عبد السلام العجيلي خمس سنوات على الغياب

07-04-2011

عبد السلام العجيلي خمس سنوات على الغياب

لم يكن رحيل عبد السلام العجيلي مجرد غياب روائي أو قاص كبير بقدر ما هو غياب حالة استثنائية في الأدب السوري لرجل فكر ونقد وسياسة وطب وحياة فهذه الاهتمامات الكثيرة التي جمعها الأديب العجيلي جعلت منه نموذجاً فريداً مميزاً لإنسان أعطته مهنته في الطب ثيمة إنسانية وعمله في السياسة ثيمة فكرية نضالية واشتغاله على الرواية والقصة ثيمة إبداعية أدبية.

منذ خمس سنوات وفي الخامس من نيسان ودعت الرقة العجيلي الشخصية المرموقة التي باتت معلماً اساسياً من معالم هذه المدينة وكانت بالنسبة له محط راحته بعد كل تعب ومرجعه بعد كل غربة حيث كانت عيادته وبيته حضناً رحبا لأهالي الرقة بكل شرائحهم وأطيافهم.

من الرقة حيث عشق القراءة والكتابة منذ الطفولة انطلق العجيلي إلى حياته العملية فتخرج طبيباً من جامعة دمشق عام 1945 ثم انتقل إلى الحياة السياسية ليكون نائباً في البرلمان عن مدينته عام 1947 حاملاً قضية النضال الوطني والقومي فانضم إلى جيش الانقاذ عام 1948 ثم استمر في العمل السياسي وشغل عدة مناصب وزارية في الخارجية والثقافة والإعلام بين عامي 1955 و1962 ولم ينقطع أثناء عمله السياسي الوطني عن الكتابة إلا أنه تفرغ للأدب بشكل أكبر في نهاية الستينيات وفي السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات بعد تجربة حياتية مليئة بالتنقلات والعمل الوطني والصحافة.

استطاعت ذاكرة العجيلي عبر ما يقارب قرناً من الزمان أن توثق تاريخاً ملؤه النضال والثورة والنجاح والخيبة فكان قلمه أقدر من المؤرخين في رسم تفاصيل المرحلة قصة ورواية وشعراً وكان حسه الإنساني الوجداني اقدر على قراءة سطور التاريخ بهدوء وشاعرية وفهم بليغ.

عرضته جرأته في الكتابة والانتقاد إلى الكثير من المضايقات وخاصة أنه عاصر مرحلة مفصلية في التاريخ الحديث وقد ولد تتالي الخيبات عنده حساً نقدياً عالياً جعله يكتب أحياناً بأسماء مزيفة منها طه الطه وع ع ومقصوف الرقبة وغيرها أكثر من عشرين اسماً.

لم ينقطع الأديب الكبير والسياسي العتيق عن عمله كطبيب فبقيت عيادته في الرقة تستقبل المرضى اثناء وجوده في المدينة كما أسهم بكل النشاطات الصحية الإنسانية في الرقة كبرامج اللقاح والتطعيم الشامل.

سمي عبد السلام العجيلي ثالث أنهار الرقة بعد الفرات وهارون الرشيد ووصفه الأديب والناقد الراحل يوسف إدريس برائد القصة العربية وقال عنه الشاعر السوري الراحل نزار قباني أروع بدوي عرفته المدينة وأروع حضري عرفته الصحراء.

وقال عنه الناقد المصري صلاح فضل.. هو من جعل الرقة إحدى عواصم الرواية العربية.

كتب في القصة القصيرة والرواية وأدب الرحلات ومن أهم مؤلفاته التي اتسمت بالواقعية والاقتراب من تفاصيل الحياة العامة ساعة الملازم- الحب والنفس- الخائن- قناديل إشبيلية- باسمة بين الدموع- قلوب على الأسلاك- أزاهير تشرين المدماة -حكايات من الرحلات -دعوة إلى السفر- خواطر مسافر-وفي السياسة كتب فلسطينيات عبد السلام العجيلي ذكريات أيام السياسة وقد ترجمت أعماله إلى عدد من اللغات العالمية الفرنسية- الإنكليزية- الألمانية- الإيطالية ونال وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2004 وتوفي في الخامس من نيسان عام 2006.

سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...