واشنطن تقر بسلمية مفاعل بوشهر
أقر المتحدث باسم الخارجية الأميركية هوليداي أن إنشاء مفاعل بوشهر الإيراني وتزويده بالوقود النووي الروسي لا يزيدان خطر الانتشار النووي.
لكنه شدد، في أول رد فعل أميركي على الافتتاح، على أن المفاعل المخصص لأغراض سلمية "يبرز عدم حاجة إيران لإمكانيات تخصيب من صنع محلي إذا كانت مقاصدها سلمية بالفعل".
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني أليستر برت قد أعلن في وقت سابق أن بلاده لطالما احترمت حق إيران في تطوير برنامج مدني للطاقة النووية، لكنه أكد على بقاء المخاوف من طبيعة البرنامج الإيراني.
وأضاف أن المشكلة تكمن في رفض إيران التجاوب مع وكالة الطاقة الذرية والمجتمع الدولي، ومواصلتها تخصيب اليورانيوم ومشاريع الماء الثقيل بوصفها مشاريع سلمية.
وأشار الوزير البريطاني في أول رد فعل على تشغيل المفاعل إلى أن العقوبات الغربية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي لم يكن هدفها الحيلولة دون إنشائه.
وكان خبراء إيرانيون وروس قد بدؤوا اليوم تغذية مفاعل محطة بوشهر الإيرانية بالوقود النووي، في حضور مراقبين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية استعداداً لتشغيل أول محطة نووية إيرانية.
وتستغرق عملية وضع قضبان الوقود النووي في أماكنها بالمفاعل من أسبوع إلى عشرة أيام، وباكتمالها يكون المفاعل دخل مرحلة التشغيل فعلياً.
وقدر مسؤولون إيرانيون بدء إنتاج الكهرباء من المفاعل بعد شهرين أو ثلاثة، مع العلم أن قدرته على الإنتاج عند اكتماله ستصل إلى ألف ميغاوات.
يُشار إلى أن الوقود النووي الذي ستزود موسكو المفاعل به لمدة عشرة أعوام يتميز بانخفاض نسبة تخصيبه إلى ما دون 90%، وهي النسبة الصالحة للأسلحة النووية.
وبهذا الصدد استبعد كبير خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا يسري أبو شادي، بتصريحات للجزيرة من فيينا، إساءة إيران استخدام الوقود النووي الموجود بالمفاعل "إذا كانت هنالك شفافية من قبلها وتفتيش من قبل خبراء الوكالة".
وقال أيضا إن المفاعل آمن ومن الصعب استخدامه في إنتاج أسلحة نووية، وإن مهمته هي إنتاج الكهرباء مشيرا إلى أن قضبان الوقود النووي ستعاد بعد الاستخدام إلى روسيا.
ووصف أبو شادي مفاعل بوشهر بأنه "الأول في إيران ومنطقة الشرق الأوسط كلها لإنتاج الكهرباء".
وعقب البدء في عملية تغذية المفاعل بالوقود النووي، وقّع رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ونظيره الروسي سيرغي كيريينكو على بروتوكول تشغيل محطة بوشهر النووية.
وقدم صالحي خلال مؤتمر صحفي الشكر للجانب الروسي على تعاونه مع إيران، مؤكدا أنه يوم تاريخي وأن إقامة المفاعل ترمز إلى "صبر إيران ومقاومتها للضغوط الغربية".
وأبلغ رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية وكالة "مهر" المحلية أن بلاده وقعت اتفاقا مع روسيا السبت لتزويدها بنظائر مشعة "وفقا لاحتياجاتها" مضيفا أن هذا النوع من النظائر سيتم إنتاجه داخل المفاعلات الإيرانية.
أما المسؤول الروسي فقال إن العد التنازلي لتشغيل محطة بوشهر قد بدأ، وهنأ إيران بانطلاق العمل بالمفاعل.
من جهة ثانية أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أن خيارات الرد على أي هجوم عسكري إذا ما تعرضت له بلاده ليست لها حدود، مشددا على أنها ستشمل كل الكرة الأرضية.
وقال أحمدي نجاد لصحيفة "الشرق" القطرية اليوم "نحن لسنا قلقين من أي هجوم، ومستعدون، وأعداؤنا يعرفون كيف ستكون ردة فعلنا.. يعرفون جيدا أن الصفعة الإيرانية ستكون شديدة وقاسية".
وجدد الرئيس الإيراني استعداد بلاده لتبادل الوقود النووي، واتهم الغرب بإفشال الاتفاق الثلاثي بين تركيا والبرازيل وإيران في هذا الشأن.
المصدر: الجزيرة + وكالات
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد