مقتل 300 منذ بدء احتجاجات مصر وأردوغان يدعو مبارك للتنحي
أعلنت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي، أمس، ان حوالى 300 شخص قد يكونون قتلوا في الاحتجاجات التي تشهدها مصر.
وحثت بيلاي، في بيان في جنيف، السلطات المصرية على ضمان تفادي الشرطة والجيش الاستخدام المفرط للقوة وعلى حماية المدنيين. وألقت اللوم على حكومة الرئيس حسني مبارك، موضحة أنها تطبق قانونا للطوارئ منذ العام 1981 من دون أن يكون هناك خطر حرب أو صراع، وأنها ارتكبت انتهاكات خطيرة منها التعذيب على نطاق واسع.
وقالت بيلاي «إن الخسائر في الأرواح تتصاعد بشكل يومي، وتشير تقارير غير رسمية إلى احتمال مقتل 300 شخص حتى الآن، وإصابة أكثر من 3 آلاف، واعتقال المئات». وأضافت «أحث كلا من الجيش والشرطة على التصرف بأقصى درجات الحرص وضبط النفس»، مؤكدة على أن المحتجين يجب أيضا أن يمتنعوا عن ارتكاب أي أعمال عنف.
وقال المتحدث باسمها روبرت كولفيل إن الأرقام غير الرسمية للخسائر جاءت من منظمات غير حكومية في مصر. وأضاف «هذا يشمل سجناء قتلوا في عمليتي هروب جماعي في اثنين من السجون على الأقل بالقرب من القاهرة».
من جهة أخرى دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، أمس، الرئيس المصري حسني مبارك إلى «تلبية إرادة شعبه في التغيير من دون تردد»، ونصحه بان يفكر في الآخرة، لكنه لم يدعوه الى التنحي عن الحكم.
وفي كلمة ألقاها أمام نواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان في أنقرة، خاطب اردوغان مبارك قائلا «أصغ إلى صرخات الشعب ومطالبه. يجب عليك تلبية إرادة التغيير الصادرة عن الشعب من دون تردد».
وبعدما قال انه يريد تقديم «توصية، وتحذير صادق إلى الرئيس مبارك» دعاه اردوغان إلى أن يكون «أول» من يتخذ الإجراءات اللازمة لضمان السلام والأمن والاستقرار في مصر. وأضاف «يجب عليك القيام بالخطوات المناسبة من اجل إرضاء الشعــب المصري أولا، من دون أن تترك أي فرصــة لأولئك الذين يريدون تنفيذ سيــناريوهات سوداء في مصر. لا يمــكن تأجيــل تطبيق مطلـب الحــرية أو تجاهله».
وأكد انه أرجأ زيارته للقاهرة الرامية إلى إجراء سلسلة مباحثات تتمحور حول الترويج للعلاقات الثنائية في 8 و9 شباط الحالي، وانه يأمل في القيام بها «عندما تعود الأوضاع إلى طبيعتها» في هذا البلد.
ودعا اردوغان الحكومة الانتقالية في تونس، التي شكلت بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي في كانون الثاني الماضي، إلى المضي قدما في الإصلاحات الديموقراطية. وأكد أن «تركيا ستساند تونس وشعبها خلال هذه العملية الحاسمة».
من جهتها قالت صحيفة الانتدبندنت البريطانية على لسان كبير مراسليها روبرت فيسك الذي غطى الكثير من الاحداث الكبيرة حول العالم من لبنان الى افغانستان الى العراق كتب تحت عنوان "اغنياء وفقراء، علمانيين ومتدينين خرجوا في مسيرة واحدة ولنفس الهدف" في اشارة الى الهدف الذي يجمع مختلف اطياف المعارضة المصرية وهو التخلص من حكم مبارك.
وتناول فيسك في مقالته الموقف الامريكي من الاحتجاجات التي تشهدها مصر منذ نحو اسبوع والتردد الذي اتسمت به مواقف ادارة الرئيس اوباما ازاء ما يجري في مصر مما ادى الى شعور بالغضب والمرارة لدى المصريين اتجاه الموقف الامريكي دون ان يتحول ذلك الى كره للولايات المتحدة.
ويقول فيسك قبل خمسة ايام فقط كنت شاهدا على هجوم بلطجية الحكومة ومخبري الامن من السجناء السابقين ومدمني المخدرات على المتظاهرين في ساحة التحرير في قلب القاهرة تحت سمع وبصر قوات الامن التي كانت تحيط بالمتظاهرين الذي تغلبوا عليهم في النهاية وطردوهم الى خارج الساحة.
حينها لم نسمع باي موقف غربي مؤيد لهؤلاء الرجال والنساء الشجعان اللذين حولوا الاعتصام الى موجه غضب عارمة اتسعت لتجتاح مصر برمتها.
ورغم ذلك ليس هناك شعور بالعداء للغرب وخاصة للولايات المتحدة.
ان المرء يشعر بالاشفاق على الرئيس اوباما الان فلو انه التزم بما اعلنه في خطابه في جامعة القاهرة بعد ستة اشهر من وصوله الى البيت الابيض ودعا الى رحيل ديكتاتور من الدرجة الثالثة عن الحكم مثل مبارك لكان المتظاهرون الان يحملون صوره الى جانب علم مصر ولكانت واشنطن قد نجحت في تحقيق معجزة وحولت الكره العميق لها بسبب الحرب في العراق وافغانستان و "الحرب على الارهاب" الى علاقة ودية مع العالم العربي كما كان الوضع في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي.
لكن امريكا اضاعت الفرصة خلال بضعة ايام بسبب ضعف وجبن ادارة اوباما بينما نجح المصريون في تحقيق ما عجزنا نحن في الغرب عن تحقيقه خلال عقود وهو تحويل الديكتاتوريات الى ديمقراطيات.
ان الفشل الاخلاقي للغرب بذريعة الخوف من الاسلام السياسي والحفاظ على الاعتدال قد يكون احد اكبر المآسي في الشرق الاوسط في العصر الحديث حيث شاهدنا رئيسا امريكيا يمد يده للعالم الاسلامي لكنه سحبها عندما بدأ الشعب في دولة اسلامية بالتصدي للديكتاتورية والمطالبة بالديمقراطية.
ويضيف فيسك ان المآساة قد تستمر اذا وقف الغرب الى جانب الخليفة الذي اختاره مبارك وهو عمر سليمان لان كل مصري يدرك ان حكم سليمان سيكون عبارة عن نخبة عسكرية جديدة وسيكون على المصريين وضع امالهم تحت رحمتهم واجراء انتخابات حرة ونزيهة لكن هل حقا سيحقق الرجل المفضل لدى اسرائيل آمال المصريين ويمنحهم الحرية والديمقراطية التي يتوقون اليها؟.
هذا وقد واصلت الحكومات الأجنبية إجلاء مواطنيها من مصر اليوم الثلاثاء في ظل استمرار الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي تشهدتها البلاد.
وأمرت الخارجية الأمريكية جميع موظفي سفارتها في القاهرة غير الأساسيين بالمغادرة، مضيفة أن قرار الإجلاء جاء على "ضوء الأحداث الأخيرة".
وأعلن وزير الخارجية البريطاني، وليم هيج، أن بريطانيا سترسل طائرة مستأجرة إلى القاهرة الأربعاء لإجلاء رعاياها الراغبين في الرحيل.
وأضاف هيج أمام مجلس العموم البريطاني أنه سيرسل طائرات إضافية إلى مصر إذا ما تطلب الوضع ذلك.
وتابع هيج في وقت لاحق من يوم الثلاثاء أنه يرغب في منح الرعايا البريطانيين في القاهرة البالغ عددهم 2000 شخص فرصة الرحيل إذا رغبوا في ذلك رغم وجود طائرات كافية تربط بين بريطانيا ومصر بشكل منتظم.
ورغم ما تشهده مصر من احتجاجات شعبية، فإن شركات أسفار بريطانية عرضت على زبائنها حزمة من الخيارات لقضاء عطلهم في منتجعات البحر الأحمر التي ظلت هادئة عموما.
لكن ألمانيا حذرت مواطينها من السفر إلى كل أنحاء مصر بما فيها المنتجعات السياحية في البحر الأحمر.
وفي هذا الإطار، ألغى اتحاد شركات الأسفار الألمانية الرحلات التي كانت مبرمجة إلى مصر حتى منتصف شهر فبراير/شباط المقبل.
وفي اليونان، قالت وزارة الخارجية إن حكومته أجلت 155 مواطنا يونانيا كانوا يعيشون في مدينة الإسكندرية الساحلية.
وأضافت أن ثلاث طائرات مستأجرة وصلت إلى مطار أثينا الدولي عائدة من مصر.
وبدأت النمسا أيضا في إجلاء مئات من مواطنيها من مصر حسب وزارة الخارجية النمساوية.
كما أعلنت تايوان أنها أرسلت طائرة تجارية إلى مصر لإجلاء 129 شخصا من هناك في حين قالت سلطات هونج كونج إنها ستجلي مواطنيها من مصر في أقرب وقت ممكن.
وقال المغرب إنه سيجلي نحو 300 من رعاياه من مصر على متن طائرتين مستأجرتين.
المصدر: BBC+ وكالات
إضافة تعليق جديد