صناعة النحاس أسعار مرتفعة بمواد مغشوشة
مع دخول الآلات التي أصبحت تصنّع كل شيء، تراجعت الصناعة اليدوية للنحاسيات بكافة أنواعها وأشكالها، وبالرغم من أسعارها المرتفعة، إلا أن الإقبال عليها الآن أصبح بغرض الزينة أو بهدف الاحتفاظ بالتراث فقط لا غير.
فأسعار ألواح النحاس اختلفت وارتفعت عشرة أضعاف ما كانت عليه في السابق؛ فكيلو النحاس وصل اليوم حتى 400 ليرة سورية. أما في السابق، فلم يتعدّ الـ30 ل.س.
حيث كان استعمال النحاس في السابق لأغراض الاستعمال المنزلي والإقبال عليه، كان كبيراً لكنه الآن خفّ كثيراً مقارنة بما آلت حال النحاس إليه الآن، فتكلفة إنتاجه عالية لذلك فإن سعره مرتفع جداً.
فسعر طنجرة النحاس حجم متوسط يصل حتى 2000 ل.س والكبيرة منها 2500 و 3000 ليرة سورية.
وبالتالي في ظل ارتفاع سعر الأدوات المصنوعة من النحاس أصبح الإقبال عليه لغرض تراثي بحت، فأغلب التحف الشرقية مصنوعة من النحاس الأصفر والأحمر والتسعيرة غير محددة، كما جاء على لسان أحد أصحاب المحلات، لأنها مرتبطة بنوع وحجم وسماكة القطعة، بالإضافة إلى تكلفتها والتي تلعب دوراً رئيسياً في تحديد سعرها.
فمثلاً الصندوق الصغير يبلغ سعره 600 ليرة سورية وهو في الحقيقة مطلي من الخارج فقط بالنحاس الأصفر، ليرتفع سعره حتى يصل إلى 2000 و 3500 ليرة سورية، على الرغم من أن سعر لوح النحاس لا يتعدى 400 ل.س.
ومن خلال النظر إلى البضاعة والأدوات المصنوعة من النحاس، ترى أن النحاس لا يدخل في صناعتها إلا بشيء بسيط جداً، فالباعة يدخلون الحديد والألمنيوم ويكتفون بطلائه بالنحاس ليبدو للزبون وكأنه مصنوع من النحاس فقط ويقوم البائع بوضع السعر المناسب له على القطعة أثناء بيعها؛ فالثريا التي تعرض باعتبارها مصنوعة من النحاس يبدأ سعرها من 600 و700 ليرة سورية وقد تصل إلى 3000 ل.س وأكثر.
من جانب آخر، يتلاعب معظم الباعة بأسعارها تبعاً للزبون فالمحلي يختلف عن الأجنبي، وعندما يكون الزبون من السياح الأجانب يقفز سعر القطعة إلى الضعف، على اعتبار أن إقبالهم عليها كبيرجداً.
لذلك فصناعة النحاس تختلف كثيراً عما كان سائداً فيما مضى. فالغش والتلاعب بالمواد أصبح شعاراً للباعة ورفع سقف الأسعار ليس له من مبرر، فحتى في هذه الامور يتعاملون مع المواطن باعتباره سائحاً والتهويل في الأسعار يجب أن ينطبق عليه أيضاً.
ماريشا زهر
المصدر: بلدنا
إضافة تعليق جديد