أردوغان:لقاء السيستاني في النجف والبرزاني في أربيل
تلقى رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان خلال زيارته التاريخية للنجف واربيل، أمس، ترحيبا كبيرا من القيادات الدينية والسياسية، مشددا على أن «وجود عراق قوي يعني وجود تركيا قوية، والعكس صحيح أيضا».
وتزامنت زيارة أردوغان النجف، مع هجوم منسق شنته مجموعة من «الانتحاريين» استطاعت خلاله احتلال مقر مجلس محافظة صلاح الدين في مدينة تكريت لساعات، وسقط نتيجته 63 قتيلا، وحوالى 100 جريح.
والتقى أردوغان في النجف المرجع الأعلى لشيعة العراق آية الله علي السيستاني لمدة ساعة من الزمن. ونقلت وكالة «الأناضول» عنه قوله إن «الاجتماع كان مثمرا». كما قام بعد انتهاء اجتماعه بالمرجع بزيارة مرقد الإمام علي في المدينة.
وكان السيستاني دعا مؤخرا إلى «وقف العنف» في البحرين بعد شن السلطات عمليات قمع دموية للشيعة المطالبين بإصلاحات سياسية واقتصادية. وقال عضو مجلس محافظة النجف خالد الجشعمي إن «النجف مستعدة لهذه الزيارة التاريخية، ونتوقع أن يبحث اردوغان مع المرجعية المسائل العراقية وما يجري في بعض دول الجوار، خصوصا البحرين».
ولقي أردوغان ترحيبا بصفته أول زعيم تركي يزور إقليم كردستان، في جولة تحمل أهمية كبيرة بسبب تاريخ تركيا في الصراع مع حزب العمال الكردستاني. وتم رفع العلم التركي على الصواري في اربيل عاصمة الإقليم. وبعد اجتماعه مع «رئيس» الإقليم مسعود البرزاني، دشن مطار اربيل الجديد والقنصلية التركية في المدينة.
وقال اردوغان، خلال احتفال حضره البرزاني لتدشين المطار، «لدينا علاقات تاريخية مع الاقليم، وهناك خطوط جوية بيننا، لكننا قررنا ان تقوم الخطوط الجوية التركية برحلات الى مطار اربيل في نيسان المقبل». وأضاف «نعبر عن سرورنا لان الشركات التركية تساعد في اعمار الاقليم. ان وجود عراق قوي يعني وجود تركيا قوية، والعكس صحيح ايضا».
وأشار الى جهوده في اصلاح العلاقات مع اكراد تركيا. وقال «لنا علاقات تاريخية مع العراق ومع هذه المنطقة الجميلة»، مضيفا «لقد بدأنا ارساء الاساس للاخوة بين شعبي تركيا الذي كان الاساس للتنمية الاقتصادية. أنهينا سياسة قديمة لتركيا اعتادت التنكر لانسانية الشعب».
من جهته، اعتبر البرزاني ان زيارة اردوغان للاقليم تساهم في تعزيز تعاون العراق وإقليم كردستان مع تركيا. ووصف زيارة اردوغان للاقليم «بالتاريخية، وهي أحد قرارات سيادته الجريئة». وأضاف ان «هذه الخطوة تعتبر مفتاحاً لمشاريع أكبر في المستقبل، وستفتح آفاقا جديدة للتعاون المشترك بين الجانبين». وتابع «تركيا الآن لها وضع متميز في المنطقة وهذا بسبب سياساتكم الحكيمة. نأمل ان تستمر هذه التطورات بعد الانتخابات التركية المقبلة في خدمة السلام وخدمة شعب المنطقة».
بدورها، قالت المديرة العامة للمطار تلار فائق إن «المبنى الجديد للمطار بدأ في العام 2010 باستقبال آلاف المسافرين الذين بلغ عددهم أكثر من نصف مليون في حين كان اقل من 350 ألفا في العام 2009». ومن المتوقع ان يستقبل المطار 600 الف مسافر خلال العام 2011.
من جهة ثانية، انتخب أعضاء مجلس محافظة كركوك، وسط مقاطعة العرب، محافظا جديدا من الأكراد ورئيس مجلس للمحافظة من التركمان بدلا عن السابقين. والمحافظ الجديد نجم الدين كريم عضو في المكتب السياسي لـ«الاتحاد الوطني الكردستاني» الذي يتزعمه الرئيس جلال الطالباني.
وفي هجوم يعتبر من الاكثــر دموية في تكريت منذ تفجير انتحــاري ادى الى مقــتل ما يصل إلى 60 متطوعا في الشرطة في كانون الــثاني، شن مسلحون، بينهم انتــحاريون، هجوما منسقا استطاعوا خلاله احتلال مقر مجلس محافظــة صـلاح الدين في تكريت لساعات، قبل ان تتدخل قــوات الامن بقوة وتنهي عملية احتجاز الرهائن.
وأعلنت مصادر أمنية وطبية مقتل 63 شخصا، بينهم ثلاثة من أعضاء المجلس ومراسل «رويترز» صباح البازي، بالإضافة إلى جرح حوالى مئة آخرين.
وأظهرت لقطات مصورة الدمار في المبنى، الذي احترق جزء منه كليا كما لحقت أضرار جسيمة بالمكان من الخارج، في حين اكدت مصادر طبية في مستشفى تكريت ان غالبية الجثث كانت متفحمة.
وكان المسلحون، الذين ارتدوا بزات عسكرية، اقتحموا مبنى المحافظة، واشتبكوا مع الحراس الموجودين في المقر، قبل ان تنفجر سيارة بقوات الدعم. واوضحت المصادر ان «عدد المسلحين القتلى بلغ ستة، اثنان منهم فجرا نفسيهما داخل المبنى في حين قتل الآخرون خلال اشتباكات مع قوات الامن لدى اقتحامها مقر المحافظة».
قال مصدر في الشرطة إن «ثلاثة ضباط على الأقل قتلوا خلال الاشتباكات»، مشيرا الى ان المسلحين احتجزوا حوالى 25 موظفا داخل مقر مجلس المحافظة».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد