أنت عدوَّك
الأبواب والأسوار والحراس والبنادق والجلابيب والبراقع، كلها أشياء تثبت أننا نعتقد أن الشر موجود في الآخر، وأننا بحاجة إلى دروع تحمينا من عدوانيته.. ولكن هل فكرنا للحظة أن الشرَّ الكامن فينا يشكل خطراً علينا!؟
حسب ما أرى وألاحظ، فإن البشر يؤذون أنفسهم وهم لا يدركون أكثر مما يفعل بهم الآخرون .. (فالنفس أمارة بالسوء) وأغبى الناس من يعتقد بصواب وفائدة كل ما يصدر عنه ومنه، وما أكثر الأغبياء بيننا.. فالحسد والغيرة يسجنان صاحبهما ويعذبانه، وعدوانيته تزيد من توتره وتضعف قلبه، وطمعه وكذبه يوقعانه في حفر أخطائه، بينما الظنون السيئة توصله إلى وساوسه القهرية؛ ومجمل هذه الأشياء هي ما يوصل الأفراد إلى العيادات النفسية والمصحات العقلية والأدوية الخلّبيّة التي تزيد من طينهم طيناً.. إذاً ما العمل؟ الأمر بسيط: إبدأ بصداقة نفسك ومحبة غيرك، ويا نفس ما دخلك شر.. قال السيد المسيح: "وفي الناس المسرّة".. فافهموا تغنموا ..
نصيحة إلى أولاد الحكومة: خففوا من أبوابكم وحراسكم وأسواركم لأننا لسنا أعداءكم.. فأعداءكم بينكم، حماكم الله منهم ومنكم..
هامش: أنت تجري نحو المستقبل بتفاؤل، مع أن مستقبلك الذي أمامك وأمام غيرك، مجرد شيخوخة تستجدي الحياة بالأدوية، ومن ثم كومة عظامٍ بالية في مقبرة كئيبة.. فانهض الآن لأن مستقبلك في حاضرك ويومك أفضل من غدك.. انهض من نفسك وأوهامك وأكاذيبك واصنع الحياة التي تريدها..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد