مُصاب بالشلل الدماغي يحصل على إجازة جامعية في العلاقات الدولية
استطاع الملتقى الطبي الخيري الأول الذي أقامته جمعية المقعدين وأصدقائهم في اللاذقية بالتعاون مع نقابة الأطباء؛ تسليط الضوء على واقع المقعدين وحاجاتهم، ودورهم في المجتمع، وكيفية التعامل معهم والإستفادة من إمكانياتهم وطاقاتهم، كما استطاع الملتقى أن يُظهر قدرة التحدي الخارقة للمعاق بعدما عرض قصة الشاب «علاء صايمة» المُصاب بالشلل الدماغي منذ ولادته والذي تحدى نفسه والمجتمع واستطاع الحصول (منذ أسبوعين فقط) على شهادة جامعية في العلاقات الدولية من جامعة القلمون، بفضل مساعدة والدته التي كانت تدخل معه قاعة المحاضرات وتنقل له الدروس وتقوم بتحفيظها له.
وخلال هذا الملتقى ؛ أراد الشاب «علاء» أن يوجه رسالة إلى المجتمع بقوله:(كل معاق لديه القدرة على تحدي واقعه، وسلاحه الإيمان بالله وعشقه للحياة، لكن هذا بحاجة لتعاضد وتعاون المجتمع الذي لا زال جزء كبير منه يرفض التعامل مع المعاق للأسف)، وتساءل «علاء» ماذا بعد حصولي على الشهادة الجامعية هل أعود لأسجن نفسي في المنزل وأنا الذي رفضت ذلك منذ الصغر؟، أم أنال حقي بوظيفة أفجر من خلالها طاقاتي وأخدم بلدي التي تربيت على حبها وحب قائدها الدكتور «بشار الأسد».
ضمن هذا السياق قالت «عفاف ابراهيم» رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية؛ والمشرفة على الجمعيات والمعاهد التي ترعى المعاقين في اللاذقية؛ بأن مديرية الشؤون تعمل بشكل جدي لإعطاء المعاقين حقهم في التوظيف والتي حددها المرسوم الجمهوري بـ4% في كل دائرة ومؤسسة حكومية، موضحة بأن ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة للعمل وللإندماج بالمجتمع المدني، ولكن توظيفهم يحتاج إلى شاغر وإعتماد من المؤسسة الحكومية، ودورنا يقتصر على منحهم الوثيقة التي تثبت الإعاقة ، وفي حال تواجد الشاغر في المؤسسة يتم توظيفه بشكل فوري.
ومن المطالب التي طرحتها السيدة «فريال عقيلي» رئيس مجلس إدارة جمعية المقعدين وأصدقائهم؛ (تشكيل لجان طبية مختصة في المشافي العامة والخاصة في اللاذقية لإيجاد بدائل حديثة ومتطورة لعمليات «القثطرة البولية» التي تُجرى لغالبية المعاقين، والتي تتسبب بإصابتهم بالتهابات مزمنة تتطور لتحدث فشل كلوي عند البعض مما يسبب الموت، إضافة إلى تأمين مقر للعلاج الفيزيائي، لاسيما وأن الأجهزة اللازمة للعلاج قد تم تأمينها ونحتاج للمركز فقط،، أما المطلب الأساسي فيتمثل بضرورة نشر ثقافة العمل التطوعي في المناهج الدراسية الانتقالية والجامعية، لاسيما وأن المجتمع يحتاجها، كما أننا نحتاج لأعداد كبيرة من المتطوعين، ومن المطالب التي طرحتها «عقيلي» أيضاً:(تخصيص أرض لبناء مقر للجمعية، ليكون ملاذاً لكل المعاقين الذين نجد أن غالبيتهم لا يغادر منزله أبداً)، وختمت السيدة «عقيلي « بطلب أن يتم بناء وحدات طبية متكاملة في المستشفى الوطني باللاذقية عند إعادة بنائه من جديد لإجراء الفحوصات الطبية للمقعدين وذوي الاحتياجات الخاصة.
وحول هذه النقطة قال نقيب أطباء اللاذقية الدكتور «غسان فندي»:(المطلوب تأمين بعض الأقسام للعناية بأمراض المقعدين وتوفير أجهزة خاصة وكادر مؤهل، ونحن في نقابة الأطباء طرحنا تخصيص غرفة أو غرفتين بكل مستشفى أو مركز صحي وفريق عمل متنقل للعناية بالمقعدين الذين لا يستطيعون الذهاب للمراكز الصحية).
ضيف الملتقى الدكتور «فايز صندوق» رئيس المجلس الأعلى لاختصاص الهضمية في وزارة الصحة، والذي يشغل منصب رئيس برنامج أطباء الشباب في منظمة الشرق أوسطية الإفريقية ويعمل في جمعيتين خيريتين ؛ أشار إلى أهمية هذا الملتقى في تسليط الضوء على المعاقين، وأضاف:(نحن بحاجة لوضع استراتيجات ونظام عمل متكامل في كيفية التعامل مع المعاقين، إذ يجب أن نؤمن لهم العمل ونؤهلهم ضمن المجتمع، ونسعى لتوظيف نسبة معينة منهم داخل كل دائرة حكومية لكي يعمل المعاق ونستغل ماتبقى لديه من حواس)، وأضح بأن المعاق يفقد بعض الامكانيات في جسمه وحواسه، ولكن الله تعالى يعوض له ذلك في بقية الحواس أضعاف مضاعفة فالمكفوف له حاسة سمع شديدة والذي يعاني من ضعف السمع له قوة بصرية حادة، وهكذا.
أحمد بديوي
المصدر: بلدنا
إضافة تعليق جديد