«إيتــا» توقــف إطــلاق النــار
أعلنت منظمة «ايتا» الانفصالية، التي تناضل منذ 40 عاما من اجل استقلال إقليم الباسك شمالي اسبانيا قرب الحدود الجنوبية مع فرنسا، أمس وقفا لإطلاق النار.
وتعتبر «ايتا»، التي لم ترتكب أي اعتداء منذ آب العام 2009 والمدرجة على لائحة المنظمات «الإرهابية» في الاتحاد الأوروبي، مسؤولة عن مقتل 829 شخصا منذ انطلاقها في 1959. وفي حين أعلنت وزارة الداخلية الاسبانية أنها تدرس إعلان «ايتا»، نقلت صحيفة «الباييس» عن مصدر حكومي تقليله من أهمية الخطوة، موضحا أنها «لا تعلن عن تسليم الأسلحة أو انتهاء العنف. انه أمر غير كاف».
وأعلنت الحركة، في شريط فيديو تسلمته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) وصحيفة «غارا» الباسكية المقربة منها، أنها «لن تنفذ بعد الآن عمليات هجومية مسلحة»، لكنها لم توضح إن كان وقف إطلاق النار هذا مؤقتا أم دائما».
وظهر في الشريط ثلاثة ملثمين جالسين وخلفهم ملصق عليه شعار «ايتا» الذي يمثل أفعى وفأسا. وقال صوت امرأة إن «بلاد الباسك باتت تعيش اوقاتا حرجة، إنها عند منعطف». وأضافت أن القرار اتخذ قبل أشهر «للوصول إلى سيناريو يتيح إجراء عملية ديموقراطية».
وأكدت المنظمة «التزامها بإيجاد حل ديموقراطي لكي نتمكن نحن المواطنين الباسك من خلال الحوار والمفاوضات من تقرير مصيرنا بطريقة حرة وديموقراطية». وتابعت «إذا شاءت الحكومة الاسبانية، فان ايتا مستعدة اليوم كما كانت بالأمس للقبول بالأسس الديموقراطية الضرورية في الحد الأدنى لاعتماد عملية ديموقراطية».
وقالت المنظمة إن «التغيير السياسي ممكن. إننا ننقل قرارنا هذا إلى المجتمع الدولي وندعوه إلى التجاوب بحس من المسؤولية مع رغبة والتزام ايتا، للمشاركة في إيجاد حل دائم وعادل وديموقراطي لهذا النزاع السياسي القائم منذ أكثر من مئة عام»، ولكن على أن يضمن ذلك «الاعتراف بحقوق شعب الباسك وإقرارها».
وتباينت ردود الفعل في مدينة بيلباو وسط إقليم الباسك على إعلان «ايتا» وقف إطلاق النار، ففي حين رحب البعض أبدى البعض الآخر شكوكا بهذا الشأن. وقال احد سكان المدينة «هذا شيء لابد من حدوثه. سنرى»، لكن آخر يشكك في صمود الهدنة قائلا «لا أعتقد أن هذا سيستمر للنهاية، فهم يعلنون وقف إطلاق النار عندما يحلو لهم ثم يطلبون شيئا بعدها وعندما لا يحصلون على ما يريدون يعودون للسلاح من جديد. لا اعتقد أن الأمر سيستمر طويلا».
ولا يزال البعض يحدوه أمل في السلام ومن هؤلاء شخص من بيلباو قال «أتمنى أن يتحقق السلام والهدوء ويستمر للأبد. في النهاية العالم للبشر جميعا، ويجب ألا نفترق. اعتقد في ذلك (التوصل للسلام). يحدوني أمل».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد