خمسة «أساطير» عن الانسحاب
عرضت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أمس لما أسمته «خمس أساطير عن انسحاب القوات الاميركية من العراق».
وذكرت الصحيفة أن «الأسطورة الأولى» تكمن في القول بأن «انسحاب القوات الاميركية يعني انتهاء الأعمال القتالية في العراق»، معتبرة أن «تحقيق ذلك ليس وشيكا حتى. فسيبقى في العراق 50 ألف جندي غالبيتهم قتاليون، وما تغير فحسب حول اسم وحداتهم من القوات القتالية إلى قوات الإرشاد والنصح ومساعدة الجيش العراقي».
أما «الأسطورة الثانية» فتتمثل في القول بأنه «بفضل إستراتيجية الدفق، بات العراق آمناً بما يكفي لعدم الانزلاق في حرب أهلية أخرى». وللرد على هذه الأسطورة، أشارت «واشنطن بوست» إلى ما خلصت إليه دراسات أكاديمية عن عشرات الحروب، بأن «الحرب تتجدد بعد 5 سنوات من وقف القتال، وذلك بنسبة 50 في المئة، وترتفع النسبة إذا كان البلد موضع الدراسة يختزن ثروات وموارد؛ فضلاً عن أن الحروب الأهلية تندلع لا لأن الشعب يريدها، بل لأن «القادة يعتقدون، أنهم عبر القتال، يستطيعون تحقيق أهدافهم. وعليه، فإن الحرب قد تندلع مجدداً، حتى في وجود قوات أجنبية كبيرة».
وتتمثل «الأسطورة الثالثة» في القول أن «الولايات المتحدة تترك خلفها نظاما سياسيا محطما في العراق». واعتبرت الصحيفة أن هذا غير صحيح، فالسياسيون العراقيون «اعتنقوا الديموقراطية، ولو مكرهين». كما أن رؤساء الأحزاب «توقفوا عن التخطيط لقتل خصومهم، لصالح العمل على نزع شرعيتهم وشعبيتهم. إذ لم يعد بإمكانهم ترهيب الناخبين بل إقناعهم. والأذكياء منهم أدركوا أن عليهم تحقيق ما يريده الناخبون، كالحكم الفاعل وفرص العمل والخدمات الأساسية».
وتقول الأسطورة الرابعة أن «العراقيين لا يريدون انسحاب القوات الاميركية». هنا، حذّرت «واشنطن بوست» من مغبة الأخذ باستطلاعات الرأي، فهي لا تعكس «الصورة الحقيقية لتصوّر العراقيين»، الذين «يشعرون بالاستياء من الوجود العسكري الأميركي، كما يشعر عدد كبير منهم بالمرارة إزاء الفوضى التي أحدثها الغزو والفشل في تحقيق الأمن في ما بعد أو في بدء عملية إعادة بناء شاملة».
أما «الأسطورة الخامسة»، فتكمن في القول إن الحرب «ستنتهي في موعدها المقرر». وردّت «واشنطن بوست» بأن «التاريخ لم يسجّل أي حرب انتهت في موعدها. من الممكن أن يتقلص الدور الأميركي في العراق، لكن الحاجة إلى الوجود الأميركي ستستمر لسنوات».
المصدر: السفير نقلاً عن «واشنطن بوست»
إضافة تعليق جديد