المدارس الدينية في حضرموت تفرخ مزيداً من المتشددين

06-03-2010

المدارس الدينية في حضرموت تفرخ مزيداً من المتشددين

ترك الماليزي محمد فطري بن كازه بلاده وقطع مسافة كبيرة لتحقيق حلمه بدراسة الإسلام واللغة العربية في مدرسة دينية يمنية، وهو واحد من مئات الطلاب الوافدين من آسيا وأفريقيا على" تريم" وهي بلدة تاريخية تشتهر بأنها المركز الديني في منطقة حضرموت اليمنية الفقيرة حيث تضعف سلطة الحكومة فيها وتتولى القبائل السيطرة وينشط تنظيم القاعدة.

وهذه المنطقة النائية هي مسقط رأس عائلة أسامة بن لادن زعيم القاعدة، الذي ولد أبوه في واد ليس ببعيد عن تريم قبل أن ينتقل الى المملكة العربية السعودية للعيش هناك.

وقال بن كازه "أي شخص يريد أن يقوي لغته العربية (عليه) أن يأتي الى البلاد التي تستخدم فيها اللغة العربية، في ماليزيا توجد جامعة ومعاهد تدرس باللغة العربية لكن بالنسبة للبيئة لكي نحصل على تعليم اللغة العربية بشكل قوي، لابد أن ندرس في بلاد عربية"، مضيفا أنه مستمتع بوجوده في اليمن، وأنه يتمنى الانضمام الى مدرسة أبيه الدينية عندما يعود إلى بلاده بعد التخرج.

وتريم مركز قديم لتعليم الصوفية أيضا، لكن كل المدارس الدينية في البلاد تخضع للمراقبة، بعدما أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة أمريكية يوم 25 ديسمبر كانون الأول.

ويجلس الطلاب حول المعلمين في حلقة دراسية صوفية، وينصتون بعد صلاة العشاء إلى دروس في الشريعة والقيم الإسلامية والنحو العربي، ويعتقد أن المفجر النيجيري الذي اتهم في الولايات المتحدة الأمريكية، عمر الفاروق عبد المطلب تبنى الفكر المتشدد في اليمن حيث كان يدرس اللغة العربية.
 وقال عبد الله محمد بن شهاب وهو أستاذ في التعليم بجامعة حكومية محلية "مدرسة حضرموت تنبذ العصبية والتطرف بكل أشكاله وتنبذ الغلو وتتعامل مع المخالف برفق ومعاملة حسنة، أي كيف تتعامل مع الشخص غير المسلم كما كان يتعامل الرسول مع الذين لم يدخلوا الإسلام، تعامل معهم بالتسامح".

ويقول محللون إن المدارس الدينية الكبرى تتعاون مع الحكومة اليمنية لتدريس الإسلام المعتدل، لكن هناك مدارس سلفية تروج للتفسير المتشدد للإسلام السني الذي يعتقد أنه يفرخ التعصب.
وقال المحلل عبد الغني الأرياني إن هذه المدارس هي المشكلة فمن الصعب الإشراف عليها، مضيفاً أن هناك العديد من مدارس تعليم اللغة العربية والمعاهد الدينية الأصولية في أنحاء اليمن، مثل جامعة الإيمان في صنعاء التي لها فرع في مدينة المكلا عاصمة حضرموت.

وأعلن اليمن الحرب على القاعدة، لكن دبلوماسيين يقولون أنه لا توجد شفافية كبيرة حول تمويل المدارس الإسلامية، في حين أن شعب اليمن في حاجة ماسة للمساعدة ويعيش قرابة نصفه على أقل من دولارين في اليوم. 
  وشددت صنعاء إجراءات منح التأشيرات بعد محاولة التفجير الفاشلة، لكن لا يزال مواطنو دول عربية مثل مصر والأردن باستطاعتهم دخول اليمن دون تأشيرة.

وقال عبد القادر محمد الشاطري مدير مدرسة رباط تريم وهي واحدة من أشهر المعاهد في حضرموت إن الطلاب يخضعون للتدقيق من قبل قوات الأمن الحكومية قبل أن يأتوا إلى المعهد، مضيفاً أن الطلاب ينفقون على إقامتهم ويدفعون ثمن كل شيء.

وجذب طلاب أجانب لدراسة الإسلام عامل مهم للاقتصاد المحلي في حضرموت ،بعدما انهارت السياحة بسبب موجة من هجمات القاعدة في السنوات القليلة المنصرمة.

ولأن المدارس التي تشبه رباط تريم تتطلب دراية باللغة العربية قبل الالتحاق بها فإن العديد من الطلاب يتصلون بجمعيات خيرية إسلامية في بلادهم من الصعب التأكد من تمويلها ودوافعها.

ويرى دبلوماسيون أن بعض الجماعات الخيرية تمول مدارس بأكملها وأن أخرى تعطي الطلاب منحاً دراسية. وقال الأرياني إن بعض المدارس تحصل على تمويل من أثرياء.

المصدر: رويترز 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...