مفاوضات ماراتونية لرسم صورة عالم الألفية الثالثة
يخوض خبراء وسفراء في الأمم المتحدة مفاوضات ماراتونية لتحديد ثمانية أهداف لمكافحة الفقر المدقع في العالم ضمن «الأهداف الإنمائية للألفية» سيتم طرحها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 23 أيلول الحالي.
وتشمل الأهداف، التي حددت في العام 2000، علاوة عن خفض الفقر المدقع في العالم حتى النصف بحلول 2015، تأمين التعليم الابتدائي للجميع وتعزيز المساواة بين الجنسين وخفض نسبة الوفيات بين الأطفال وتحسين صحة الأم ومكافحة الايدز والملاريا وغيرها من الأمراض والمحافظة على البيئة وإقامة شراكة عالمية للتنمية.
وتشمل المفاوضات مجموعة واسعة من الإجراءات، تنطوي عليها هذه الأهداف الثمانية. ويفترض ألا تتجاوز الوثيقة التي سيقرها رؤساء الدول والحكومات خلال قمة تعقد بين 20 و22 أيلول، عشر صفحات قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، أحرز المجتمعون «تقدّماً»، حيث كان لا يزال هناك 40 صفحة للمراجعة، حسبما شرح دبلوماسي غربي، مشيراً إلى «أننا بلغنا مرحلة حرجة من المفاوضات». فهناك خلافات بين دول غنية وفقيرة، «وحتى داخل مجموعة الـ77»، للدول النامية.
وروى دبلوماسي آخر، أنه، حتى مساء الجمعة الماضي «لم يكن نص الوثيقة قد أُنجِز»، إذ كان لا يزال من الضروري التوصل إلى اتفاق حول صيغة مشتركة حول حقوق الإنسان وزيادة التمويلات.
وقال مندوب سويسرا التي ستترأس الجمعية العامة الـ65، بول سيغير، «نحن الآن في المرحلة الختامية. نأمل التوصل إلى التزام قوي وحازم. المفاوضات تتم بشكل جيد ونحن على المسار الصحيح»، فـ«نحن متفقون على 90 في المئة من النقاط»، ويتركز الخلاف حول طول الوثيقة، «فبعض الدول تعتبر أن أهمية الوثيقة تقاس بطولها بينما ترى دول أخرى أن الأهم هو النوعية لا الكمية».
وستلي القمة حول «الأهداف الإنمائية للألفية» افتتاح الجمعية العامة على الفور في 23 الحالي. وستشمل القمة ست جلسات بحضور كامل الأعضاء، بالإضافة إلى ست طاولات مستديرة تفاعلية حول مكافحة الفقر والجوع، والمساواة بين الجنسين، وتحقيق الأهداف لجهة الصحة والتعليم، وتعزيز التنمية المستدامة، ومواجهة الصعوبات الجديدة، وتلبية حاجات الأكثر فقراً، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات.
ويتطلب تحقيق هذه الأهداف من الأسرة الدولية، خصوصاً من الدول الأكثر ثراء، ميزانيات ضخمة. وأوضح سيغير «هناك ضغوط قوية لجهة الميزانيات». وتؤيد فرنسا ودول أخرى كتشيلي والبرازيل والنروج «التمويل المبتكر»، كفرض ضريبة على بطاقات السفر الجوي أو على المعاملات المالية، إلا أن دولاً أخرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة تعارض الفكرة بشدة.
وأوضح دبلوماسي في الأمم المتحدة أن «الوثيقة ستكون بمثابة تقرير مرحلي سيجدد بمجرد تبنيه التزامات الدول والمبادرات التي يجب تطبيقها لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية». وقال إن «الخلافات غالباً ما تتركز على الجانب المالي، إلا أن المشاركين في المفاوضات ملزمون بالتوصل إلى تسوية بحلول أواسط أيلول».
وبالتزامن مع هذه المفاوضات، أعلنت منظمة «انقذوا الأطفال» التابعة للأمم المتحدة أن أربعة ملايين طفل ماتوا في العقد الماضي، لأن الحكومات لم تطبق سياسات طبية مؤاتية للفقراء.
واستعرضت المنظمة بيانات 42 دولة ارتفعت فيها نسبة وفيات الأطفال، مشيرة إلى أن «الأطفال الأكثر فقراً هم الأكثر تعرضاً لخطر الموت».
وأكد التقرير انه «إذا كان كل الأطفال يواجهون احتمال الوفاة نفسه الذي يواجه الأطفال الـ20 في المئة الأكثر ثراء في بلادهم لأمكن تفادي وفاة أربعة ملايين طفل في العقد الماضي»، مشيراً إلى أن «نسبة الوفيات بين الأطفال تراجعت بـ 28 في المئة منذ 1990»، وهي نسبة تراجع لا تزال أقل بكثير مما تم إقراره ضمن «أهداف الألفية» إذ يجب أن تزيد بمقدار الثلثين بحلول 2015.
ومن جهة أخرى، أشار صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) انه «من الضروري بذل جهود أكبر في السنوات الخمس المقبلة لتحقيق الأهداف المنشودة في البرنامج لجهة وفيات الأطفال»، مشدداً على أن هذه الجهود يجب أن تركز على الفقراء بشكل أساسي.
وتابع تقرير «اليونيسف» أن «الأسرة الدولية بإمكانها إنقاذ الملايين عبر الاستثمار لمصلحة الأطفال الأكثر فقراً»، مضيفاً «الأطفال في شريحة الـ20 في المئة من الأسر الأكثر فقراً في الدول النامية في العالم يواجهون ضعف خطر الوفاة قبل بلوغ سن الخامسة مقارنة بالأطفال في الأسر الـ20 في المئة الأكثر ثراء».
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد