الانترنت سلاح لكشف الفساد في الصين
يلجأ الصينيون، ممن يتحلون بالجرأة الكافية، الى انتقاد الظلم وكشف فضائح المسؤولين في البلاد، من خلال شبكة الانترنت، التي باتت تشكل سلاحاً أكثر فاعلية من رسائل الشكاوى او التظاهر أو اللجوء الى القضاء.
واكتسب الصيني زهونغ جيزهانغ شهرة من خلال كشفه عبر الانترنت عن ثغرات تتعلق بالسلامة في بناء خط المترو في مدينة كانتون الجنوبية، الذي حظي بموافقة رسمية بعد عمليات تفتيش، فيما كانت المدينة تستعد لاستضافة الألعاب الآسيوية.
وأثارت المعلومات التي كشفها زهونغ عن النوعية المتردية للاسمنت المستخدم في البنى التحتية للمترو ضجة كبيرة في المدينة.
وحاول ان يدق جرس الانذار مبكراً من خلال القنوات الرسمية، فتوجه بملاحظاته الى المسؤولين في المدينة. لكن محاولاته ذهبت سدى، فأنشأ مدونة على شبكة الانترنت بدأ من خلالها ينشر رسائله التحذيرية، ثم بدأ عدد قرائه ومتابعيه عبر الانترنت يزداد.
يقول زهونغ: «تلقيت رسائل تهديدية تتوعدني بالموت، وتحذيرات تقول انهم سيكسرون عظامي، أحدهم قال لي أنه سيدهسني بالسيارة ثم يشرب الكحول وينتظر الشرطة، وانه سيخرج بعد ذلك من السجن أو يقضي فيه عقوبة طفيفة لقيادته السيارة في حال سكر». وبعدما كشف زهونغ الأحوال المتردية للمترو في مدينة كانتون، خسر عمله. فالصين تعاني من رقابة صارمة لا تتساهل مع الانتقادات التي قد توجه للحكومة. الا ان الناشطين على شبكة الانترنت تمكنوا من اسماع صوتهم وانتقاداتهم لهذه السلطة المطلقة في البلاد.
يرى الباحث يانغ غيوبن ان النشاط عبر الانترنت ظاهرة آخذة بالنمو، وان هناك كتباً عدة وضعت حول هذا الموضوع.
ويؤكد جيانغ هوانيم، الذي يدير موقعاً الكترونياً «ضد الفساد»،ان نشر المعلومات الحساسة على شبكة الانترنت «يشكل ضغطاً على الحكومة وعلى السلطات القضائية، ودافعاً لها للتحقيق مع الاشخاص المشار اليهم بالاتهام.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد