إسرائيل تطالب القاهرةبسحب مبادرتها لإخلاءالمنطقة من السلاح النووي

رغم أن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ أخذت طابعاً ارتبط إلى حد ما بمحادثات التقريب مع الفلسطينيين، إلا أنه كان لها وجه نووي.
وقد أشارت صحيفة «هآرتس» إلى قيام مستشار الأمن القومي الإسرائيلي عوزي أراد، الذي رافق نتنياهو في الزيارة، بإبلاغ وزير الخارجية المصرية أحمد أبو الغيط الذي اجتمع إليه مع مدير الاستخبارات اللواء عمر سليمان، بقلق إسرائيل من المبادرة المصرية لإخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي.
وأشارت مصادر سياسية إسرائيلية إلى أن أراد أعرب للوزير المصري عن عدم رضى حكومته عن المبادرة المصرية. وأوضحت هذه المصادر أن الرسالة الإسرائيلية كانت وجوب التركيز على كبح المشروع النووي الإيراني، وأن المشكلة ليست في عدم توقيع إسرائيل على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وإنما قيام دول موقعة عليها، مثل إيران، بانتهاكها.
ومن المعروف أن ثمة خلافاً طويلاً بين إسرائيل ومصر حول المسألة النووية، ولكن هذا الخلاف لم يحل دون تواصل العلاقات بين الدولتين. وكانت صحف إسرائيلية عديدة قد أشارت إلى نية نتنياهو مناقشة المسألة هذه مع مبارك.
وأشارت «معاريف» من جهتها إلى أن نتنياهو أراد مناقشة الرئيس المصري حول اقتراح بلاده بفرض الرقابة على المنشآت النووية الإسرائيلية والإصرار على توقيع إسرائيل على معاهدة حظر انتشار الأسلحة. وأضافت أن نتنياهو طلب من مبارك سحب الاقتراح المصري لإخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي من التداول في المؤتمر النووي الدولي في نيويورك.
وقد ثارت الخشية الإسرائيلية أثناء القمة النووية التي عقدها الرئيس الأميركي باراك اوباما في واشنطن في نيسان الماضي حيث أشيع أن مصر تنوي عرض مشروعها على تلك القمة. بل أن بعض المعلقين اعتبروا ذلك بين أسباب امتناع نتنياهو شخصياً عن حضور تلك القمة.
وفي كل حال، عادت المبادرة النووية المصرية إلى الواجهة حالياً على خلفية انعقاد المؤتمر النووي الدولي في نيويورك هذه الأيام. فقد أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تأييد بلادها لشرق أوسط خال من السلاح النووي، واسـتعدادها لدعم خطوات فعلية في هذا الاتجاه.
وتطالب الورقة المصرية التي وزعت على المشاركين في المؤتمر النووي الدولي، بقيام الدول الموقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية بإشهار المعلومات التي بحوزتها حول المشروع النووي الإسرائيلي، وكذلك عن نقل أية مواد نووية لإسرائيل في الماضي.
وبدا واضحاً في المؤتمر النووي الدولي الذي يعقد مرة كل خمس سنوات، غياب إسرائيل عنه ليس فقط كمشارك، وإنما أيضا كمراقب. ونقلت «هآرتس» عن مصادر دبلوماسية قولها إن الغياب تم بسبب الاقتناع بأن المشروع النووي الإسرائيلي سيتحول إلى قضية مركزية في هذا المؤتمر، الذي طالب الاردن ايضاً في يومه الثاني بجعل الشرق الاوسط منطقة خالية من السلاح النووي.

المصدر: السفير