إيـران تحتفـل بشـحن مفـاعـل بـوشـهر بقضبـان اليـورانيوم
تزرع إيران اليوم «شوكة في خاصرة الحاقدين»، متوجة سلسلة من الانجازات العلمية والسياسية، في وجه الضغوطات الغربية، والمد والجزر الروسيين، بتدشينها محطة بوشهر الكهروذرية لغايات سلمية «مضمونة مئة في المئة» كما أكدت موسكو، المسؤولة عن تزويدها بالوقود النووي، والتي أعلنت أنها قد تبدأ مشاريع نووية جديدة في ايران. لكن ذلك لم يحل دون استمرار الحديث الأميركي - الاسرائيلي عن توجيه ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية، إذ دعا وزير المالية الإسرائيلي يوفال شتاينتس، واشنطن إلى تهديد ايران بضربها «خلال أسابيع» إذا لم «تغير مسار إجراءاتها».
في هذه الأثناء، أكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، استعداد طهران للتفاوض مع الغرب من دون شروط، حول عملية تبادل الوقود النووي، متعهداً وقف تخصيب اليورانيوم إلى نسبة 20 في المئة إذا تم تزويد مفاعل طهران للأبحاث بالوقود، فيما اعلن وزير الدفاع الايراني احمد وحيدي ان طهران اجرت بنجاح تجربة إطلاق صاروخ ارض ـ ارض من طراز «قيام».
ويتم اليوم تدشين محطة بوشهر الكهروذرية، إذ تبدأ روسيا بشحن 165 من قضبان وقود اليورانيوم في المفاعل، في عملية تستغرق ما بين أسبوعين و3 أسابيع. ومن المتوقع أن يحضر رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، ورئيس هيئة الطاقة الذرية الروسية، سيرغي كيريينكو، مراسم الإطلاق الرسمية.
مندوب إيران الدائم لدى الوکاله الدولية للطاقة الذرية، علي اصغر سلطانية، أكد أن دورة الوقود النووي الايرانية تكتمل مع تدشين محطة بوشهر، وقال إنه «نظراً الى وجود جميع المراحل المتعلقة بالدورة النووية في ايران، بما في ذلك تنقيب اليورانيوم واستخراجه وتحويل اليورانيوم وتخصيبه وصنع قضبان الوقود للمفاعلات النووية وايضاً المفاعل البحثي، فإن إيران اصبحت من الدول القليلة في العالم التي تمتلك الدورة الكاملة للوقود النووي». كما شدّد على «صمود المسؤولين الإيرانيين» في وجه «تسييس المشروع» خلال الأعوام الماضية.
من جهته، قال رئيس المؤسسة الإيرانية للطاقة الذرية، علي أكبر صالحي إن «افتتاح المفاعل (بوشهر) سيكون شوكة في خاصرة الحاقدين»، مؤكداً ان «التخصيب لإنتاج وقود لمحطة بوشهر ومنشآت اخرى سيتواصل». وأوضح أن «بوشهر يمكن ان تعمل ستين عاماً وننوي استخدامها لأربعين عاما. لنفترض اننا سنشتري الوقود لعشر سنوات من روسيا، وماذا سنفعل...للسنوات التالية؟».
أما نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف فقال «هناك 100 في المئة من الضمانات وهذه الضمانات لا تقدمها موسكو بل تأتي من وقائع موضوعية»، تثبت ان محطة بوشهر ستستخدم فقط لأغراض مدنية، مضيفاً أن روسيا قد تبني المزيد من المفاعلات النووية في ايران: «قرارات مجلس الامن في الامم المتحدة، لم تضع حدوداً على التعاون مع إيران في بناء مفاعلات المياه الخفيفة، الأكثر أماناً في ما يتعلق بحظر الانتشار» النووي.
نجاد أعلن في مقابلة مع صحيفة «يوميوري شيمبون» اليابانية، أن ايران «مستعدة لتستأنف في نهاية آب الحالي او مطلع ايلول المقبل» المفاوضات مع مجموعة الـ(5 زائد 1) لتزويدها بالوقود لمفاعل الابحاث الطبية في طهران، مضيفاً «نعد بوقف التخصيب بنسبة 20 في المئة اذا تأمنت لنا امدادات الوقود». وأضاف «من حقنا تخصيب اليورانيوم. إيران لم تفتعل يوماً حرباً ولم تسع لحيازة قنابل نووية».
كما قال نجاد خلال لقائه رئيس حكومة قطر ووزير خارجيتها، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، متوجها إلى دول الخليج: «إنه ينبغي لدول المنطقة ان تطور علاقاتها مع بعضها البعض اکثر فأکثر من اجل تفويت الفرصة على اي استغلال من قبل الاجانب»، مضيفاً أن بلاده «تدافع عن سيادة واستقلالية دول المنطقة، خاصة الدول المطلة على الخليج». وتابع قائلاً «إنه لو أراد أحد ان يتعرض لدول المنطقة فإن ايران ستقف بجانب دول المنطقة وأشقائها في منطقه الخليج بكل ما اوتيت من قوة».
ووصف الرئيس الإيراني علاقة بلاده بقطر بـ«الأخوية»، فيما نسبت وكالة الأنباء الإيرانية (ارنا) الى وزير الخارجية القطري قوله إن العلاقات بين قطر وايران «ليست تكتيكية او مؤقتة» وشهدت بخاصة في الأعوام الاخيرة نمواً ملحوظاً «وقد اثبتت دولة قطر نياتها الصادقة تجاه ايران عملياً». وأضاف ان قطر تتابع «ومن دون اي توقع، دعمها» لإيران «باعتباره امراً واجباً وحتى انها اعلنت مواقفها هذه بصورة علنية وصريحة لدى العالم العربي، رغم ان البعض لا يحبذ هذه المواقف». وأعلن حمد بن جاسم، دعم بلاده لبرنامج ايران النووي السلمي وقال «انه واضح بالنسبة لقطر، ان تطوير التقنيات النووية الإيرانية لا يثير اي قلق لدى دول المنطقة».
في المقابل، قال وزير المالية الاسرائيلي، يوفال شتاينتس، «آن الأوان، أن يصدر العالم بقيادة الولايات المتحدة، تحذيراً واضحاً لإيران، بأنها إذا لم تغير أساليبها بطريقة واضحة وقابلة للفحص، فعليها أن تتوقع هجوماً أميركياً أو حصاراً بحرياً على الأقل»، مضيفاً «يجب أن تصدر واشنطن تهديداً واضحاً لإيران، وتقول لها إنها إذا لم تغير تصرفاتها خلال أسابيع، فسيأخذ الخيار العسكري الموضوع على الطاولة، أهمية حقيقية».
ومن جانب آخر، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤول اميركي، قوله ان الولايات المتحدة اقنعت اسرائيل بأن إيران تحتاج الى عام على الاقل لصنع سلاح نووي «ما خفف من احتمال شن هجوم استباقي على المنشآت النووية الايرانية». وقال المستشار الرئيسي للرئيس باراك اوباما للقضايا النووية غاري ساموري «نحن نعتقد انهم (الايرانيون) يحتاجون الى عام» على الاقل. واعتبر ساموري ان فترة عام هي الفترة الأدنى الضرورية لإيران لصنع سلاح نووي وذلك على اساس المنشآت المتوفرة وقدرتها على تحويل مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب الى مادة عسكرية.
وأضاف ساموري ان الولايات المتحدة تعتقد ان المفتشين الدوليين سيرصدون في بضعة اسابيع اي تحرك إيراني في هذا الاتجاه «ما يترك متسعاً من الوقت للولايات المتحدة واسرائيل لتحديد رد».
لكن واشنطن واصلت جهودها لتشديد العقوبات المفروضة على ايران، وقال مسؤول في السفارة الأميركية لدى أنقرة إن وفداً أميركياً زار تركيا «للتباحث وشرح عقوبات الامم المتحدة، والعقوبات الأميركية التي وقعها الرئيس باراك اوباما في الأول من تموز الماضي»، فيما أكد مصدر في وزارة الخارجية التركية: «قلنا لهم أن تركيا لا تعتبر نفسها ملزمة بأية عقوبات غير تلك التي أقرتها الأمم المتحدة».
وذكرت صحيفة «جمهوريت» التركية، أن الوفد الأميركي هدد شركات الطاقة والمصارف التركية بإدراجها على «القائمة السوداء» في حال واصلت علاقاتها التجارية مع ايران، فيما قال وزير الدولة التركي حياتي يازيجي إن بلاده تهدف إلى رفع حجم التبادل التجاري مع ايران إلى 20 مليار دولار سنوياً في الأعوام المقبلة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد