الحـب أيضـاً أصبـح صناعـة
... تتعثر في الواقع. فتقرر أن تلجأ إلى العالم الافتراضي، بحثاً عن الحب.. أو مجرّد مواعدة، على أقل تقدير. تنقر على اسم موقع يوحي لك اسمه أنه جدي. تكتشف أن تصفح صفحات أعضائه ليس متاحاً. ليس هذا فحسب، وإنما يطالعك الموقع بخدمات استشارة، هي أيضاً ليست متاحة بالمجان.
وتطورت مواقع المواعدة الإلكترونية لتأخذ طابع الشركات، فتدير العلاقات وتوجهها وتقدم النصائح.. وطبعاً لكل خدمة ثمنها!
لعل الخدمة الأحدث والأكثر إثارة للجدل هي «التدريب على المواعدة»، على أيدي «مساعدين افتراضيين».
خدمة «فيدا» تتخصص بتقديم «مساعدين افتراضيين» للمواعدة، وأسس هذه الخدمة مدير تسويق سابق متحمس للمواعدات الإلكترونية يدعى سكوت فالدز.
وتساعد «فيدا» الباحثين عن الحب أو شريك على «إعداد ملفات شخصية جذابة»، و«تعيد إصلاح صورهم»، و«تقترح شركاء محتملين»، وترسل «رسائل ظريفة». وما أن تبلغ العلاقة الإلكترونية حداً يحتّم على طرفيها «الانتقال إلى الواقع»، فإن «فيدا» تساعدهما على «إقفال» علاقتهما الالكترونية.
ويعتبر مؤسس «فيدا» أن تصميم ملف شخصي على الإنترنت هو بمثابة تصميم العلامة التجارية الخاصة بشركة جديدة. لذلك تعرض «فيدا» صور المشتركين على موقع «أوك كيوبيد» للمواعدة، لمعرفة ما إذا كان صاحبها سيحصل على أعلى معدل من المعجبين، وذلك قبل وضع الصورة النهائية على الملف الشخصي للمشترك، الذي يقوم، بعدها، بالتقدّم بطلب للاشتراك في موقع المواعدة الذي يريده.
وتقدم «فيدا» أيضاً خدمة «وسع نجاحك بأرقام الهاتف» والتي تمكن المشتركين من الانتقال بالعلاقة خارج الإنترنت عبر الحصول على رقم الهاتف.
وقال فالدز «عندما نرسل الرسائل الإلكترونية، نقسم الرسالة إلى 19 متغيراً ونلاحقها مثل حملة التسويق» وهذا ما ترفضه غالبية النساء، كما قال فالدز، مشيراً إلى أن «عملنا لا يقتضي أن نبني العلاقات عبر الإنترنت، بل أن ننتقل بالمشتركين المنسجمين خارج الإنترنت كي يبنوا علاقات جدية».
كل هذا «الاحتراف» ليس مجانياً. فالأسعار تبدأ بـ200 دولار، لتصل إلى 600 دولار في الشهر، وذلك لقاء معالجة الملف الشخصي وخدمات أخرى، من ضمنها تقديم النصائح للمشتركين، كأن تنصحهم بعدم الكشف عن اسمهم في التعارف الأولي، وإرسال الرسائل القصيرة وغير الجدية في البداية، وتجنّب عبارات مثل «كنت أقرأ صفحتك» لأنك طبعاً كنت تقرأها!
ولعل النصيحة الأهم التي تقدّمها «فيدا» وغيرها من المواقع المماثلة هو كتابة رسائل «تنم عن اهتمام ما وتستفز اهتمام الطرف الآخر»، وهو ما لا يجيده معظم المواعدين الإلكترونيين، كما يقول فالدز.
المصدر: السفير نقلاً عن «لوس أنجلس تايمز»
إضافة تعليق جديد