الخرطوم ترفض عصا واشنطن وجزرتها
قال مسؤول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أمس، إن حزمة الحوافز والتهديد بالعقوبات الجديدة التي قدّمتها واشنطن لضمان إجراء استفتاء حول انفصال الجنوب عن الشمال، هي بمثابة تدخل في شؤون البلاد.
وعرضت وزارة الخارجية الاميركية أمس الأول، مجموعة من الحوافز تشمل التجارة والاستثمار وتخفيف أعباء الديون واعترافاً دبلوماسياً كاملاً إذا توصل السودان الى تسوية للمسائل العالقة بشأن الاستفتاء على انفصال الجنوب عن الشمال ومنطقة ابيي المتنازع عليها في التاسع من كانون الثاني عام 2011 والاتفاق من حيث المبدأ على قضايا مرحلة ما بعد الاستفتاء ومنها اقتسام الثروة والحدود بين الشمال والجنوب. كما تشمل الحزمة أيضاً التهديد بفرض عقوبات اضافية على السودان اذا لم يتحقق تقدم.
وقال المسؤول البارز في حزب المؤتمر الوطني ربيع عبد العاطي إن «هذا تهديد حقيقي وإنذار للحكومة السودانية دون أي مبرر». واستطرد قائلاً إنه «اذا كان شخص ما يقول إنه سينفذ ما اتفق عليه فما من داع لتحذيره». وأوضح ان حزب المؤتمر الوطني ملتزم بإجراء الاستفتاء في موعده، ولهذا فالتحذير غير واجب، وقال إن هذا يمثل تدخلاً في الشؤون الداخلية لبلاده.
وصرح عبد العاطي ان الخرطوم تقف متحيرة امام السياسة الاميركية في السودان، لأنها تسمع آراء متضاربة من جانب الادارة في واشنطن. ولطالما تعرض المبعوث الاميركي سكوت غرايشن للانتقاد من جانب ناشطين في الولايات المتحدة يرون انه «لين أكثر من اللازم» مع الخرطوم وأن سياسته هذه لم تأت بنتائج ملموسة في انتخابات نيسان الماضي المتنازع على نتائجه.
وقال عبد العاطي إن السودانيين يشعرون ان بعض المؤسسات في الولايات المتحدة لا تتبنى وجهة النظر نفسها ازاء السودان، ولذلك يرون انه حتى الآن مازال موقف الادارة الاميركية غير واضح. وصرح بأن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اتخذت موقفاً أكثر تشدداً من آخرين بما في ذلك غرايشن. وأضاف ان هذا يكشف عن صراع في مركز اتخاذ القرار في الولايات المتحدة خاصة بالنسبة للسودان.
من جهته، صادق الرئيس السوداني عمر البشير على تعيين الامين العام للجنة الاشراف على استفتاء انفصال الجنوب ليزيل بذلك عقبة كبيرة كانت تقف في وجه هذا الاستحقاق. وقالت وكالة الانباء السودانية الرسمية (سونا) إن محمد عثمان النجمي «عين رسمياً بمرسوم رئاسي» أميناً عاماً للجنة الاشراف على الاستفتاء.
وكان تعيين الامين العام لهذه اللجنة تعطل بسبب إصرار الشماليين على ان تعين شخصية من الشمال في هذا المنصب وتمسك الجنوب بأن يشغله على العكس شخص ينتمي الى الجنوب، غير ان الجنوبيين تنازلوا في النهاية عن مطلبهم. وكان النجمي، وهو وزير مالية سابق، اختير بالإجماع أميناً عاماً للجنة من قبل اعضائها مطلع الشهر الحالي.
إلى ذلك، اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان الاستفتاءين المقررين في السودان مطلع العام المقبل، حول انفصال الجنوب ووضع منطقة أبيي، يشكلان «اهمية قصوى للامن والسلام» في المنطقة وأنحاء أخرى معرباً عن «قلقه الشديد» على الوضع الانساني في دارفور.
وأوضح الامين العام ان «ملف السودان سيكون إحدى اولى الاولويات. لهذا السبب دعوت الى اجتماع حول السودان على مستوى رفيع» في 24 ايلول الحالي، ورحّب بان كي مون بـ«واقع ان الرئيس (الاميركي باراك) اوباما سيشارك شخصياً في هذا الاجتماع. أنا أثمن قيادته والتزامه».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد