نذر انقلاب عسكري في الإكوادور: تظاهرات وأعمال نهب واحتلال المطار
أغلقت السلطات الإكوادورية، أمس، مطار كيتو الدولي، بعدما استولت عناصر عسكرية على مدرجاته احتجاجاً على قانون يلغي بعض المكتسبات المالية لعناصر الشرطة والجيش، في تطوّر جاء ضمن إطار حركة احتجاجية ضد السياسات الإصلاحية التي ينتهجها الرئيس اليساري رافاييل كوريا.
وفي مشاهد يلفها الغموض والفوضى، انتشر عشرات من الجنود في مدرجات الهبوط في مطار كيتو الدولي، الذي أغلق أمام الرحلات الجوية، فيما قال شهود عيان إن أعمال نهب تجري في كيتو، وفي غواياكيل، ثاني أكبر مدينة في البلاد.
وأضاف الشهود أنّ رجال الشرطة أضرموا النار في الإطارات احتجاجاً على خطة لخفض مكافآتهم، فيما عمد متظاهرون، من بينهم مناصرون للحزب اليساري الحاكم، الى سدّ الطرقات والجسور الرئيسة في العاصمة.
وحثّ كوريا، الذي نقل إلى المستشفى بعد تعرّضه للاختناق نتيجة تنشقه الغاز المسيل للدموع خلال نزوله إلى الشارع لمفاوضة المحتجين، الإكوادوريين على الهدوء، لكنه شدّد على أنه لن يرضخ لرجال الشرطة والعسكريين. وقال، خلال تفقده ثكنة عسكرية سيطر عليها محتجون: «لن أقوم بأي خطوة إلى الوراء. إذا كنتم تريدون السيطرة على الثكنات، وإذا كنتم تريدون ترك المواطنين من دون دفاع، وإذا كنتم تريدون خيانة مهمتكم كرجال شرطة، فافعلوا ذلك»، موجّهاً الاتهام للمعارضة بالسعي إلى القيام بانقلاب عسكري للإطاحة به.
وأعلنت حكومة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أن كوريا أكد لتشافيز في مكالمة هاتفية أن الاضطرابات كانت محاولة انقلاب، فيما ذكر المتحدث باسم الشرطة في الإكوادور فلورينثيو رويث أن تمرد الشرطة لا يسعى لإطاحة الرئيس. ودعا رويث ومعه جنرالات الشرطة كوريا لإظهار «حساسيته» في الاستجابة لمطالب الشرطة والعسكريين. وشدد رويث على أن المطالب ليست سياسية ولا تسعى لإطاحة كوريا، على الرغم من أنه اعترف بأن «هناك أطرافاً يمكن أن تستغل» الاحتجاج. وقرأ رويث المطالب ودعا إلى عودة المزايا وأن يظل التأمين الاجتماعي للشرطة كما هو الآن. وطلب من زملائه في الأقاليم العودة إلى موقعهم لتجنب حدوث «حمام دماء»، مضيفاً أن «المدنيين غير محميين».
وقال قائد الجيش ارنستو غونزاليز ان قوات الجيش ما زالت على ولائها للرئيس. وأضاف «نحن في دولة قانون. نحن موالون للسلطة العليا وهو الرئيس»، فيما قلل وزير الخارجية ريكاردو باتينو من خطورة الاحتجاجات، قائلاً إن «هذه ليست تعبئة شعبية. إنها ليست انتفاضة شعبية. إنها تظاهرة قام بها أفراد من الشرطة ليس لديهم معلومات كافية».
ودعا محافظ المصرف المركزي دييغو بورخا إلى الهدوء، وحث الناس على عدم سحب الأموال من المصارف.
وللإكوادور، الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك)، والتي يقطنها 14 مليون نسمة، تاريخ طويل من عدم الاستقرار السياسي، حيث أطاحت اضطرابات الشوارع بثلاثة رؤساء في العقد الذي سبق وصول كوريا إلى السلطة في العام 2007.
وتأتي الاضطرابات الحالية، على خلفية سعي أعضاء في حزب كوريا إلى منع إقرار تشريعات تستهدف خفض الإنفاق العام في البلاد، ما قد يدفعه إلى النظر في حلّ الكونغرس، في خطوة تتيح له أن يحكم بمراسيم رئاسية إلى حين إجراء انتخابات جديدة. وقالت وزيرة السياسات دوريس سوليس، بعد اجتـــماعها مع كوريا وكبار المسؤولين، إن «أحـداً لا يريد هذا السيناريو، لكنه احتمال وارد عندما لا تتوفر الظروف للتغيير».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد