اندماج الشركات وفانتازيا اللعب مع الركود
رغم كل ما قيل خلال الأيام الماضية عن عودة وتيرة العمل العقاري في السوق المحلية لجهة توفر التمويل العقاري، صدقت وزارة الاقتصاد بالأمس على اندماج شركتين بهدف التسويق والتمويل العقاري في سورية فيما أعلنت شركات محلية أخرى عن عزمها الاندماج لجهة توفر السيولة وضغط النفقات لماذا الدمج؟
ليست إيجابية بمعظمها
ليس غريباً أن تستحضر تداعيات الأزمة العالمية فكرة دمج الشركات الصغيرة في مواجهة تباطؤ النشاط بالسوق العقارية، ولجدوى انقاذ شركات متعثرة نتيجة تراجع الطلب فالبدايات التي تبدو متجهة اليوم صوب كيانات أوسع ستسمح بزيادة أكبر في فاعلية الاداء باعتبار أن دمج المؤسسات أو الشركات المتعثرة ضرورة في بعض الحالات لاخراج السوق من ركودها ولما يحققه ذلك من مقدرة على توفير السيولة الا أن ذلك لا يعني أن التداعيات ايجابية بمعظمها لا سيما في ظل غياب التنافس والتنوع.
ويمكن هنا اسناد المشكلة في القطاع العقاري الى الطلب غير الحقيقي مع نمو اعداد المضاربين أخيراً في السوق فالبرغم من تحذير كثير من الخبراء والمختصين لخطورة المضاربة والمطالبة بتنظيم المضاربات العقارية الا أن نشوة الطفرة جعلت من الصعوبة سماع العقل في حينها ويمكن من خلال زيارة ميدانية لعدد من مشاريع البناء ملاحظة تباطؤ النشاط العقاري ويرجع المراقبون ذلك الى صعوبة حصول الشركات على التمويل المناسب اذ أثرت تداعيات الأزمة على المشاريع العقارية في السوق المحلية سواء كان بتأخير تنفيذ زمن المشاريع المعلنة أو بتأجيل الاعلان عن مشاريع جديدة هناك أيضاً تشدد البنوك بمعدلات أمان مرتفعة بعد أن اجتهدت في طرح قروض تمويل الأشخاص على أثر الازمة.
هذا الأمر أصاب القطاع العقاري بالتباطؤ وأثر على عملية نموه.
ليس كافياً
وبينما يصعب تحديد طول الأسلاك الشائكة التي تحيط بالشركات الصغيرة يسهل كثيراً تحديد خيارات النجاة في ظل استحواذ فكرة الاندماجات فيما بينها لكنها في نفس الوقت- وبحسب مصادر عقارية- تؤدي الأخيرة الى غياب المنافسة بين الشركات وتسود حالة من الارتخاء في العمل وقتل لروح الابداع باعتبار أن المنافسة تعود على المشترين عبر اتاحة فرص عديدة للاختيار بين المشروعات والشركات.
ويشرح عصام الاسعد ( مهندس معماري) : إن الحديث عن أهمية الاندماج في علاج وحماية الشركات الصغيرة ليس كافياً فخروج الشركات غير الجادة من السوق نتيجة ايجابية للأزمة، وستعود بالفائدة عليه خصوصاً وأن الفترة السابقة على الأزمة شهدت دخول كثير من المطورين غير المتخصصين من عديمي الخبرة بفرص العمل وتحقيق مكاسب لذلك فإن خروج هؤلاء يعتبر حركة تصحيح ايجابية.
توحيد القدرات
تفيد دراسة متخصصة في مجال العقارات أن موجة الاندماجات في القطاع العقاري ستنمو خلال الفترة المقبلة في مواجهة أزمة السيولة وقسمت الدراسة الاندماجات بين الشركات الى فئتين : الاندماج بين الشركات المتشابهة والاندماج بين الشركات المكملة لبعضها البعض.
وأشارت أنه مع نقص السيولة لدى بعض المطورين والشركات العقارية نتيجة لتقييد البنوك للاقراض وتخلف المشترين عن دفع المبالغ المالية المترتبة عليهم فإن الهدف الرئيسي للاندماج هو في توحيد القدرات والمصادر المادية لتمكين الشركات من تجاوز الأزمة.
وترى الدراسة أن التخطيط للاندماج شرط اساسي لنجاحه حيث أن 70بالمئة من الاندماجات غالباً ما تفشل بسبب بعض الأخطاء الاساسية مثل عدم الاعداد للاندماج وعدم التواصل والاستراتيجيات غير الواضحة.
لمصلحة من؟!
هناك من يعتقد اليوم أن السوق العقارية تعج بالفرص النوعية التي يعود الفضل في خلقها للأزمة المالية العالمية.. هؤلاء يعتقدون ايضاً أن الأخيرة اسقطت ورقة التوت عن شريحة من الشركات ليجعل علاجها صعباً دون توحيد القدرات والامكانيات فيما بينها.
مهما يكن الأمر فإن تسلل فكرة دمج الشركات المتعثرة أو الصغيرة قد يقود الى كيانات ذات حضور أقوى في الساحة المحلية تعمل بخطط مستقبلية وتنأى عن تحقيق الأرباح السريعة بالاعتماد على سيولة المشترين من أجل تطوير المشاريع لكن هل تكون هذه الاندماجات - إن كرت السبحة لمصلحة الاسكان المتوسط ومحدودي الدخل.
أمل السبط
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد