تقييمات أميركية تؤجّل «سلاح إيران النووي» لأعوام

15-04-2010

تقييمات أميركية تؤجّل «سلاح إيران النووي» لأعوام

وجّه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، رسالة الى نظيره الاميركي باراك اوباما، ينتقد فيها سياسة واشنطن في مجال مكافحة «الارهاب»، فيما تقدمت طهران بشكوى لدى الامم المتحدة ضد اوباما بتهمة «الابتزاز النووي»، وذلك في وصورة لإحدى المنشآت النووية بإيرانقت رجح مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أميركيون، ان تتمكن إيران، إذا قررت ذلك، من إنتاج ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب للاستخدام العسكري في غضون عام، علما انها «لن تمتلك» مهارة صنع قنبلة نووية قبل 3 او 5 أعوام.
في طهران، قال مدير مكتب الرئاسة الايرانية اسفنديار رحيم مشائي لموقع التلفزيون الرسمي، إن «أسئلة مثل الهجوم على أفغانستان، واتساع نطاق الاضطراب الأمني في المنطقة، والدعم الاميركي للإرهاب، طرحت في هذه الرسالة». وأضاف ان نجاد «عرض ايضا على اوباما الاستفادة من تجربة ايران في محاربة الارهاب». ومن بين المواضيع التي أثارها ايضا، قضية زعيم مجموعة «جند الله» المتمردة عبد الملك ريغي الذي اعتقل في شباط الماضي.
وكان الرئيس الايراني اعلن في مقابلة تلفزيونية أذيعت ليل الثلاثاء الاربعاء، انه بعث «برسالة الى اوباما، بحيث ستنشر أخبارها قريبا». وقال مشائي ان الرسالة وجهت الى الرئيس الاميركي خلال شهر اصفند الايراني (من 20 شباط الماضي الى 20 آذار). وهذه ثاني رسالة يبعث بها نجاد الى رئيس اميركي. وكانت الرسالة الاولى تلك التي وجهها الى الرئيس الاميركي السابق جورج بوش، وذلك في أيار العام 2006، كما أوضح مشائي.
ويتزامن الكشف عن الرسالة، مع تقدم ايران بشكوى رسمية الى الامم المتحدة، ضد اوباما، بتهمة «الابتزاز النووي». وجاء في الشكوى التي نقلها السفير الايراني لدى المنظمة الدولية محمد خزاعي، ان «على الدول الأعضاء عدم السكوت عن مثل هذا الابتزاز النووي في القرن الحادي والعشرين، او تجاهله»، مشيرا بذلك الى العقيدة النووية الاميركية التي تتعهد بعدم استخدام السلاح النووي ضد عدو لا يملكه، باستثناء ايران وكوريا الشمالية.
وتساءلت إيران في الرسالة عن «نيات» واشنطن متحدثة عن «تهديدات» بشن هجوم نووي على ايران. وأضافت ان «الولايات المتحدة حددت بشكل غير مشروع دولة غير نووية هدفا لأسلحتها النووية وتضع خططا عسكرية على هذا الأساس». وأكدت ان العقيدة «لا تنم عن نوايا فحسب، بل تشكل ايضا جزءا من وثائق رسمية تعبر عن سياسة الولايات المتحدة في اللجوء الى السلاح النووي ضد دولة عضو في معاهدة عدم الانتشار النووي».
وفيما أعلنت طهران ان وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي سيتوجه الى نيويورك في أيار المقبل للمشاركة في مؤتمر لمراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي، قال رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي، ان ايران أنتجت 5 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة بعد شهرين على بدء عملية تخصيب اليورانيوم على هذا المستوى، موضحا ان مفاعل طهران بحاجة شهريا الى «كيلوغرام ونصف كيلوغرام من الوقود المخصب بهذه الدرجة».
- ويأتي ذلك في وقت اعلن مساعد رئيس هيئة الأركان العامة الاميركية الجنرال جيمس كارترايت، أثناء جلسة استماع في مجلس الشيوخ، انه اذا ما اتخذت طهران القرار بتطوير ترسانة نووية، فإن «الخبرة تشير الى ان ذلك قد يتطلب ثلاثة الى خمسة أعوام» لكي يحصلوا على قنبلة ذرية، علما ان ايران قد تتــــمكن من إنتاج ما يكفي من اليـــورانيوم العالي التخصيب لصنع قنبلة ذرية في غضون عـــام. وأوضح ان «تقييمه» يســـتند الى التاريـــخ وليس الى الوضــــع في ايران تــحديدا، مضــيفا «لا يمكنني ان اتوقع المشاكل التي سيواجهونها».
بدوره، قال رئيس وكالة استخبارات الدفاع الاميركية رونالد بيرغس، ان أجهزة الطرد المركزي التي جهزتها ايران تمكنها من إنتاج كمية من اليورانيوم عالي التخصيب تكفي لصنع قنبلة نووية واحدة خلال مدة لا تزيد على العام. وأوضح «ما يتفق عليه الجميع بشكل عام، برغم أننا ما زلنا لا نعلم بدقة عدد أجهزة الطرد المركزي التي يمكننا رصدها فعليا، لكننا نتحدث عن سنة».
وفي وقت سابق، استبعد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس ان تتمكن ايران من امتلاك القدرة العسكرية النووية «قبل عام على الأقل، وربما اكثر». وقال ردا على أسئلة حول الفترة الزمنية التي تحتاج إليها طهران لامتلاك قنبلة نووية «ليس قبل عام على الأرجح وربما اكثر». وأضاف «اعتقد ان التقديرات التي أدليت بها لم تتبدل منذ المرة الاخيرة التي تحدثت فيها عن هذا الامر».
وكانت وكيلة وزارة الدفاع للشؤون السياسية ميشيل فلورنوي، أكدت في وقت سابق ان الرئيس الاميركي باراك اوباما أوضح أن كل الخيارات مطروحة في ما يتعلق بالحد من برنامج ايران النووي. لكنها شددت على ان «الخيارات العسكرية ليس لها الأفضلية وما زلنا نعتقد أن أكثر السبل فعالية في هذه المرحلة هو الجمع بين العمل الدبلوماسي والضغوط»، فيما اعتبر السيناتور جون ماكين ان الولايات المتحدة «توجه مسدسا محشوا نحو ايران، لكنها تفشل كل مرة في الضغط على الزناد».
- وعلى صعيد العقوبات المحتمل تشديدها على طهران، أعلن مسؤول اميركي كبير ان إصدار مجلس الامن الدولي «عقوبات قاسية» هو أمر «مرجح»، معربا عن أمله في ان يتم ذلك في غضون بضعة «أسابيع». لكن المدير السياسي لوزارة الخارجية الاميركية وليام بيرنز، حذر من انه سيكون «من الصعب جدا» إقناع روسيا والصين بدعم عقوبات تستهدف الواردات الايرانية من البنزين ومنتجات نفطية اخرى.
وقال بيرنز في مجلس الشيوخ «اننا نهدف الى (استصدار) اشد قرار ممكن في مدة زمنية قصيرة هذا الربيع»، مؤكدا ان الولايات المتحدة تعمل بشكل «حثيث لتبني تدابير ملموسة» تسمح بـ«تعزيز وتوسيع العقوبات المتخذة من قبل واستهداف» بشكل افضل «مراكز القرارات الإستراتيجية» في ايران.
وكان نائب وزير الخارجية الصيني شوي تيانكاي، اعلن في واشنطن ان بلاده مستعدة لمناقشة «أفكار جديدة» لمعالجة قضية البرنامج النووي الايراني، مؤكدا ان بكين لا تزال تعطي الأولوية للحوار، وأن أية عقوبات لا يجب ان تضر بالعلاقات التجارية بين الصين وإيران، او بقطاع الطاقة الايراني. كما أعرب الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف عن تأييده لمبدأ فرض عقوبات دولية جديدة على إيران شرط أن تكون «ذكية» ولا تلحق الضرر بالشعب الإيراني.
وفيما شكك وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بالتوصل الى اتفاق حول العقوبات «قبل نهاية الشهر»، اعلنت البرازيل وتركيا تمسكهما برفض معاقبة ايران. والتقى الرئيس الاميركي باراك اوباما نظيره البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على هامش القمة النووية في واشنطن، وأعلن مسؤولون برازيليون وأتراك بعد الاجتماع تحفظ بلديهم على مسألة تشـديد العقوبات الدولية.
وفي نيويورك، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، آلان لوروا إن الدول الست عقدت اجتماعات بنـــاءة شملت مضمون النص المقترح من قبل الأميركيين «وهناك اتفاق ويوجد تقدم».

المصدر: وكالات


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...