وافغانستان تتجه الى الوضع عينه، اذا استمر الحال على ما هو عليه . وتابع ان حالة من الهلع تسيطر حتى في الاوساط العسكرية تعكسها نداءات النجدة التي يطلقها الكنديون والبريطانيون الذين يواجهون مقاومة عنيدة من طالبان في الجنوب الافغاني.
ويتذرع حلفاء الدول الغربية بالتزاماتهم في البلقان وافريقيا ولبنان لتبرير ترددهم تجاه المشاركة بالمجهود الحربي في افغانستان، لاسيما انه من الممكن ان يستمر التواجد الغربي فيها مدة 10 او 15 عاما. وقال مولني كلما مر الوقت، كلما صارت الحالة اكثر صعوبة للقوات الاجنبية في هذا النوع من البلدان .
وفي لبنان، يخشى المحللون ان تصاب القوة الدولية بالعجز منذ بداية مهامها. ولا يبدو نزع سلاح حزب الله اللبناني مطروحا على بساط البحث بالنسبة لالاف الاوروبيين والفرنسيين والايطاليين المتواجدين في لبنان من ضمن قوة الامم المتحدة (اليونيفيل). ويعتبر وليامز ان صراعا جديدا يبدو محتملا بين حزب الله واسرائيل في ضوء ضعف اليونيفيل .
ويقول مولني انه اذا اندلعت المواجهات مجددا بين حزب الله واسرائيل، فستضطر القوات الدولية الى الاكتفاء ب عد الضربات المتبادلة لان مفاتيح الحل في الشرق الاوسط بين ايدي الولايات المتحدة لا الاوروبيين.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد