يضرب زوجته وطفله ونفسه بمنجل ويشعل في غرفةالنوم أسطوانة غاز
تتلخص وقائع هذه القضية، بإقدام المدعى عليه على ضرب زوجته بالمنجل على رأسها وهي نائمة عدة ضربات، فأصابها في رأسها ويدها، كما أصاب طفلهما النائم بقربها، وعندما شاهده يبكي والدماء تنزف منه ومنها، سارع بإحضار أسطوانة غاز، وقام بإشعالها في غرفة النوم التي كانا يرقدان فيها محاولاً إحراق المنزل وطمس معالم الجريمة ظناً منه أن زوجته قد توفيت، كما أقدم على إخراج طفله من الغرفة، ووضعه على شرفة المنزل وقام بضرب نفسه أيضاً بذات المنجل على رأسه وبعد ذلك توجه إلى جاره والدماء تسيل منه، وقال له الحق زوجتي وطفلي.. إنهما يموتان.
هرع الجار إلى المنزل فلم يتمكن من إسعاف الأم، فقام بحمل الطفل وركض به باتجاه جاره الذي لديه سيارة، وأيقظه من النوم طالباً معونته في إنقاذ الأم وإسعافها مع طفلها إلى المشفى، واستطاع الأخير إخراج الأم المصابة من المنزل الذي كان يحترق ببطء.. وتمكن من إسعافها مع طفلها إلى أقرب مشفى ، حيث نجا الطفل بينما أصيبت الأم بعجز وظيفي مقداره 40٪ من كامل الجسم.
أمام قاضي التحقيق
أفادت الزوجة المصابة أمام قاضي التحقيق، أن زوجها حاول ايقاظها من نومها، وهو يسبها ويشتمها كونها غادرت السهرة التي كانا يحضرانها معا في منزل أخيه، وعادت عند الحادية عشرة إلى منزلها مع طفلها الذي غلب عليه النعاس- وقالت إن زوجها كان يحمل أثناء محاولة إيقاظها بيده منجلاً أقدم على ضربها به على رأسها أولاً، ومن ثم راح يضربها ضربات متلاحقة فأصيبت يدها، كما أصيب طفلهما في رأسه ويده كونه نائماً بقربها، ثم أحضر اسطوانة غاز وأشعلها بجانبها في غرفة النوم ، حيث أغمي عليها، ولم تعلم ماذا حصل بعدها...
وأضافت القول: إن زوجها أقدم على ضربها قبيل يومين من الحادثة، كما سبق وحاول قتلها قبل عام، ونفت الزوجة المصابة كون زوجها بحالة سكر.....
الزوج: ظننت أنها تكرهني
أكد الزوج المدعى عليه، أنه حاول ايقاظ زوجته بعد عودته إلى المنزل عقب ساعة من مغادرتها وطفلهما السهرة مع أخيه، فلم ترد عليه، فبدأ يتجول في المنزل وهو غاضب، ويفكر بقتلها لظنه بأنها تكرهه، وقد ندم على فعلته بعد ذلك وحاول قتل نفسه بذات المنجل.
وقائع محاكمة المتهم..
هذا وبإحالة المدعى عليه إلى القضاء، أصدر قاضي الإحالة قراراً يتضمن اتهام المدعى عليه بجناية الشروع التام بالقتل القصد ولزوم محاكمته أمام محكمة جنايات اللاذقية وإصدار مذكرتي قبض ونقل بحقه.... ولدى مثول المتهم أمام محكمة الجنايات في اللاذقية طلب في الدفاع وكيل المتهم إعفاء المتهم من العقاب لدواعي عدم المسؤولية عن فعله كونه غير واع ومريض بمرض عصبي، ولدى عرض المتهم على خبرة طبية خماسية في مشفى ابن سينا بدمشق، أصدرت تقريرها الذي يشير إلى مسؤولية المدعى عليه الجزئية عن تصرفاته بنسبة 30٪..
وبناء عليه تكونت لدى المحكمة القناعة التي لا تدع مجالاً للشك، بإقدام المدعى عليه الشروع التام بالقتل القصد، وذكرت هيئة المحكمة في سياق قرارها، أنه لا يعتد في القضاء والقانون بالقول: إنه غير مسؤول عن تصرفاته لعدم الثبوت، وحيث إن جرم الشروع التام بالقتل القصد أضحى مما تقدم ذكره مؤيداً بالأدلة القاطعة، وباعتراف المدعى عليه، وإقراره القضائي، مما يتوجب مساءلته عما أسند إليه من جرم الشروع التام بالقتل القصد، وحيث إن ظروفاً خارجة عن إرادته حالت دون إتمام جريمته، وحيث إن زوجته المدعية قد أسقطت حقها الشخصي عنه وتمت بينهما المصالحة، الأمر الذي يتوجب عدم بحث المحكمة بالتعويض عن إصابتها الجسدية بما فيها نسبة العجز الوظيفي البالغة 40٪ من كامل وظائف الجسم.
تجريم المتهم
غير أن هذا لم يعف المتهم من المساءلة الجزائية في مواجهة الحق العام، لذلك وتأسيساً على ما تقدم فقد قررت هيئة محكمة الجنايات باللاذقية بالاتفاق، تجريم المتهم تولد عام 1972 بجناية الشروع التام بالقتل القصد، المعاقب عليها بالمادة /533و199/ من قانون العقوبات العام، ووضعه في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة مدة سبع سنوات ونصف السنة، وإنزال هذه العقوبة إلى النصف بعد منحه الأسباب المخففة التقديرية نظراً لظروف الحادث وإسقاط الحق الشخصي، وبحيث تصبح العقوبة السجن لمدة ثلاث سنوات وتسعة أشهر واحتساب مدة التوقيف من أصل هذه العقوبة مع حجر وتجريد المتهم مدنياً، وإعفائه من تدبير منع الإقامة الاحترازي في مكان وقوع الجرم، عقب انقضاء مدة عقوبته..
وعدم البحث بالحق الشخصي للمدعية نظراً لوقوع المصالحة والإسقاط.. يذكر أن هذا الحكم قد أعلن في الجلسة العلنية لهيئة محكمة الجنايات باللاذقية وبعد المداولة ، واتباع النقض والقرار الناقض..
فهل تعود المياه بين المتهم والمدعية إلى مجاريها؟!
ملك خدام
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد