دونم الأرض بريف دمشق من 200 ألف لــ 20 مليون
تتفاوت أسعار الأراضي في ريف دمشق بشكل ملحوظ، وعلى الرغم من العروض الكثيرة فقد حافظت بعض الأراضي على أسعار ذهبية، فيما بقيت بعض الأراضي الأخرى تجرُّ أذيال الخيبة بأسعار هي وإن كانت عالية تبقى زهيدة أمام تلك العروض الذهبية.
وتلعب إستراتيجية المواقع هنا – بطبيعة الحال – دوراً حاسماً في تحديد السعر، ففي مناطق متقاربة يكون الدونم هنا بمئات الآلاف، فيما يكون هناك بالملايين.
فمن عروض الأراضي المطروحة حالياً للبيع والتداول، أرض في منطقة قطنا – قلعة جندل مساحتها 16 دونماً ( طابو أخضر ) يقول العارضون بأنها في موقع مميز على طريقين، وسعر الدونم 200 ألف ليرة سورية، أي أن سعر هذه الأرض بالكامل 3 ملايين و200 ألف ليرة سورية.
بالمقابل نجد أرضاً قريبة من قطنا مكانياً – إلى حد ما – ولكنها بعيدة عنها شديد البعد من حيث الأهمية والإستراتيجية، وبالتالي من حيث السعر أيضاً، إذ تقع هذه الأرض في يعفور، ومساحتها لا تتجاوز 4300 م2 غير أن سعر الدونم فيها يساوي أضعافاً مضاعفة لما هو عليه في قطنا القريبة نسبياً، بل وأضعافاً مضاعفة من الستة عشر دونماً قَطَنياً، إذ يصل سعر الدونم في هذه الأرض المعروضة في يعفور إلى 20 مليون ليرة سورية، أي أن سعر الأرض بالكامل المعروضة للبيع في يعفور تصل إلى 86 مليون ليرة، رغم أن مساحتها لا تكاد تتعدى ربع مساحة الأرض الأخرى التي في قطنا.
غير أن على قطنا أن تنتبه أكثر، فهناك من يقدم إغراءً أكثر منها، في منطقة صحيح أنها بعيدة عنها ولكنها تبقى بلدة وادعة وهواؤها نظيف وقد يكون لها مستقبل سياحي نتيجة بعض الآثار الموجودة هناك، هذه البلدة هي معضمية القلمون القابعة بين بلدتي القطيفة والرحيبة في ريف دمشق، وفي الطرف المعاكس لقطنا، فالمعضمية في أقاصي شرق ريف دمشق، وقطنا في أقاصي غربها، وإن كان في قطنا من يعرض سعر الدونم بمبلغ 200 ألف ليرة، ففي معضمية القلمون يعرضون سعر الدونم بشكل أولي بمبلغ 200 ألف ليرة والأمر قابل للتفاوض، ومادام العارض يقرّ بأن المسألة قابلة للتفاوض فهذا يعني أن سعر الأرض قابل للانخفاض عن المبلغ المعلن.
وفي صحنايا يمكن أن نلاحظ مفارقات كبيرة بين سعر أرض في مكان وسعر أرض أخرى في مكان قريب آخر، فثمة أرض في صحنايا تمتاز بواجهة كبيرة على أتوستراد دمشق – درعا، وطريق درعا القديم في الوقت نفسه، تصل مساحتها إلى سبعين دونماً، ويبين العرض أن هذه الأرض قريبة من مشاريع تجارية ضخمة ولها مشروع إفراز، وسعرها المطلوب 8 ملايين و500 ألف ليرة للدونم الواحد، أي يصل سعرها بالكامل إلى 595 مليون ليرة سورية.
بمواجهة ذلك نجد في صحنايا، عرضاً مختلفاً آخر لمحضر في أشرفية صحنايا، يطلب العارضون بالدونم سعراً مرتفعاً يصل إلى 22 مليون ليرة سورية، أما مساحة هذه الأرض فهي 4 دونمات و600 متر مربع، ما يعني أن سعرها بالكامل يصل إلى 101 مليون و200 ألف ليرة سورية، إنه سعر باهظ جداً ولكن العارض يبرر ذلك بأن هذه الأرض الواقعة بين الباردة والأتوستراد هي داخل المخطط التنظيمي، وتنظيمها سياحي وتجاري، ما يعني أنها تحمل فرصاً كبيرة إن أُحسن استثمارها.
عروض كثيرة تتتابع لأراض من أجل بيعها في ريف دمشق، ففي الزبداني ثمة أرض مساحتها 10 دونمات بمنطقة قصور في كروم مضايا قرب الشارع الرئيسي والشارع الصاعد لمضايا، وهي قابلة للإفراز إلى 6 محاضر فيلات ويقول العارض بأن سعرها النهائي 4 ملايين و500 ألف ليرة سورية، دون أن يوضح فيما إن كان هذا السعر للدونم أم للأرض بكامل دونماتها العشر، ولدى استفسار الخبر من العارض عن ذلك أوضح لنا – معتذراً عن عدم التوضيح بالعرض – بأن هذا السعر للدونم الواحد.
وفي جسرين هناك عرض يروج لبيع أرض زراعية – أول مفرق الأفتريس – تصل مساحتها إلى 35 قصبة وهي مقسم واحد ( مساحة القصبة 24 متراً مربعاً ) أي أن مساحتها بالكامل 840 متراً مربعاً – أقل من دونم – والمطلوب بالقصبة الواحدة سعر 50 ألف ليرة ، أي أن سعرها بالكامل 1 مليون و750 ألف ليرة سورية، أي أن سعر الدونم أكثر مليوني ليرة، ويبرر العارض ارتفاع سعرها بأنها أرض مخدّمة.
عروض عديدة لبيع الأراضي ونعتقد أنها عروض مستعجلة، ففي حين نراهن دائماً على انخفاض أسعار المساكن، فإننا نراهن بالمقابل على ارتفاع أسعار الأراضي، ولابد أن شركات التطوير العقاري ستبحث يوماً في ضوء السراج عن أرضٍ مناسبة للبناء وإقامة المشاريع العقارية عليها والتي من أجلها تأسست بالأصل .
المصدر: الخبر
إضافة تعليق جديد