الشعبية تقاطع الانتخابات بشمال السودان
قررت الحركة الشعبية لتحرير السودان مقاطعة الانتخابات على كافة المستويات في شمال السودان، وذلك في وقت انتقدت فيه الخارجية الأميركية ما وصفتها بالتطورات المزعجة والقيود على الحريات السياسية دون أن تستبعد تأجيل الانتخابات.
وجاء هذا الإعلان بعد اجتماع مطول لقيادات الحركة في شمال السودان بسبب ما وصفتها بانتهاكات خطيرة شابت العملية الانتخابية.
وقال مراسل الجزيرة نت في السودان عماد عبد الهادي إن الحركة قررت مقاطعة الانتخابات على كافة المستويات في شمال السودان.
وقال الأمين العام للحركة باقان أموم للصحفيين "نعلن مقاطعة الحركة للانتخابات على كل المستويات في 13 ولاية بالشمال" وأكد أن الرئيس عمر البشير زور الانتخابات على حد وصفه.
واضاف أموم إن الحركة اتخذت هذا القرار احتجاجا على المخالفات واسعة النطاق في الاستعداد للانتخابات، وتابع أن القرار يستثني ولايتي كردفان والنيل الأزرق المجاورتين للجنوب، مشيرا إلى أن الحركة ستخوض الانتخابات على كل المستويات في الجنوب.
وبرر المتحدث باسم الحركة يين ماثيو المقاطعة بقناعة حركته بأن الانتخابات ستشهد تزويرا واسعا.
ويأتي هذا الموقف بعد أيام من سحب ترشيح ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية لمنصب الرئاسة.
وكانت الحركة قررت أمس سحب مرشحيها لمنصب الوالي في ولايات شمال البلاد احتجاجا على ما وصفته بالتزوير الكبير في الانتخابات.
ومن جهة أخرى عبرت الحكومة الأميركية عن قلقها مما وصفتها بالتطورات المزعجة في الانتخابات السودانية والتي تشمل قيودا على الحريات السياسية أحاطت العملية الانتخابية بحالة من عدم اليقين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كرولي إن المجتمع الدولي سيحكم على هذه الانتخابات بناء على تمثيلها إرادة الشعب السوداني وما إذا كانت تفي بالمعايير الدولية للانتخابات، دون أن تستبعد إمكانية تأجيلها.
وأفاد مراسل الجزيرة نت في الخرطوم بأن المفوضية أكدت اليوم أنها لم تتلق أي مطالب أو اقتراحات من حزب الأمة أو أحزاب أخرى لتقديم موعد الانتخابات أو تأجيلها.
ونقل المراسل عن الفريق محمد أحمد الهادي من المفوضية قوله إن المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان سكوت غريشن التقى أعضاء المفوضية ولم يقدم أية ملاحظات على سير الإعداد للانتخابات أو أي مقترح لتأجيلها.
وأشار المصدر إلى أن المفوضية جددت التأكيد على تنظيم الانتخابات في موعدها مبرزة أن أعضاءها قاموا بجولات في عدد من الولايات ووجدوا أن مراكز الانتخابات أكملت استعداداتها وتسلمت كافة سجلات القوائم الانتخابية.
وأقرت الولايات المتحدة في وقت سابق بأهمية تأجيل قصير للانتخابات بهدف ضمان تحسن سير العملية الانتخابية.
ونقلت أسوشيتد برس عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كرولي تأكيده الحاجة إلى ذلك التأجيل لتحسين سير تلك العملية، والتعامل مع ما وصفها بمخاوف أحزاب المعارضة المشروعة.
وحث كرولي الحكومة السودانية على رفع القيود المفروضة على الأحزاب السياسية والمجتمع المدني قبل الانتخابات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته قوله إن التأجيل يجب ألا يتجاوز شهرا واحدا.
وفي المقابل قال زعيم حزب الأمة الصادق المهدي في خطاب بالخرطوم إنه تمت الاستجابة لمعظم الشروط التي وضعها حزبه للمشاركة في الانتخابات باستثناء شرط واحد لم يحدده، مضيفا أن الحزب يسعى للحصول على استجابة على ذلك الشرط.
وأشار إلى احتمال المشاركة في العملية الانتخابية رغم التأكد -حسب قوله- من عدم نزاهتها بسبب وجود "تصرفات فاسدة من قبيل استغلال نفوذ الدولة".
وكان الحزب رهن -في بيان أصدره الجمعة- مشاركته في الانتخابات بتلبية ثمانية شروط في مهلة تنتهي يوم الثلاثاء يتمثل أهمها في تمديد موعد الاقتراع أربعة أسابيع، أي إلى ما بعد الأسبوع الأول من مايو/أيار المقبل.
ورجحت الصحفية السودانية درة قمبر أن يكون الشرط الذي لم تتم الاستجابة له من قبل الحكومة هو تأجيل الانتخابات، مضيفة أن تلميح الحزب للمشاركة يعزى إلى وجود قواعد وتيارات مؤثرة داخله تدفعه لهذا الخيار.
من جهة أخرى حذر الرئيس السوداني عمر حسن البشير خلال حملته الانتخابية بولاية الجزيرة وسط البلاد، المنظمات الأجنبية من التدخل في الانتخابات.
ومن ناحيتها أعلنت بعثة الاتحاد الأفريقي لمراقبة الانتخابات جاهزيتها للتعامل مع الاقتراع في كامل الولايات السودانية.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد