"رمضان" يرفع الأسعار منذ بداية الشهر
حدثان هزا الأسواق الداخلية والخارجية خلال الاسبوع الماضي.. الأول الحرائق في روسيا التي أتت على ربع المساحة المزروعة بالحبوب في الاتحاد الروسي والبالغة (43.6) مليون هكتار، فقد دمرت موجة الحر والحرائق حوالي 25% من هذه المساحات وفقاً لما قاله الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، وهذا يعني توقف الاتحاد الروسي عن تصدير القمح، بل ربما تحوله إلى الاستيراد وبالتالي حدوث نقص في المخزونات العالمية للحبوب ونقص في الكميات المعروضة في الاسواق الدولية وبالتالي ارتفاع الاسعار، فقد ارتفعت الاسعار في البورصات العالمية وانتقل رفع الاسعار إلى كل الاسواق المحلية، ففي السوق السورية ارتفع سعر الكلغ من القمح المستورد بمقدار اربع ليرات خلال اسبوع واحد على خلفية ما يحدث في روسيا. وهذا الارتفاع عكس ارتفاعا آخر في اسعار الطحين الذي ارتفع سعر الكلغ الواحد منه بمقدار عشر ليرات وسينعكس هذا الارتفاع بدوره على سلع أخرى، وهي الحلويات والمعجنات والكاتو.. الخ، كما تحدث البعض عن زيادات في اسعار المعكرونة بحدود 30-40%.
أما الأمر الآخر الذي هز الاسواق الداخلية فكان حلول الشهر الكريم الذي يفهمه بعض الباعة والتجار على هواهم وبما يحقق مصالحهم ويرضي جشعهم على حساب نهب جيوب الفقراء.. والأزمة التي حدثت قبل رمضان وخلال الايام الأولى منه تعد اخلاقية بامتياز وليست ناجمة عن قلة العرض أو فقدان سلع معينة.. بل هي تتناقض مع اخلاقيات وسلوكيات الشهر الكريم.. ومدانة شرعاً وقانوناً ومنهي عنها ايضا ويحاسب عليها القانون.. ولكن تركوا لجشعهم أن يصل مداه.. فارتفعت اسعار العديد من المواد بشكل جنوني.. وهنا يفترض أن ننوه إلى نقطة مهمة يتحمل مسؤوليتها المستهلكون أنفسهم.. فلو التزموا لأيام قليلة بمقاطعة أية سلعة ترتفع اسعارها بشكل غير مبرر لكانت الاسعار عادت إلى طبيعتها ولعاد الباعة إلى طرحها بأسعار أقل عما كانت عليه قبل اثارة الازمة.. وهذه الدعوة إلى المقاطعة وجدتها جمعية حماية المستهلك كما يقول رئيسها السيد عدنان دخاخني الحل الأفضل والأمثل الذي يردع الجشعين وكل من يفكر بإيذاء المستهلك ويضعف قوته الشرائية.. أما السيد عماد الأصيل مدير حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد فيؤكد أن المستهلك رب عمل لانه يدفع المال وفي هذه الحالة عليه أن يبحث عن السلعة التي تناسب دخله وبمواصفات جيدة ونظامية.. فإذا وجد أنه تعرض لمحاولة غش أو تدليس أو رفع اسعار غير مبررة فما عليه إلا إخبار مديريات التجارة الداخلية في كل المحافظات أو مدير حماية المستهلك المركزية، لتأخذ له حقه من أي تاجر جشع لا يتقيد بالانظمة والقوانين وهوامش الربح المعقولة والمنطقية..
توقعات منطقية.. لكن!!
كل من التقيناهم من المعنيين بالاسواق قبل بدء شهر الصوم أكدوا أن الاسعار لن ترتفع هذا العام لسبب هام ورئيسي يتمثل بضعف القوة الشرائية للمستهلكين وكذلك حالة الركود في الاسواق.. لكن هذه التوقعات لم يتحقق منها شيء فارتفعت اسعار الورقيات: بقدونس، بقلة، نعنع، وكذلك الخيار إلى درجات غير معقولة ففي اليوم الأول لرمضان وصل سعر جرزة البقدونس إلى 15 ليرة.. وعلى الجانب الآخر يؤكد البعض أن ما حدث بات أمراً طبيعياً في الأيام الأولى لرمضان خاصة في ظل غياب اخلاق رمضان بالنسبة للبعض.. الذي يفترض أن يؤدي إلى تعزيز وتفعيل القيم الاخلاقية وأهمها الرحمة ومساعدة الفقير وعدم استغلال حاجات عباد الله.
مفارقة..
كما هو معروف فإن سوق العقارات يصاب بالجمود في شهر رمضان.. لكن في رمضان الحالي حدث عكس ما هو مألوف.. فقد استمر التحسن الذي بدأ منذ عدة اشهر في قطاع العقارات بل ذكر البعض أنه في الايام الأولى لشهر رمضان زادت حركة تداول العقارات على كل الصعد خاصة بالنسبة لابتياع المحلات التجارية, وكذلك الأمر بالنسبة للأراضي الزراعية أو المعدة للبناء، أما بالنسبة لبيع الشقق الجاهزة أو التي على الهيكل فلا يزال التحسن في تجارتها محدوداً وذلك لكثرة العرض.. كما أن ظاهرة البيع بالتقسيط لا تزال مستمرة بالنسبة للشقق..
ازدياد كبير في بيع المكيفات
أدت موجة الحر إلى زيادة كبيرة في بيع المكيفات حتى أن بعض المحال التي كانت تبيع تقسيطاً توقفت عن هذا النوع من البيع تحت تأثير الطلب الكبير ولجأت إلى البيع نقداً.. وقد ذكر أحد العاملين في كهرباء الريف أن أحد المحلات في مدينة دوما باع في يوم واحد خلال الاسبوع الماضي (400) مكيف.
الاعلاف تتحرك
عادت اسعار الاعلاف للتحرك نحو الاعلى تحت تأثير حرائق حقول الحبوب في روسيا، وانتهاء موسم التسويق في أوكرانيا، ولجوء المستوردين إلى ابتياع احتياجاتهم من الاسواق الأميركية وما يعنيه ذلك من زيادة في النفقات المخصصة للنقل عبر البحار ولمسافات الطويلة.
أسعار الفروج تتحدى
رغم أن وزارة الاقتصاد حددت اسعار مبيع كغ الفروج المذبوح والمنظف بـ (120) ليرة للقطاع الخاص وبـ (110) ليرات في صالات مؤسسة الخزن والتسويق.. لكن الاسعار المعمول بها في الاسواق تحدت الرسميين فالتجار والمنتجون فرضوا سعر (140) ليرة على الاسواق للفروج المذبوح والمنظف وذلك بدءا من يوم الاربعاء الماضي.. وكأن ما حددته وزارة الاقتصاد لا يعنيهم ابداً، وكأن السعر حدد لاسواق في دولة أخرى. كما ارتفعت اسعار كغ الشرحات لتصل إلى 300 ليرة والتي تستخدم في صنع مادة الشاورما..
استمرار الموسم السياحي
تفيد المعلومات الواردة من المنطقة الساحلية أن نسبة الملاءة في المنشآت السياحية انخفضت بشكل كبير.. لكن هناك استمراراً للموسم السياحي ولم تقفل المنشآت ابوابها بشكل كامل.. لأن هناك حجوزات داخلية وخارجية كما يأمل اصحاب المنشأت السياحية بعودة النشاط إلى منشآتهم بدءا من أول ايام عيد الفطر القادم كونه تم تأجيل العام الدراسي إلى التاسع عشر من ايلول القادم..
اخيراً، صرف الدولار في السوق السورية يوم أمس بـ 46.50
واليوروبـ 59.50 وبيع غرام الذهب
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد