ضباط إسرائيليون يرفضون تعهدحكومتهم بتجنب قتل المدنيين في الحروب

23-07-2010

ضباط إسرائيليون يرفضون تعهدحكومتهم بتجنب قتل المدنيين في الحروب

أثار رد إسرائيل الرسمي الثاني للأمم المتحدة على تقرير غولدستون حول جرائم الحرب في غزة غضب الكثير من قادة الجيش الإسرائيلي. ويختلف الرد الثاني عن الأول في كونه يؤكد أن الجيش الإسرائيلي أخذ بالحسبان تقرير غولدستون وأقدم على إدخال تعديلات في نظرية القتال وأوامر إطلاق النار. وأشار الرد على وجه الخصوص إلى تقييد استخدام أنواع معينة من الذخائر، وخصوصا الفوسفورية، وإدخال إجراءات تمنع تكرار المساس بالمدنيين في الحروب المقبلة.
وشكل الرد نوعا من الصدمة للكثير من الضباط الذين كان بعضهم، حتى وقت قريب، يعلن تمسكه بـ«نظرية الضاحية» التي تقوم على معاقبة «بيئة المقاومة» وليس إسكات مصادر النيران. وقد أطلق «نظرية الضاحية» رئيس الأركان السابق الجنرال دان حلوتس، الذي هدد بأنه في مقابل كل بيت يتضرر في إسرائيل جراء صواريخ «حزب الله» أثناء حرب لبنان الثانية سيتم تدمير عشرة مباني في بيروت. ودأب العديد من القادة الإسرائيليين، وبينهم قائد الجبهة الشمالية الحالي غادي آيزنكوت، على تأكيد جدوى هذه السياسة في تطوير قدرة الردع الإسرائيلية.
غير أن هذه السياسة تلقت ضربة معنوية شديدة في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة، وتحديدا في تقرير غولدستون الذي اتهم إسرائيل، من خلال أفعالها هذه، باقتراف جرائم حرب، بل وجرائم ضد الإنسانية. وقاد التقرير إلى إطلاق سلسلة من التحقيقات التي خلقت أجواء جديدة في الجيش الإسرائيلي. وبلغت هذه التحقيقات عددا من قادة الألوية وبينهم قائد لواء «جفعاتي» المتهم بالمشاركة في عمل قاد إلى مقتل 21 فلسطينيا.
وبعد استخدام تقرير غولدستون كأساس للادعاء على قادة سياسيين وعسكريين في الخارج، اضطرت إسرائيل للتظاهر بالتعامل الإيجابي مع معطيات التقرير. وفيما تجنبت إسرائيل، في ردها الأول، التعامل مباشرة مع معطيات تقرير غولدستون شكل الرد الثاني تعاملا مع بنوده وتفاصيله، وهو ما أثار بشكل واسع غضبا في صفوف الجيش. فقد أشار التقرير إلى أنه فتح 151 تحقيقا في قضايا أثارها تقرير الأمم المتحدة وتم تقديم أربعة للمحاكمة، بينهم واحد على الأقل بتهمة اقتراف جريمة حرب تمثلت في قتل مدنيين «خلافا للأوامر».
وتعهد الجيش الإسرائيلي في رده بتجنب المساس بالمدنيين وأملاكهم، واتخاذه إجراءات تنظيمية، من بينها تحميل القادة الميدانيين المسؤولية عن حماية أرواح المدنيين وتمكنهم من التمتع بالحماية والحصول على المساعدة.
وأشار ضباط إسرائيليون إلى أن الرد، والتعديلات التي أدخلت على نظرية القتال وتعليمات إطلاق النار، تقيد حركة الجيش الإسرائيلي وتخدم حركة حماس. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن ضابط إسرائيلي قوله إن «هذا تقرير انهزامي وتبريري ويقيّد بشكل كبير العمل في أي حرب مستقبلية»، فيما أشار ضابط آخر إلى أنه «من غير المؤكد ما إذا كنا سنعد العالم بأنه في المرة القادمة سيكون هناك (صفر مصابين) في أوساط المدنيين، وذلك لان هذا لن يحصل».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...