زوج يجبر زوجته على الفاحشة ويبرّحها ضرباً
في قضية اليوم، انحلال في الأخلاق والضمير أصاب شاباً في العقد الثالث من العمر، عندما تقدَّم لخطبة فتاة في ريعان صباها، مستغلاً حبّها فيما بعد في تسهيل الدعارة لها وكسب المال الحرام.
تقول هدى، الزوجة التي تعرَّضت للبطش على يدي وليد (زوجها)، إنها ارتبطت معه بعلاقة حب منذ أيام الجامعة الأولى «حيث كنّا نقضي جلَّ أوقاتنا بحب واحترام، ونسافر بعد الامتحان مع بعضنا، كوننا من المحافظة ذاتها».
وتضيف هدى: «تعرَّف وليد إلى عائلتي في إحدى الزيارات، وبعد التخرُّج تقدَّم لخطبتي، إلا أنَّ والدي رفض فكرة الزواج، حيث كان وليد خريجاً جديداً وليست لديه وظيفة أو مهنة يعمل فيها، ولايمتلك منزلاً، ولم يؤدِّ الخدمة الإلزامية بعد».. وتؤكِّد هدى أنَّ بعض المقرّبين من عائلتها تدخَّلوا لمصلحة هذه الخطبة، إلا أنَّ شقيقها الأكبر وقف حاجز الصد في وجه زواجها من وليد، متذرِّعاً أمامهم بالقول: «إنَّ الشاب (وليد) يظهر الوجه الحسن لشقيقته، وإنَّ سمعته سيئة في قريته»..
وقفت هدى في حيرة من أمرها؛ فتارة تفكِّر في كلام شقيقها، وتارة أخرى في حبّ وليد الذي أجّج عواطفها ومشاعرها.. المهم أنَّ موافقة الأهل على الخطوبة- بحسب هدى- جاءت على مضض. ومع بدء المراسم المعتادة، قدَّم وليد لخطيبته هدى هدايا من الذهب فاجأت الجميع، ولكن المفاجأة الأكبر كانت عندما ذهبت هدى لإصلاح إحدى هذه القطع، فاكتشفت أنَّ جميع المصاغ الذهبي الذي قدَّمه لها وليد في الخطبة هو ذهب «روسي مزيّف»، وليس حقيقياً. وعندما أخبرته بذلك أجابها، بأنه حاول إسعادها أمام الحاضرين في الخطبة.
وأشارت هدى في محضر ضبط الشرطة إلى أنها بعد فترة وجيزة تزوَّجت وليد الذي طلب منها السفر معه إلى دمشق، لأنَّ فيها مجالاً للعمل أكثر، فوافقت وسافرا إلى هناك واستأجرا منزلاً في منطقة «دف الشوك» واستطاعت هدى الحصول على عمل فيما لم يعثر الزوج على أيِّ عمل، وبدأ يترك المنزل وينصرف للسهر خارجه ويغيب طويلاً بحجّة البحث عن عمل له، حيث كان يعود في فترة متأخِّرة من الليل مخموراً ثملاً.
بقي وليد- بحسب ضبط الشرطة- على هذه الحالة عدة أشهر، كان خلالها يأخذ راتب زوجته ويقوم بصرفه على نزواته وملذاته الشخصية، وفي أحد الأيام حضر وبرفقته ثلاثة شبان، وطلب من زوجته تحضير الشاي وطعام العشاء لهم، وبقيت هدى جالسة في المطبخ لعدة ساعات كون المنزل عبارة عن غرفة ومطبخ وحمام، وكان الزوج يطلب منها الجلوس معهم، وكانت هي ترفض ذلك.
ومع مغادرتهم، كان يقوم بضربها ضرباً مبرحاً مهدِّداً إياها بالطرد إلى منزل ذويها، إلا أنَّ هدى لم ترغب في تضخيم الأمر، لاسيما أنَّ أهلها نصحوها بعدم الزواج منه.
وبعد أيام، تكرَّر المشهد نفسه، بحجة أنَّ أحد رفاقه سوف يؤمّن له عملاً وأنه سوف يشتري له سيارة أجرة ليعمل عليها.. تقول الزوجة هدى: «في منتصف السهرة، خرج اثنان وبقي الثالث، وقد عرَّفني وليد عليه بأنه «الملك» الذي سينتشلنا من الفقر إلى الجاه والثروة».. وهنا طلب منها زوجها وليد أن تجلس معه دقائق ريثما يجلب باكيت دخان، فرفضت ذلك، وأصرَّ وليد عليها، وقال إنه سيذهب لدقائق فقط.
غاب وليد ساعتين، وكان الملك المعهود خلال غياب وليد يسأل هدى عن حياتها وعملها وكيف هي صابرة على هذه الحياة، وطلب منها أن تعمل معه، ووعدها بأنه سيشتري لها ما تريد من ثياب ومجوهرات، إلا أنها قابلت عرضه بالرفض القاطع وذهبت إلى المطبخ وأغلقت الباب على نفسها وبعد عودة وليد أخبره الملك بما حدث، فقام وليد إثر ذلك بضربها بواسطة «قشاط جلدي» على كافة أنحاء جسدها، وهدَّدها بأنه سيطلّقها في حال عدم انصياعها لأوامره، وبأنه سيرسلها إلى منزل ذويها، وبعد عدة أيام عاد الشبان الثلاثة وبرفقتهم الملقّب بـ«الملك»، وبعد لحظات خرج الاثنان وبقي هو، وطلب وليد من زوجته تحضير الطعام، ثم دخل إلى المطبخ ومعه رزمة من النقود، وقال لها هذه من «الملك» هدية لك، فرفضت هدى النقود على حدِّ قولها، فقال لها وليد: «هذه النقود لنا، مقابل سهرة صغيرة مع الملك تقومين خلالها بالرقص لنا، وإذا طلب منك شيئاً فنفِّذيه له، فلن تخسري شيئاَ». وعندما قابلت ذلك أيضاً بالرفض، قال لها وليد «إذا لم تفعلي ما أطلبه منك فسوف أطردك في هذه اللحظة إلى منزل عائلتك»..
حاول الزوج إدخال زوجته هدى إلى الغرفة عنوة، حيث كان الملك جالساً، وأثناء ذلك فتح وليد الموسيقا على صوت عالٍ، وطلب من هدى أن ترقص لهما، وإلا سوف يبرحها ضرباً.
وعندما رفضت بشدة، قال الزوج لـ«الملك»: «هي لك افعل بها ماتشاء». عندها بدأت هدى بالصراخ وهربت من البيت ملتجئة إلى الجيران، وعليه تمَّ إبلاغ فرع الأمن الجنائي في دمشق الذي قام بإلقاء القبض على «الملك» والزوج وليد الذي أنكر فعلته أثناء التحقيق معه، واعترف بأنه قام بضربها فقط عندما كان مخموراً، إلا أنَّ «الملك» اعترف بكلِّ شيء، وبأنَّ الزوج استدان منه نقوداً وكان يستعير سيارته الخاصة كثيراً، وكان ذلك مقابل أن يجمعه بزوجته التي تعمل في الدعارة السرية، بحسب قول وليد.
- أحيل وليد بحسب المحامي الأستاذ يوسف نادر عساف إلى القضاء، وتمَّ إيداعه السجن بجرم تسهيل الدعارة حسب القانون رقم 10 للعام 1961 الخاص بمكافحة الدعارة والبغاء في المادة الأولى الفقرة (أ)، التي تنصُّ بحسب المحامي عساف على أن «كلّ مَن حرَّض شخصاً، ذكراً كان أم أنثى، على ارتكاب الفجور أو الدعارة أو ساعده على ذلك أو سهّله له، وكذلك كل من استخدمه أو استدرجه أو أغواه بقصد ارتكاب الفجور أو الدعارة، يعاقب بالحبس لمدة لاتقلُّ عن سنة ولاتزيد على ثلاث سنوات، وبغرامة من 1000-3000 ل.س»..
أسعد جحجاح
المصدر: بلدنا
التعليقات
شو ها الغرامه
إضافة تعليق جديد