عصابة تتاجر بالمتسولين والمشردين وموظفو «ابن رشد» يشاركون في العملية
كشفت التحقيقات الشرطية والجنائية بدمشق عن قيام بعض موظفي معهد ابن رشد لتربية الفتيان في منطقة الكسوة والتابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بتسريب بعض الفتية الموقوفين والذين لا يراجعهم أحد من أولياء أمرهم مقابل مبلغ من المال لأشخاص تقودهم امرأة على رأسهم ع ك هـ س يدعون أنهم أولياء أمرهم حيث تتم العملية بالتواطؤ مع الموظفين المذكورين الذين يقومون بدورهم بإعادتهم إلى الشوارع للقيام بالتسول لمصلحة هؤلاء الأشخاص ويفرضون على كل متسول جلب 1000 ليرة يومياً ومن يقصر في إحضار هذا المبلغ مصيره الضرب المبرح وعقوبات أخرى مختلفة وبحسب اعترافات الفتية المتشردين فإن الأمر يستغرق منهم عملاً حتى ساعات متـأخرة من الليل تصل حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً.
وكانت جمعية شباب المستقبل المشهرة بالقرار 87 بتاريخ 17/5/2005 قامت بإلقاء القبض على ثلاثة أحداث في بداية الأمر م درويش -ع ذبيان- ح علي أعمارهم لا تتجاوز 13 سنة من خلال دوريتهم الجوالة بمؤازرة الشرطة حيث اكتشفوا وبعد قيامهم بالتحقيق معهم وبالدراسة الاجتماعية لأوضاعهم أن هناك أشخاصاً كباراً يقودونهم للعمل على التسول مع نحو عشرة أطفال من خلال قيام هؤلاء الأشخاص بخطفهم من عدة مناطق في سورية قبل جلبهم إلى دمشق وإجبارهم على التسول والقيام بأفعال أخرى مخالفة للقانون بحسب تعبير الجمعية.
وكانت الشؤون الاجتماعية والعمل أرسلت مجموعة من الكتب إلى جنائية دمشق تظهر من خلالها عدم معرفتها أسماء الموظفين الذين قاموا بتسليم هؤلاء لكن الكتب لا تحتوي على أسمائهم وكانت الكتب تتضمن ترويسة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل (إلى رئيس فرع الأمن الجنائي بدمشق إشارة إلى كتابكم بلا رقم تاريخ 30/5/2005 المتضمن موافاتكم بأسماء الذين كانوا موقوفين لدينا وتم تسليمهم بعد إخلاء سبيلهم للمدعو ع ك -والمدعوة هـ س.
تضمنت اعترافات الأحداث قيامهم بهذه الأفعال منذ نحو السنوات الثلاث ومنهم من مضى على تشرده نحو خمس سنوات قبل أن يتعرفوا على المرأة المذكورة آنفاً والتي تعمل على إحدى البسطات في سوق شارع الثورة بدمشق والتي تعرض عليهم العمل في التسول مقابل المسكن والكسوة والمأكل على أن يقوموا بالتسول وتحصيل مبلغ لا يقل عن 1000 ليرة يومياً ويقوم زوجها بتزويدهم بالحب المخدر بحجة القدرة وتحمل العمل لفترات طويلة وإلى ساعات متأخرة من الليل، واعترف حدث آخر أن زوج المدعوة كان يضربه بعصا يحتفظ بها لهذه الغاية في حال كانت حصيلته من التسول أقل من ألف ليرة واعترف آخر أن الزوج المذكور كان يحضر لهم شعلة لاصقة من أجل شمها بحجة مساعدتهم على الوقوف لأطول فترة زمنية ممكنة.
واعترفت /هـ س/ أنها تقوم باصطياد الأطفال الأحداث من البسطة التي تعمل عليها في شارع الثورة لبيع المحارم والقداحات والبسكويت والعلكة والشوكولا على حين اعترف زوجها أنه يبيع السمسمية على بسطة في شارع الثورة أيضاً وأنه لا يملك عقد زواج في المحكمة وإنما كتاب شيخ معترفاً أنه كان يقوم وبمساعدة ابن المدعوة هـ س بتوزيع الأحداث عبر تكسي أجرة على الإشارات الضوئية ومراقبتهم عن بعد قبل القيام بجمع الغلة في نحو الساعة السادسة من مساء كل يوم ويبقى الأحداث على قارعة الطريق وعلى الإشارات الضوئية لوقت متأخر من الليل قبل إعادتهم إلى غرفة مستأجرة في أحد أحياء دمشق القريبة وإعطاء الأطفال مبلغ 25 ليرة من أجل اللعب على الكمبيوتر في الحي.
صالح حميدي
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد