أسعار قياسية للمعادن الثمينة بعد تجدد المخاوف من ديون منطقة اليورو
ارتفع سعر الذهب إلى مستوى قياسي ليوم التعاملات الرابع على التوالي أمس وسط تجدد المخاوف حول الديون السيادية لدول في منطقة اليورو، خصوصاً إرلندا واليونان، فضلاً عن الضغوط التضخمية فيها. وقفز السعر في السوق الفورية إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 1422.30 دولار للأونصة قبل ان يتراجع إلى 1418.40 دولار، مقارنة بـ 1409.09 دولار عند الإقفال السابق في نيويورك.
وسجلت أونصة الفضة 28.33 دولار بعدما لامست 28.46 دولار، وهو أعلى سعر لها منذ آذار (مارس) 1980، مقارنة بـ 27.69 دولار عند إقفاله السابق في نيويورك. وبلغ سعر أونصة البلاتين 1790 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ تموز (يوليو) 2008، قبل ان يتراجع إلى 1786.74 دولار، مقارنة بـ 1771.50 دولار عند الإقفال السابق في نيويورك. ووصل سعر أونصة البلاديوم إلى 726.72 دولار، بعدما لامس 728.22 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ نيسان (أبريل) 2001، مقارنة بـ 705.22 دولار، في نيويورك.
وقفزت أسعار النحاس في لندن وشنغهاي إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2008 بعدما شجع توقف الدولار عن الصعود المضاربين على العودة إلى أسواق السلع الأولية. وارتفع سعر العقود الآجلة القياسية للنحاس في بورصة شنغهاي نحو اثنين في المئة إلى 67630 يواناً (10174 دولاراً) للطن، وهو أعلى مستوى منذ آذار 2008.
وفي وقت سابق من التعاملات، تراجعت أسعار النحاس إلى 8625 دولاراً تحت ضغوط من قفزة بلغت 0.5 في المئة للدولار الذي صعد على مدى يومي التعامل السابقين بفعل المخاوف حول ديون منطقة اليورو. لكن العملة الأميركية قلصت مكاسبها إلى 0.25 في المئة في مقابل اليورو و0.1 في المئة في مقابل سلة من ست عملات رئيسة، ما ساعد على صعود أسعار السلع الأولية، بما في ذلك المعادن النفيسة والصناعية.
سجلت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي أعلى مستوى في سنتين عند 87.63 دولار للبرميل، وسط الصعود الواسع النطاق للسلع الأولية، وبعدما توقعت وكالة الطاقة الدولية ان يتجاوز سعر البرميل مئة دولار بحلول عام 2015. وما لبث السعر ان تراجع إلى 87.50 دولار، بزيادة 44 سنتاً عن سعر التسوية أول من أمس.
وتوقعت الوكالة أيضاً في تقريرها السنوي ان تتجاوز أسعار النفط 200 دولار للبرميل عام 2035، على رغم خفضها تقديرات نمو الطلب على الخام بحلول ذلك العام، معللة ذلك بعدم اليقين في شأن الإمدادات. وقال فاتح بيرول، كبير الاقتصاديين في الوكالة ومعد التقرير لوكالة «رويترز»، ان أسعار النفط ستواصل الارتفاع ما لم تتخذ الحكومات خطوات ملموسة. وأضاف: «الرسالة واضحة: السعر سيرتفع إذا لم تقم البلدان المستهلكة بتغييرات في طريقة استهلاكها للنفط، خصوصاً في قطاع النقل». وشدد على ان العالم يحتاج إلى أسعار نفط مرتفعة لتغيير العادات الاستهلاكية في شكل كبير وتعزيز الاستثمار في وقت باتت الأسواق أقل تأثراً بتغيرات الأسعار.
وتوقعت الوكالة ان يرتفع الطلب العالمي على النفط بنسبة 18 في المئة بحلول 2035، بدفع كبير من حاجات الصين الى الطاقة، مرجحة ان يبلغ الطلب على النفط 99 مليون برميل يومياً، أي بزيادة 15 مليون برميل يومياً عن عام 2009. وهذه الزيادة مصدرها الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي تضم الدول الأكثر ثراء. وأشار تقرير الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً الى ان الطلب سيتراجع داخل دول المنظمة بأكثر من ستة ملايين برميل يومياً في الفترة ذاتها.
اما في ما يتعلق بإجمالي انتاج النفط، بما فيه الإنتاج غير التقليدي والغاز الطبيعي السائل، فسيبلغ 96 مليون برميل يومياً في 2035، ألا ان الأرباح الناجمة عن عملية التكرير ستتيح تلبية حاجات الطلب. ووحده انتاج النفط الخام سيستقر عام 2020 عند نحو 68 أو 69 مليون برميل يومياً من دون ان يبلغ المستوى التاريخي الذي وصله عام 2006 عند 70 مليوناً، في وقت سيشهد عرض النفط غير التقليدي (كالنفط الرملي) والغاز الطبيعي السائل نمواً كبيراً.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد