كتلتا علاوي والمالكي تتفقان علـى اسـتئناف المفـاوضـات
بعد يوم من الاعلان عن انسحاب «آخر» قوة مقاتلة للاحتلال الأميركي من العراق، اعتبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أمس، أن واشنطن لن تتخلى عن العراق لأن لها مصالح فيه، فيما أعرب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، الذي قاد الغزو في العام 2003، عن امتنانه لجنود الاحتلال «الذين ساعدوا بجعل العالم مكانا أكثر سلاما». وأعلن مسؤولون عراقيون استئناف الحوار بين «القائمة العراقية» بزعامة إياد علاوي و«ائتلاف دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، بعد أيام من إعلان «العراقية» وقف المباحثات.
وقال القيادي في «العراقية» أسامة النجيفي إن الموقف بين القائمتين «تم إصلاحه، وتم تجاوز الموضوع». وكشف عن رسالة أرسلها المالكي إلى علاوي قبل يومين و«أن علاوي اعتبرها كافية لإصلاح الموقف وعودة المباحثات». وكانت «العراقية» أعلنت الاثنين الماضي وقف مباحثاتها مع «دولة القانون» احتجاجا على وصف المالكي لها بأنها تمثل السنة. واشترطت لاستئناف الحوار أن يقوم المالكي بتقديم اعتذار عن تصريحاته.
كما كشف النجيفي عن اجتماع عقد أمس الأول في مقر زعيم «العراقية» بين القيادي في «دولة القانون» علي الدباغ وعلاوي «تضمن اتفاقا على كيفية استئناف الحوار بين القائمتين مرة أخرى».
وأكد الدباغ لقاءه مع علاوي، موضحا انه سلمه ورقتي عمل حول آليات المشاركة في السلطة وكيفية صنع القرار في الدولة. وأوضح أن ورقتي العمل تتعلقان بإيجاد آليات «لخلق معادلة تقلل من شعور أن من لا يمتلك رئاسة الوزراء سيكون خارج السلطة». وقال «نحاول جمع المالكي وعلاوي في لقاء خاص لإعادة الأمور إلى مسارها العادي وإطلاق مفاوضات جدية بين الكتلتين».
ورفض المتحدث باسم «دولة القانون» حاجم الحسني الإجابة عن سؤال عن رسالة المالكي إلى علاوي والتي تتعلق بوصف رئيس الحكومة «للعراقية» بأنها تمثل السنة. وقال «هذه مسألة عفا عليها الزمن ولا نريد أن نتحدث عنها، وإثارتها لا تنفع أي شيء». وأضاف «المهم الآن أن باب الحوار فتح مرة ثانية، ونحن ذاهبون الآن إلى حوارات عن مسائل ستؤدي إلى تشكيل الحكومة أكثر من الكلام عن بعض التشنجات التي حصلت من هذه الجهة أو تلك».
من جهة ثانية، قال ممثل المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني في كربلاء، عبد المهدي الكربلائي «إننا نحذر من خطورة التداعيات في جميع المجالات. إذا استمرت الحال على ما هي عليه الآن في عدم وجود بوادر انفراج وحلحلة في العملية السياسية وعدم وجود بادرة أمل في تشكيل الحكومة». وأضاف «لا بد أن نحذر. إن هذا الشعب لا يمكن أن يستمر بتحمل المعاناة والصبر إلى ما لا نهاية. نحذر من ردود الفعل للشعب العراقي إزاء هذا الأمر»، مطالبا السياسيين «بتقديم المصالح العليا على المصالح الضيقة».
واعتبر زيباري، في مقابلة مع راديو «سوا» الأميركي، أن «انسحاب القوات الأميركية لا يعني تخلي واشنطن عن مصالحها في العراق»، موضحا أن واشنطن «ستبقى في العراق حتى بعد الانسحاب، لأن مصالحها ستبقى موجودة وبالتالي لن تتخلى عنها في هذا البلد المحوري». واعتبر أن «انسحاب الوحدات الأميركية سيؤسس لمرحلة جديدة للعلاقات بين البلدين»، مشيرا إلى أنها «ستتحول إلى علاقة دبلوماسية مدنية ودعم فني حسب الاتفاقات الثنائية التي ستوقع بين الحكومتين».
وقدم بوش شكره لقوات الاحتلال الأميركي في العراق، بعد يوم من انسحاب «آخر» كتيبة مقاتلة. وقال المتحدث باسمه ديفيد شيرزير، في بيان، إن «بوش فخور دائما بقواتنا». وأضاف «مثل جميع الأميركيين، هو ممتن جدا على كل ما يفعلونه من أجل الدفاع عن بلدنا والمساعدة على جعل العالم مكانا أكثر حرية وسلاما».
إلى ذلك، تبنت «دولة العراق الإسلامية» التابعة لتنظيم القاعدة التفجير الانتحاري الذي استهدف الثلاثاء الماضي مركز تجنيد للجيش العراقي في بغداد، وأوقع 61 قتيلا، و125 جريحا، في اكبر حصيلة قتلى بهجوم واحد منذ مطلع العام.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد