تعثر المبادرة التركية- البرازيلية وطهران تحسّن قدرات التخصيب
بدا امس ان المبادرة التركية - البرازيلية قد تعرقلت بعد الاعتراضات الاميركية الصريحة عليها، والتشكيك الروسي اللافت للنظر بفرص نجاحها، واعتذار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الضمني عن الذهاب الى طهران في اللحظة الاخيرة، وذلك على الرغم من عناد الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سليفا، الماضي قدما في تحركه، ما قد يتيح أملا بإمكانية تحقيق اختراق خلال الساعات الحاسمة المقبلة، في وقت كان دبلوماسيون غربيون يؤكدون ان ايران بدأت تحسّن طريقة تخصيب اليورانيوم لمستويات أعلى.
وقال الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف بعد محادثات مع نظيره البرازيلي في الكرملين «آمل فعلا ان تكلل مهمة رئيس البرازيل بالنجاح. قد تكون هذه الفرصة الاخيرة قبل إجراءات نعرفها في مجلس الامن» الدولي. وأضاف «بما ان صديقي متفائل وأنا متفائل ايضا، اتوقع النجاح بنسبة ثلاثين في المئة»، وذلك بعدما قال لولا «كنت متفائلا امس وأنا اكثر تفاؤلا اليوم وقد أكون اكثر تفاؤلا غدا وأريد ان أكون اكثر تفاؤلا بعد لقاء (الرئيس الايراني محمود) أحمدي نجاد». وتابع «سأبذل قصارى جهدي».
غير ان رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، الذي اعلنت طهران حضوره المحادثات، قال إنه قد لا يشارك. وذكر أن تركيا كانت تنتظر من ايران الالتزام باقتراح حل مسألة التبادل النووي، الذي أشار الى انه من الممكن ان يجري في تركيا. وأوضح «طلبنا إعلانا بشأن القرار المتعلق بتركيا اذا كانت ستقوم بدور في التبادل.. وبالتفاهم مع البرازيل، كنا نريد تقديم مساهمة في هذه العملية». وتابع «يبدو لي ان رحلة الى طهران لم تعد ممكنة لأن ايران لم تتخذ قرارا في هذا الشأن»، مؤكدا انه «في حال الضرورة، سيذهب وزير الخارجية، وقد أذهب في وقت لاحق».
وقد جددت واشنطن تشاؤمها حيال المحادثات في طهران. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بعد لقاء مع وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ «أبلغت نظرائي في العديد من العواصم حول العالم بأنني اعتقد اننا لن نحصل على أي جواب جدي من قبل ايران حتى يتحرك مجلس الامن»، في إشارة الى فرض عقوبات جديدة. وتابعت «تصريحات الرئيسين البرازيلي والروسي تشير الى التلة التي ينوي البرازيليون تسلقها».
وفي طهران، قال وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي، ان طهران «قدمت التوصيات اللازمة للأطراف المعنية بالتفاوض مع ايران بخصوص القضية النووية». ورأى ان «تكرار التجارب الفاشلة ليس من عمل العقلاء والساسة البارزين»، معربا عن أمله «بأن يستند الجانبان الى الحقائق وأن يعتمدا الطريق الصحيح والمتفق عليه». من جهته، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي، ان بلاده تدرس حاليا مقترحات عديدة لتأمين الوقود النووي لمفاعل طهران، وأنه تم تخفيض قدرة عمله حالياً من اجل المحافظة على الوقود المتوافر لفترة أطول.
وتعقد المحادثات النووية على هامش قمة دول مجموعة الـ15 التي تعقد يوم الاثنين المقبل في طهران، والتي من المتوقع ان يحضرها 9 رؤساء دول وحكومات. وقد دعت ايران ايضا الرئيس السوري بشار الاسد وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وفي السياق النووي، قال دبلوماسيون في فيينا إن إيران تستعين بمعدات إضافية يمكن أن تحسن الطريقة التي تخصب بها اليورانيوم لمستويات أعلى.
وقال دبلوماسيون انه في الأسابيع الأخيرة، عكف مسؤولون إيرانيون على إضافة مجموعة ثانية من الأجهزة في منشأة نتانز حتى تتسنى تغذية الآلات بمخلفات المادة بسهولة اكبر والاستفادة بكامل إمكاناتها وأداء العمل بفعالية اكبر.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد