البولمان يتحول إلى هوب هوب ازدحام وسمسرة بطاقات ووشيشة علناً
«ناس فوق ناس»، هو الوصف الأكثر تعبيراً عن الباحثين عن مقعد في باص مسافر إلى المحافظات وفق ما يرى عزت وهو أحد أبناء محافظة دير الزور من الطلاب الذين يدرسون في العاصمة دمشق.
قبل عدة أيام حجز عزت تذكرة سفر لصديقه حتى لا يقع في مطب وقع به في سنوات ماضية وهو الزحام في كراج البولمان في دمشق في محاولة لحجز تذكرة سفر خلال الأيام السابقة للعيد، وإن كان سعيد الحظ بالحجز باكراً فإن كثيرين انتظروا للحظات الأخيرة للحجز ما أوقعهم في الازدحام.
وفي الوقت الذي ينفي فيه بعض العاملين في مكاتب الحجز وجود رفع لتذاكر السفر فإن الركاب يؤكدون ذلك كما تؤكده مصادر في الكراج، إذ تقول المصادر وثلاثة من أصحاب مكاتب الحجز فضلوا عدم ذكر أسمائهم إن باصات محدثة لا تحمل اسم شركة معينة تدخل الكراج لتحميل الركاب بسعر وصل على سبيل المثال إلى 500 ليرة سورية إلى دير الزور على حين لا يزيد سعر التذكرة في الشركات الأخرى على 300 ليرة، وتضيف المصادر إن مسؤولية دخول تلك البولمانات والباصات المحدثة تقع على عاتق المسؤولين من المحافظة وشرطة الكراج وخاصة أنها تدخل من أبواب الكراج.
ويرى أحد العاملين في شركة على خط القامشلي أن هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها تلك الباصات المحدثة إلى الكراج بينما كانت باصات الهوب هوب تحمل الركاب من خارج الكراج وبأسعار تصل إلى الضعف أحياناً ففي الوقت الذي يصل سعر التذكرة إلى القامشلي إلى 500 ليرة بشكل نظامي فإن باصات الهوب هوب تأخذ بين 800 وحتى ألف ليرة سورية.
وتوقعت مصادر في كراج البولمان أن يخف الازدحام اليوم الإثنين وحتى أول أيام العيد على أبعد تقدير بعد أن كان استمر لمدة أربعة أيام على الأقل تكاثر فيها المسافرون، ورد المصدر سبب الازدحام إلى موسم الحج وازدياد عدد المسافرين قبل موسم الأعياد.
ووفق مصادر في شركات الحجز في البولمان فإن بعض الشركات رفعت أسعار تذاكرها إلا أن البعض الآخر حافظ عليه كما هو حيث تصل سعر التذكرة النظامية إلى دير الزور والعشارة والميادين إلى 300 ليرة للعادي و350 لرجال الأعمال إلى دير الزور و400 إلى العشارة والميادين، أما تذكرة حلب فبقيت في حالة منافسة بين الشركات التي لم تزد على 25 ليرة عن السعر القديم على الرغم من أن أسعار التموين محددة بسعر أعلى من الأسعار التي تحددها الشركات بين 200 وحتى 250 ليرة.
ويشكو الركاب من الزحام الشديد وصعوبة الحصول على حجز وخاصة من لا يتمكن من الوصول إلى الكراج قبل موعد الرحلة التي حجز عليها كما هو حال طاهر الذي ضاع عليه الحجز إلى الرقة يوم الخميس الماضي، فاضطر إلى الانتظار إلى أمس الأحد ليجد مكاناً خالياً في باص مسافر إلى الرقة، ويرى طاهر أن المسافرين الذين يعرفون أشخاصاً في مكاتب الحجز سيكون لهم حظ وافر في إيجاد مكان شاغر.
وأما سامر الذي حاول الحجز إلى حلب ولم يجده فتحدث عن عودة ظاهرة الوشيشة إلى الكراج بقوة، إضافة إلى زيادة واضحة في أسعار التذاكر ووضع الركاب على لائحة الانتظار بحجة وجود رحلات إضافية، وسمسرة على أسعار البطاقات.
وعلى حين لم يتمكن عمر من السفر عبر البولمانات فإنه سيحاول الانتظار إلى اليوم الأول من العيد حتى يسافر بعد أن يخف الضغط على الباصات أو سينتظر أحد الأصدقاء المسافرين بسياراتهم الخاصة بدلاً من الانتظار الطويل والبحث عن حجز أو السفر بدلاً من راكب آخر تأخر عن الرحلة لأي سبب كان.
المشهد يتكرر كل عام ولكنه ووفق شهود العيان والعاملين في مكاتب الحجز زاد على الأعوام الماضية بشكل كبير وخاصة في ظل توجه العديد من الطلاب الدارسين في العاصمة إلى مدنهم، واكتفاء الشركات بما لديها من باصات دون تطوير أعدادها، فيتكرر مشهد الازدحام ويغص الكراج بهم وتنتشر الفوضى بشكل كبير.
فادي مطلق
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد